أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة خطار .














المزيد.....

مقامة خطار .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 11:28
المحور: الادب والفن
    


مقامة خطار :

ذكرتنا الصديقة ام حنين بأغنية كتبها عزيز السماوي وغناها الهام المدفعي : ((خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني اشموع , خافن يمر بالعكد.. رش العكد بدموع , يا قليبي وين الحزن.. حدر الحدر مرفوع , دومك تون وتنك.. تبكي بدمع مفجوع )) , وما زال بريق البراءة منذ كذا من السنين يضيء ملامح غيوم داكنة الحنين وامنيات متعبة , تتدلى من شفاه ملحاحة تنتظر بفارغ اليأس موسم قطاف القُبل قبل موعد الحصاد ببضع سويعات .

وتنساب ألأغنية : (( طيفك امل كذاب.. فوق السما مرفوع , بالك تصيح بحزن.. صوت الحزن مسموع , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع )) , وأنا لا أزال أحلم بالسمفونيات , بالأوتار المرتفعة والنحاسيات الجريئة , كما يمكن لارتفاع مفاجئ أن يرفع معنويات القلب , كما يمكن لنغمة هادئة أن تجلب الدموع , كل رشفة من القهوة , وكل قضمة من الكعكة , هي نغمة في تأليف رائع , ومذاقات من الإلهام .

فتتفاعل الأنعطافات , ويستمر الشدو : (( شكبان ليلك غضب.. بالك تفز بالليل , دافن بصيص الأمل.. مسهًر نجوم سهيل , والريل فات وجزا.. مالك شغل بالريل , حطلنا موقد جمر.. زوُد سعير الويل , ذوًب شموع الوصل.. فرهد حبابي الهيل , بس لايبوك العمر.. طيف العمر ملسوع , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع )) , تتهادى أحلام القبلة الأولى , كان لها طعم يمتد لسابع نسل , وهوس الصبا يذرع الطرقات , والملامح تتلامض الشفتين الطريتن التي تجعلنا نرتمي عطشا , لنبلسم بها تشققات الشفاه الذابلة , وكيف بطيش الصبا الحافي القدمين , المصبوب على ذلك الخيال المرتبط في تلك المنامات الوقحة حيث تتوسد الذراعات كأقرب ما يكون .

أبق مع ألأغنية بأنصات حالم : (( يا دموعي طيفك غرق.. امسح دموع الطيف , شمسح جزاني الوقت.. راح الحلم يا حيف , قمرية وما مش بعد.. وليش احنا موش بصيف , ظلمه ودواشق حزن.. لا تظن روحي بكيف , غرًب شراع الفرح.. اهلاً اجانا الضيف , حسبالي يسوى العتب.. ثاري العتب مرفوع , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع )) , يدور العالم حوله , ولكنه هنا يتوقف عنده الزمن , فقط الموسيقى والصمت , والفوضى والهدوء , وسيد الصوت , في مكان حيث تنضج الأحلام مع كل إبريق قهوة , و في الخارج ينزل المطر برفق , مثل يد لطيفة على النافذة , وتلعب معه إيقاعات الحياة , ويسمع كل شيء , همسات الغرباء , وصرير الكؤوس , وحفيف الصحف , كل صوت ينسج في ذهنه , ترددات وأرتباطات حزينة , ويبدأ بجمع قطرات الندى في راحته خارج فصول الظمأ المشاكسة , فينثني مع القصيدة ليبني جسورا من خيوط العناكب لعابر سبيل فقد حريّة الاستدارة إلى الوراء فمضى إلى حال سبيله يبحث عن خُفّي حُنين بين مكبّات الذاكرة ومقابر الكلمات .

ومع تهجدات النفس , يستمر بالأصغاء للأغنية : (( لملم سنين العمر.. عثرهه ليل الضيم , فارشهه فوق الهضب.. طرزهه لون الغيم , مشتال عمرك ذبل.. ما حًن نثيث الديم , والكيظ اجاك بثقل.. بعدك تظل امجيم , خيال حلمك مرك.. شتكله عيب انهيم , يبست انهار الامل.. وانتظر روحي تموت , خطار عدنا الفرح.. اعلك صواني شموع)) , يتهادى العمر, ليُقاس بالامتار المربّعة ,طويل القامة مستطيل الخُطى , وبالزوايا الحرجة , ورغم ذلك تنموالسنوات بشكل أفّقي كأنًها خيط من سراب كثيف بين عالمين متناقضين في المضمون لا في الشكل ولا في التشكيل , وبينما تغرب الشمس , يأخذ بيتهوفن بقلب مليء بالنوتات الموسيقية , جرعة أخيرة , وعقله حي بوعد الغد , جاهزا لمشاركة ألحانه في كل الزوايا الهادئة من العالم , جاهزا للسماح للموسيقى بالتدفق مع ألأبوذية (( آنة من الجرح ماخاف .. لوسال , يراه شامت واخاف شلون لوسال , سيفك بالجذب لعداي .. لوسال , علي هد واكولن هد الية)) , كيف وانا الذي فارقه الفرح ولسان حالي يتقلب : اجلبنك يليلي 12 تجليبه :
(( فاركني الفرح والكلب بس احزان
وخلاني الوكت متعايش ابنيران
ميهمني الزمان وكل بشر شمتان
لأن طبعي جبل ما افقد الهيبه )) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المعروف والمنكر .
- مقامة غمار الأشواق .
- مقامة السلح .
- مقامة الربا في الحب .
- مقامة الزوجات .
- مقامة لا تضيعوه .
- مقامة الغراب .
- مقامة الشتاء .
- مقامة ياحسافة .
- مقامة المكتوب والعنوان .
- مقامة واها .
- مقامة الحساد .
- مقامة رهان الواثقين .
- مقامة وجع بغداد .
- مقامة ذاكرة الخشب .
- مقامة امنيات مظفر الثلاث .
- المقامة المتشائمة .
- مقامة الخيبة ونسيانها .
- مقامة النقاء .
- مقامة الحضن الدافيء .


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة خطار .