أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - من غزة إلى سوريا، نقاط محورية لفهم ما حدث و يحدث














المزيد.....

من غزة إلى سوريا، نقاط محورية لفهم ما حدث و يحدث


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إيران لا تمثل محور ممانعة او مقاومة، بل مشروعا توسعيا استعماريا في منطقة الشرق الأوسط، و كلما ضاق الخناق على هذا المشروع، كلما استنجد أكثر و أكثر بسرديات الممانعة و المقاومة.
و كذلك، نجد أن حماس قبل "السنوار"، كانت هي جبهة النصرة و أخواتها في سوريا، بشريان واحد نابض يسمى "التنظيم الدولي للاخوان"، و كان لها حضور ميداني في جبهات القتال في سوريا، حسب اعلام النظام السوري الممانع نفسه، و كما لم تكن تخفي الحركة نفسها، حيث ان ما يسميه محور الممانعة بمفتي "الناتو"، كان هو مفتي حماس، او مرشدها الأعلى، و الذي يقبل يده قادة حماس في قطر كل يوم، و كما أن فتوى الجهاد في سوريا انطلقت من مصر الاخوان.
هناك حالة استقطاب ثنائي، انتجت هذا المشهد المعقد، إذ أن نفس حالة اليأس عند الايرانيين، و التي تدفع بهم الى مزيد من الانخراط في اكذوبة المقاومة، هي نفسها التي دفعت حماس الى السقوط في حفرة ايران، او ما يسمى بمحور الممانعة، تحت عنوان كبير من حيث الشكل، ضئيل و ضحل من حيث المضمون و المغزى.
إن طوفان الأقصى موضوعيا، هو خطوة انتحارية لكن لا بديل عنها، و ببساطة لأن كل سبل البقاء امام الحركة و مشروعها السياسي و المجتمعي في غزة تم اغلاقها بعد اتفاقيات التطبيع التي شملت اهم الداعمين و الممولين للشق السياسي و الاجتماعي لمشروع حماس، باعتبار ان الانظمة المطبعة هي انظمة مهادنة، و مخصية، لا يمكن لها المغامرة بأي دعم عسكري او ما شابه، بل إن دورها هو الحفاظ على الشكل المهادن للحركة، و ابقاؤها بعيدة عن الاستقطاب الآخر، الايراني، و هذا ما تقوم به دويلة قطر، و الدبلوماسية المصرية في حال التصعيد المحدود، كضامن لاستمرار و استتباب هذا الوضع.
و كما ان خطة التخلص من الحركة نهائيا قد وُضعت و تم التصديق عليها في تل ابيب و عدد من العواصم العربية، فإن الخطوة القادمة واضحة و لن تخرج عن مسلكين، الاستسلام او الانتحار.
على هذا الاساس، و ذاتيا هذه المرة، يمكن اعتبار ما حدث قرارا انتحاريا اتخذه شخص مريض نفسيا، سايكوباثي، كان يهدف الى الانتقام لذاته فقط، و اعادة الاعتبار لذاته فقط، و خدمة اناه المريضة و فقط، و هذه حقيقة لا تناقش، باعتبار ان "السنوار" امضى عقدين من الزمن داخل السجون، و هذا باجماع كل مذاهب الطب النفسي، معطى ينتج ما سبق و أكثر بكثير، و هذا ما لا يهم كثيرا في شيء معرفته بقدر ما يهم ادراك دوره و اثره في صناعة ذاك المشهد البئيس.
لقد باعت حماس لايران هنا، شيئا من المصداقية، و ذلك مقابل لحظة انتشاء عابرة بالوهم، و لحظة احتفال بالوهم، أو لحظة شموخ زائف، و بهذا ضحت بالكثير جدا، مقابل لا شيء، كما كان يعلم الجميع ساعتها. بينما ايران، الذئب المحاصر، اعطت حماس شيئا من الدعم، و الوعود الكاذبة، مقابل كثير من المكاسب التي قد تخفف عنها حدة القادم، و ربما كذلك ايران اخطأت الحسابات هنا، رغم انه لا خيارات كثيرة امامها، باعتبار نضوج كافة الشروط للاجهاز على المشروع الايراني، و أهمها الغليان الداخلي الشعبي الايراني ضد نفس المشروع الذي لا يقدم و لا يؤخر شيئا من احوال "الايرانيين"، دون اغفال التحرك الصيني نحو فرض واقع اخر في الشرق الاوسط عبر بوابة السعودية، و هو التطور الذي سبق بشكل مباشر انفجار الوضع.
عندما نتأمل شكل و هيئة المنفذين لعملية طوفان الاقصى تحديدا، نجد أن اغلبهم لا ينتمي حتى للبيئة الغزاوية، السنية الاخوانية المقاومة، بل إن هناك من كان يردد في الطريق اناشيد "داعشية" خالصة، جائت من سوريا. و على هذا الأساس، لا يمكن اعتبار التحرك الأخير للمعارضة السورية مؤامرة تحركها امريكا و تل ابيب، اذا اعتبرنا أن السنوار لم يغرر بمقاوميه في غزة، و لم يقم ببيعهم للاحتلال و ايران معا، بينما الواقع أن المؤامرة الوحيدة هي عندما باعت حماس نفسها للشيطان الايراني، حيث ان الثورة السورية بكل مظاهرها و تمظهراتها، هي اصل و امتداد للمشروع الاسلامي السني، بشقيه المدني المسالم و الاصولي الراديكالي العنيف، و هذا بدوره نتاج مباشر لطبيعة البنيات الاجتماعية و الثقافية و ليس شيئا آخر.
إن النقيض الوحيد للمشروع الايراني الشيعي هو المشروع السني، ان وجد اصلا، بل إن المشروع الايراني هو مشروع استعماري امبريالي صهيوني بغطاء صفيوني، يستهدف الوجود السني في المنطقة، و نقصد بالوجود السني، ما تبقي من عروش البترول و الغاز، و ما تبقى من شعوب يائسة، تنشد الخلاص ولو كان على يد الشيطان.



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله جبهة إسناد حكومة نتنياهو
- إرادة العار 2
- إرادة العار
- خلاصة أحداث طوفان الأقصى
- الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (7)
- ممانعة العرض و الطلب
- حزب الله و مغالطة المحاذير
- الخراب القادم، أو درس التخريب بمفهوم -مظفر النواب- (6)
- اليمن العظيم ..
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (5)
- هل باعت إيران المقاومة ؟
- الصهيونية و الصفيونية وجهان لعملة واحدة
- اوهن البيوت بيت العنكبوت
- ازرع كل الأرض مقاومة
- فَحْمُ الغرب
- شذرات .. في جينيالوجيا بعض المتصهينين
- طوفان الأقصى، نتنياهو يرقص رقصة المذبوح
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (4)
- الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- .. (3)
- سعار الوطنيّة، و الدفاعِ عن الوطن


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - من غزة إلى سوريا، نقاط محورية لفهم ما حدث و يحدث