أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم البيك - ألوان














المزيد.....

ألوان


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


وقفت مرة أمام لوحة أتأمل الألوان الشاردة في فضائها. صرت أسافر من لون لآخر, أحدق في روعة كل لون بعينه, معتقداً بأن الجمال يكمن في اللون ذاته, إلى أن أدركت بعدها بأن جمال كل لون يكمن في تفاعله مع الألوان الأخرى, أو ببساطة, وجود الألوان الأخرى. فلا روعة و لا حركة في اللوحة لو سيطر عليها (اللون الواحد).
كذلك الحال بالنسبة لحياتنا الثقافية و الفكرية. فالأدب, مثلاً, بحاجة إلى الاختلاف في الأجناس و المذاهب. ما كان حال الأدب لو لم يحوي إلا جنساً واحداً كالرواية مثلاً؟ أو مذهباً واحداً كالرومنسية, بعيداً عن الواقعية و الكلاسيكية و الوجودية و غيرها..؟ أذكر بأني رددت غير مرة بأن الواقعية في الأدب هو ما أنحاز إليه, و لكن إن فرض علي القراءة أو الكتابة ضمن قفص الواقعية, و لا شيء إلا الواقعية, كما كان يمارس النظام الستاليني, فلن أكف عن اللحاق بكل ما هو مختلف عن الواقعية, لا لشيء إلا لبحثي عن الجمال الذي يكمن, لا في الأعمال غير الواقعية, بل في وجودها مع الأعمال الواقعية. و المسرح و السينما و الفن التشكيلي, جميعها تبهت و تفقد جمالها إن سيطر عليها المذهب الواحد, نافياً المذاهب الأخرى.
حث الإسلام على اتباع النبي و الإيمان بجميع الأنبياء, لا الكفر بهم. جميل أن تكون حياتنا كذلك. اتباعي لمذهب ما لا يعني كفري بباقي المذاهب أو الألوان. لا ينكر أحد التناقض الحاصل بين المذاهب الثقافية و الفكرية, و لكن أن أصل بتناقضي معهم الى حد الإلغاء و النفي و التكفير, فذلك هو التطرف بعينه. إن كنت قومياً أو ليبرالياً أو ماركسياً أو اسلامياً فأنا في تناقض و تواجد طبيعي مع المذاهب الأخرى, و لكن يتملكني التطرف حين أرغب في فرض مذهبي على الآخر, سواء كان هذا الآخر فرداً أم مجتمعاً. فليكن ما يريد و لأكن ما أريد, و في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
هناك إيجابية تعود على كل من المذاهب إن وجد إلى جانبها مذاهب أخرى. ففي جو منافسة, سأواصل , كأحد المذاهب, تطوير و تجديد نفسي و معتقدي, مراجعة أخطائي, تقوية حججي و ما إلى هنالك من وسائل سلمية و مشروعة لأسيطر بالإقناع و القبول لا بالقوة, أسيطر هنا بمعنى أن أكون الأكثرية, لا أن أكون الأوحد. وهذا بطبيعة الحال سيحفز الآخرين على التقدم, و التنيجة لذلك حركة و ارتقاء مستمرين للحياة بجوانبها المختلفة.
الأشياء جميلة بتنوعها و اختلافاتها التي لا تصل حد الخلافات. أي شيء أو فكرة لا يمكن استيعابها إلا بالمقارنة مع الأشياء و الأفكار الأخرى, فالأزرق أزرق بقدر ما الأحمر أحمرو الأصفر أصفر.. و المذاهب و الأفكار و الألوان جميعها, لاستيعابها و ادراكها جيداً لا بد من وجود غيرها معها.

جميل أن أقول رأيي.. أما الأجمل فأن أسمع رأيك.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوفية... رمز ثورات
- حين اغتالوا غسان
- جنى على نفسه..
- علم أحمر
- في حكم العسكرستان
- وظائف شاغرة
- منظمات (لا) إنسانية
- هذيان في الأم و الوطن
- سنثور و نلعب
- القصة أطول بكثير..
- تكامل الكفاح الفلسطيني
- فجر الحركة الشيوعية في فلسطين
- اليسار العربي... والإجابة الصحيحة على السؤال
- إنسان برقم...سولد
- المنتدى الإجتماعي الاوروبي..... على طريق عالم آخر ممكن
- إلى الرفيق سعـدات
- إشكالية اليسار في -إسرائيل-...باختصار


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم البيك - ألوان