سليم البيك
الحوار المتمدن-العدد: 1129 - 2005 / 3 / 6 - 11:11
المحور:
حقوق الانسان
استوقفتني عبارة في قصة غسان كنفاني "موت سرير رقم 12" يمكن إسقاطها على واقعنا الآن بعد 44 عاما من كتابتها, تقول؛ "وسمعت صوت الممرض يقول ببساطة في الممر المجاور للباب: مات سرير رقم 12؟!". تم تجاوز إنسانية المريض, محمد اكبر, واختصرت الى رقم.هذا ما يحصل في واقعنا حين تتعامل بعض وسائل الاعلام بأنواعها مع شهداء القضية الفلسطينية, و هذا ما اعتاد عليه عامة الناس المتلقين لرسائل الإعلام.
استشهد في يوم ما عدد من الفلسطينيين ....أحيانا يذكروا كيف و أحيانا أخرى ينتقلون مباشرة الى الخبر التالي. يتجاهل الجميع أن كل فرد من هؤلاء الشهداء انما هو إنسان, كأي متلقي لهذا الخبر, له عائلة, وربما هو معيل هذه العائلة, له طريقته الخاصة للحياة تختلف عن أي انسان آخر... زوجة, عشيقة, أصدقاء,عمل, اناس لا يحبهم, امور شخصية تميزه عن غيره, موهبة ذهنية أو مهارة يدوية,ربما كان يحضر القهوة بطريقة خاصة....إنسان, ذكر اسمه في ميثاق حقوقه.
كما الشهداء, كذلك الحال بالنسبة للأسرى و اللآجئين, فهنالك حوالي 10 آلاف أسير و 5 مليون لاجئ فلسطيني لا يمكنهم العودة الى قراهم التي هجروا منها من قبل الفاشية الصهيونية. .إن الاستخفاف بحياة و حقوق و خصوصيات و عموميات إنسان و اختصارها إلى رقم بحجة لا يصرحون بها و هي انه الضعيف و ( المغلوب على امره) في الإعلام إنما (يمكيج) من هول فظاعات ترتكب بحق الإنسان الفلسطيني.
إن قيمة الإنسان في انخفاض مستمر طالما هنالك محتل, طالما هنالك مستغل, طالما هنالك (الإنسان – الحيوان) الذي شرع توفيق زياد الحرب عليه, والذي تخلى عن الإنسانية بكل حروفها و مضامينها, و طالما هنالك من يقف في وجه فضح هذه الحقائق و الممارسات كما هي واقعا" و طالما كانت الغاية عند معظم وسائل الإعلام تجارية ربحية مجردة من الوطنية و الإنسانية.
إلى متى ستبقى قيمة الإنسان مستهلكة بل و منتهكة لأسباب و مهما كانت...لا أعيرها أي تقدير, و إلى متى سيبقى الإعلام تحت سيطرة طبقة مصلحية تؤجر إنسانيتها مقابل الدولار غير مدركة بانحراف هذا الاعلام عن رسالته وإن أدركت يوما هذا الانحراف ....من يكترث,لا يهم مع من يتعاملون و لمن و كيف يروجون, فطالما هنالك أرباح..فالضمير مرتاح!
#سليم_البيك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟