أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم البيك - -اقعد عاقل-














المزيد.....

-اقعد عاقل-


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1540 - 2006 / 5 / 4 - 10:52
المحور: حقوق الانسان
    


كلنا سمعنا أيام كنا أطفالاً نرمز لبراءة ما توبيخات كـ "اقعد عاقل" و "اعقل يا ولد" أو يا بنت و "بس يا مجنون.. اهدا" و كثيراً غيرها, و ذلك حين نشاغب أو نشذ عن السلوك العام أو الإطار الذي تحدده بعض قواعد السلوك التي وضعت تراكمياً في مجتمعاتنا و هي ليست بالضرورة جيدة.
قد يكون الأهل على حق في توجيه أبنائهم بأن يرجعوا إلى عقلهم حين "يشطحوا" في سلوكهم عن حدود الآداب العامة, و هنا أفرق بين سلوك عام نمطي و آداب عامة يجب مراعاتها, المهم..
حين يكبر الأبناء, "يعقل" بعضهم و يظل البعض الآخر يسمع ذات التوبيخات من والديه و أقاربه و جيرانه و كل من يعرفه و يكبره ولو بساعة, و لكن التوبيخات هذه ليست لأنه "كبس زرار المسجلة كلها سوا حتى يشوف كيف بدها تشتغل هيك", بل لأنه أدرك هذه المرة بأن لكل زر دوره الذي يقوم به و يكمل أدوار باقي الأزرار و لا يعتدي عليها كمجتمع متكامل, الشيء الذي لم يجده في مجتمعه, فاضطر أن يتكلم في الشأن العام, و "بالمشرمحي" في السياسة. فسمع الكثير من توبيخات أخرى هذه المرة كـ"حط عقلك براسك و بطل حركات هالزعرنة" و "ما كان فيك شي, وين راح عقلك" و "بلا ولدنة و ارجع لعقلك".
فالعمل السياسي, إذاً, قلة عقل و أدب, و زعرنة, و هو تجاوز للسلوك العام و الآداب العامة معاً, و هو "ولدنة", الرجوع إلى ما يشبه سلوك الأولاد, و المشاغبين خصيصاً. هو فقدان العقل أو بتعبير أدق هو البعد عن التعقل, فالتعقل هو أن "تحط عقلك براسك و تشيلو من محل مهو!", هو أن تستخدم عقلك لتجد في النهاية بأن للسياسة أهلها "يللي بلا عقل" و أنك أنت صاحب العقل و الحكمة و البعيد عن "هيك حركات", أنك ذلك لأنك عاقل أو متعقل أو معتقل أو مهما يكن, لست من بينهم أو لا تتكلم كلامهم لأنك و ببساطة لديك تلك الكتلة في رأسك التي استخدمتها لتصل لهذه النتيجة.. يا الله!
"إذا هيك الله لا يثبت علينا لا العقل ولا الدين".
أن تكون عاقلاً هو أن تخضع للسلطة, أن تنفذ ثم اعترض, و إن كان "عقلك كبير" فلن تعترض. يقولون "مجنون يحكي و عاقل يسمع". أفضل لسمعتنا "قدام الجيران و النسايب و العالم" أن نسمع فقط, حتى لا يقال أننا مجانين, أفضل ألا نتكلم و لا نصرخ, فإن توجعنا "عالسكت", و إن جعنا "عالسكت", و إن اعتقلنا "عالسكت" و إن كبتنا "عالسكت" و إن متنا "عالسكت", فلنسمع فقط و لا نتكلم إلا لنهتف بالروح بالدم. فلنترك الكلام للمجانين و "لنقعد عاقلين", فوق كل هذا, فكثرة الكلام يوجع الرأس و يبح الصوت و يظهر الشعر على اللسان.
فالمطلوب رقم واحد إذاً "يا عاقلين يا شطورين"ً هو أن توقفوا المشاغبة و المعاندة و التمرد و الثورة و قبل ذلك أن تضعوا عقولكم في رؤوسكم لا في أي مكان آخر, أما المطلوب رقم اثنين.. "لسا بكير".
فكلما تعقلت أكثر كلما عشت أكثر, حراً أم غير حر, فهذا موضوع آخر.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيقي فلاديمير
- ألا يكفي؟
- اختلفت المسميات
- سلام لمحمد الماغوط
- -خلصونا بقا-
- سعدات: المواجهة أو الموت
- إلى سعدات مرة أخرى
- حظاً أوفر
- أتوا.. و لكن
- نحب الحياة
- زياد المختلف
- ببساطة.. لأنها فلسطين
- في مهب الجهل
- ألوان
- الكوفية... رمز ثورات
- حين اغتالوا غسان
- جنى على نفسه..
- علم أحمر
- في حكم العسكرستان
- وظائف شاغرة


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سليم البيك - -اقعد عاقل-