أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم البيك - نحب الحياة














المزيد.....

نحب الحياة


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زيارة إلى مدارس "خاصة" باللاجئين و الأقليات في بروكسل, دخلت و رفيقة بلجيكية إلى صف لطلاب في المرحلة الإبتدائية أسألهم عمن يعرف شيئاً عن فلسطين. أدهشتني كثرة الأنامل المرفوعة بحماسة ليقدموا لي أجوبة مفرحة في معظمها, و لكنني الآن أذكر أنه لم تلفت نظري اجابة كتلك التي قالت بأن الفلسطينيين يقاتلون "لاسترجاع المساجد من اليهود!" كان رد فعلي بأن نظرت إلى الرفيقة و إلى المعلمة و ابتسمت ثم قلت: الفلسطينيون يقاتلون لاسترجاع بلدهم بما فيه من منازل و مدارس و حدائق و ملاهي و أيضاً مساجد و كنائس.
فلسطين ليست مساجد, هي أكثر من ذلك بكثير, هي وطن بكل تفاصيلها, و بكل تفاصيله. و نضالنا ليس لاسترجاع مساجدنا, بل سماءنا و ماءنا و أرضنا, و على هذه الأرض الكثير, مساجد و غيرها. نجح الإسلامويون نسبياً في نقل هذه الصورة المشوهة و التسطيحية للنضال الفلسطيني و لكلمات كـ"وطن" و "حرية", بالمفهوم الفلسطيني, إلى العالم, فكأن أصل الصراع هو ديني, بين المسلم و اليهودي, و ليس احتلال و تهجير و اضطهاد و عنصرية و رأسمالية... و المسؤولية هنا تقع على عاتق التنويريين و العلمانيين الوطنيين لإيصال الصورة الواقعية و العلمية للصراع إلى العالم, يذكر هنا أن المطلعين على القضية الفلسطينية من ناشطين سياسين و مثقفين في العالم يعون طبيعة الصراع أكثر من "الأطفال"!
نحن نقاتل لا للتفرغ للعبادة, و لا حباً بالموت أو الشهادة أو جنة السماء و لا للسلاح أو المقاومة, بل نقاتل و نقاوم حباً في الحياة, و الحياة فقط على هذة الأرض, فـ "على هذه الأرض ما يستحق الحياة", نقاتل لننتشي بلذة الحياة في فلسطين, نحب ابنة البلد, نأكل كبة نية, نستيقظ مع الشمس, نعمل لبناء مجتمع, ننتخب من نريد, و نصلي في المساجد و الكنائس, لمن يريد. علينا القتال بكل ما توفر لممارسة ذلك في وطننا, في جنتنا على الأرض, فكما سطر غسان كنفاني: " لن أرتد حتى أزرع في الأرض جنتي, أو أنتزع من السماء جنتها, أو أموت, أو نموت معاً".
ذكر ادوارد سعيد غير مرة قصة ذاك الأسير الفلسطيني الذي واظب سجانيه على إسماعه و بصوت عال و مزعج مقطوعات موسيقية كلاسيكية أثناء التحقيق معه و التعذيب, فخرج الأسير من سجنه كارهاً و غير محتملاً موسيقى بتهوفن, كما اشتكى. هذا ما يحاول الصهاينةً عمله, قطع العلاقة الجنينية و الحتمية بين الإنسان الفلسطيني و الحياة للوطن الفلسطيني, و هو ما يحاول التسلل إليه داخل أقبية التحقيق و خارجها, ألا نطيق الحياة فندفع أنفسنا للهرب منها لنجد الموت منفذاً لنا. هم عابثون بمحالاواتهم تلك و إن نجحوا, من ناحية, مع ذاك الاسير الذي حمل ما لا يحمله جمل.
بالمعنى الكلي, الفلسطيني عاشق للحياة و هذا منبع ثورته و انتفاضته و اصراره على النضال حتى للحظة. يذكر هنا الوحدة الإندماجية الرائعة في الشعب الفلسطيني بين الجزء, أو الفرد, و الكل. فذاك الفدائي الذي يحمل "روحه فوق راحته" وهو العسكري و الصحفي و الفنان و الأديب و كل إنسان يعي فلسطينيته بطريقته, ذاك الفدائي, الفرد, يقدم دماً و روحاً على مذبح الحياة, حياة الشعب ككل.
أذكر رسماً كاريكاتورياً لناجي العلي, يظهر الرسم مجموعة من أهالي أحد المخيمات الفقراء يحملون لافتة من قماش, ممزقة و مبرقعة طبعاً و تستخدم كغطاء أثناء النوم, كتب عليها "تعيش الطبقة العاملة", فيرد حنظلة: "يلعن أبو هيك عيشة".
لن نقبل "عيشة" كهذه, احتلال و اضطهاد و استغلال و فقر, فمن الطبيعي أن نفكر و نعمل و نناضل لما هو أفضل, و بالطبع لن نفكر بالنضال من أجل الموت, فيا عالم انتظر, لا أقول الثورة, بل الاستمرار الدائم للثورة و انتفاضاتها.
نطق محمود درويش باسمنا حين تألم: "نحب الحياة إذا استطعنا إليها سبيلا" و لا سبيل لنا إلا إليها.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زياد المختلف
- ببساطة.. لأنها فلسطين
- في مهب الجهل
- ألوان
- الكوفية... رمز ثورات
- حين اغتالوا غسان
- جنى على نفسه..
- علم أحمر
- في حكم العسكرستان
- وظائف شاغرة
- منظمات (لا) إنسانية
- هذيان في الأم و الوطن
- سنثور و نلعب
- القصة أطول بكثير..
- تكامل الكفاح الفلسطيني
- فجر الحركة الشيوعية في فلسطين
- اليسار العربي... والإجابة الصحيحة على السؤال
- إنسان برقم...سولد
- المنتدى الإجتماعي الاوروبي..... على طريق عالم آخر ممكن
- إلى الرفيق سعـدات


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم البيك - نحب الحياة