أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم حبيب - الجولة الأخيرة واليائسة لصدام حسين وعصابته أو صحوة موت















المزيد.....



الجولة الأخيرة واليائسة لصدام حسين وعصابته أو صحوة موت


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 537 - 2003 / 7 / 8 - 01:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كاظم حبيب

نشاط قوى صدام حسين بعد سقوط النظام

الحلقة السادسة عشر
الجولة الأخيرة واليائسة لصدام حسين وعصابته
أو "صحوة موت"

عند دراسة تاريخ المستبدين في الأرض على امتداد تاريخ البشرية سيجد الإنسان أمامه مجموعة من الظواهر المشتركة التي تجمع بينهم, مع وجود بعض الظواهر المميزة لهذا المستبد أو ذاك. ومن بين أبرز تلك الظواهر المرضية المستعصية جنون العظمة وانفصام الشخصية والنرجسية والسادية الشرسة والشكوكية والرغبة الجامحة على المغامرة والتوتر الدائم. وتحدد هذه الظواهر مجتمعة سلوكية المستبد بأمره بشكل عام وتخلق لديه حالة استثنائية تتجلى في عيشه في عالم خاص به, وهو عالم لا يمت إلى عالم الآخرين والحياة الواقعية بصلة, إلا من حيث وجوده في هذا البلد أو ذاك أو انتماءه لهذا الشعب أو ذاك. وهو لا يعيش حياة الآخرين بأي حال, بل يعيش حياته الخاصة وعالمه الذي أوجده لنفسه. والكثير من العوامل التي تلعب دورها في تكوين هذه الشخصية المستبدة, ومنها المحيط الذي نشأ فيه والتربية التي تلقاها منذ صغره وفي صباه وشبابه والقصص والحكايات التي رويت له وعلقت في ذاكرته منذ الصغر, والكتب التي دأب على مطالعتها والمجموعة التي ارتبط بها في الفترة المبكرة من شبابه. وهذه الحالة الاستثنائية الناشئة بسبب تلك المظاهر تخلق بدورها لدى المستبد الشمولي ظاهرة سلبية حادة جداً, مرضية, تتمثل في رفضه أي إحساس حقيقي أو حتى عجزه عن الإقرار بالواقع والاعتراف بالانكسارات التي مني بها في حياته أو في معاركه الداخلية أو الخارجية وفي جوانب حياته الأخرى. إذ يجد نفسه في مواقع المنتصر أبداً, بالرغم من الانكسار الذي يعيش فيه في لحظة معينة. وفي حالات معينة وعندما يحس بمثل هذا الواقع يعترف به داخلياً ويرفض عكسه نحو الخارج ويتحين الفرص للانتقام الأكثر شراسة ويرمي جام غضبه على أعوانه الذين خذلوه في معاركه المختلفة ويتخذ جملة من القرارات التي تقود إلى موت المزيد من البشر وقتل كل الذين يعتقد بأنهم كانوا السبب في ذلك. 
والمستبد بأمره, أياً كان, لا يكتفي بالهيمنة على عائلته أو عشيرته أو شعبه, بل يسعى إلى التوسع المستمر على حساب العوائل والعشائر والشعوب الأخرى لفرض هيمنته وحكمه عليها, كما لا يرتوي برؤية الدم المهدر على أرض المعارك وفي دهاليز التعذيب والسجون, بل يريد رؤية المزيد والمزيد منه دوماًً, فنزيف الدم ينبغي له أن لا ينقطع, فهو الوسيلة لفولذة الأمة وشد أسرها ودفعها نحو العلا. هكذا كان الغزاة الفاتحون على مر العصور, وبغض النظر عن طبيعة الدعوة التي يتبنونها, سواء أكانت دينية أم عقائدية أم تحت واجهات إصلاحية أخرى, وهكذا كانت وما زالت سلوكيات المستعمرين القدامى والجدد, وسلوك أغلب القياصرة والملوك والحكام والولاة الأشرار في العالم القديم والحديث. والمستبد بأمره لا يرى في ما يفعله تجاوزاً على حقوق الآخرين, بل يعتقد جازماً بأنه يمارس ما وضع في عنقه من أمانة وبين يديه من حق إلهي, وهو يحظى برعاية الرب الرحيم, وهو ينفذ مشيئته على الأرض, إذ أنه في الممارسة العملية يتحول تدريجاً في داخله أولاً ونحو الخارج باعتبار الرب الرحيم ذاته.
والمستبد بسلطته يريد أو يطلب طاعة كاملة غير محدودة وعمياء من رعيته, ولا يريد أن يسمع من شخص ما كلمة نقد لهذا القرار أو ذاك التصرف. فهو في قراراته وتصرفاته يخدم الأمة والرب في |آن واحد, وهي قرارات وتصرفات لا تقبل الخطأ, إذ لا يجد في رعيته وحاشيته من ارتقى إلى مستوى تقديم النقد أو المشورة له. ويسعى المستبد إلى إحاطة نفسه بعدد كبير من المداحين واللقامين الذين يهللون لما يقوله وما يقرره وما يفعله, ويؤلهونه ويرفعون به حتى فوق الآلهة أو الإله الذي يعبدون. وبعد هذا وذاك لا يعد نفسه إنساناً عادياً أو حتى متميزاً, بل يرى نفسه أن نصفه الأكثر من طينة الآلهة ونصفه الأصغر من البشر المتميزين. ويعتقد أن الخشية منه هو التعبير عن الحب الأبوي الصادق له من رعيته التي مُنحت هذه الهدية الإلهية, منحت هذا القائد المغوار والفلتة الربانية. هكذا كان المستبدون, وهكذا هم الآن وهكذا سيستمر حالهم حيثما ظهروا الآن وفي المستقبل. والفارق بينهم يبرز في الأجهزة والأدوات والأساليب التي يستخدمونها لتنفيذ أهوائهم وقراراتهم وتحقيق رغباتهم حتى وأن كان على حساب موت شعوبهم أو تهديم بلدانهم بالكامل. وهذا الفارق ناشئ عن التباين في الزمان والمكان.       
وعلى هذا المنوال عرفت بلاد ما بين النهرين المئات من الحكام والخلفاء والسلاطين والولاة الذين ساموا السكان سوء العذاب وعاش الناس في جحيم لا يطاق, رغم الغنى النسبي الذي عرف به وادي الرافدين مما جعله قبلة للغزاة والمحتلين منذ القدم. وهكذا عرف العراق الحديث حكاماً عتاة لم يحملوا لهذا الشعب الخير والهناء والمودة, بل تضافرت جهودهم مع المستعمرين لنهب البلاد وسرقة الدار, أو كما نقل عن وقيل على لسان على جودة الأيوبي, السياسي المعروف في العهد الملكي البغيض, حين شبّه العراق بسفينة تحترق ويحق لكل من يستطيع أن يأخذ منها ما هو قادر على حمله ولنفسه.
وهكذا عاش الشعب العراقي عهد صدام حسين الذي استمر 35 عاماً وبدأ قبل ذاك بسلسلة من أعمال الشقاوة والقتل ومحاولات الاغتيال والتدريب على القوة والتحكم والإرهاب حتى وصل إلى السلطة بدعم تضافرت فيه جهود قوى داخلية وعربية وإقليمية ودولية ونشطت فيه أجهزة الأمن والمخابرات والاستخبارات لأكثر من جهة ودولة.
اعتلى صدام حسين عرش العراق الجمهوري وبدأ لعبة المستبدين التقليدية ولم ينحرف عنها إلا من خلال تعميق اتجاهاتها الاستبدادية وتوسيع قاعدة الاستبداد وتشديد وتيرته. فخاض الحروب الخاسرة واعتبرها جزء من مسيرة الأمة نحو النصر النهائي, فهي انتصارات لأنها تقاوم العدو بغض النظر عن الخسائر البشرية والمادية, وهي تعزز العزيمة وتشد اللحمة, فكلما كثر الأعداء, تعززت لحمة الأمة, هكذا كان يفكر عندما كان يقرأ بعض كتابات القوميين الألمان حيث كانوا يرددون: إن الشعب الألماني لا يحتاج إلى أصدقاء, بل إلى أعداء لكي يوحد نفسه. ولكن صدام حسين, وهؤلاء أيضاً, لم يكسب الأعداء في الخارج فحسب, بل وكسب الأعداء في الداخل أساساً, كسب عداء وكراهية الغالبية العظمى من الشعب العراقي.
بدأ صدام حسين حروبه المشؤومة في الداخل بهدف تهيئة الجو لمعاركه الخارجية اللاحقة ورغبته في التوسع. فكانت التصفيات المتلاحقة للقوى السياسية القومية والبعثية المنافسة له أولاً, ثم وجه ضرباته الشديدة للشيوعيين, بعدها انتقل إلى توجيه الضربات المتلاحقة للحركة الكردية بقيادة الملا مصطفي البارزاني حتى بلغ غايته في عقد اتفاقية الجزائر في عام 1975, وأنزل استناداً إليها هزيمة كبيرة ولكنها مؤقتة بحركة الشعب الكردي العادلة, ثم تحول إلى الحليف المؤقت, إلى الحزب الشيوعي ثانية, فأنزل به ضربات أكثر إيجاعاً ما يزال يعاني منها. ولم ينقطع عن توجيه ضرباته بقوى الإسلام السياسي, وحزب الدعوة على نحو خاص, عندما رفعت رأسها وبان نشاطها بصورة شبه علنية, حيث استطاع إنزال ضربة قاسية بها في أعوام 1978- 1981. وهكذا صفا له الجو السياسي الداخلي للبدء بحربه العدوانية ضد إيران. 
وكانت حربه المجنونة ضد إيران خدمة محسوبة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام, وأن كانت حساباته كلها خاطئة, وكان ضحيتها أكثر من مليون إنسان قتيل من الجانبين وما يقارب هذا العدد من الجرحى والمعوقين, إضافة إلى مئات ألآلاف من المشردين والمهجرين قسراً, وكذلك مئات المليارات من الدولارات الأمريكية كخسائر مالية والكثير من الخسائر في البنية التحتية والمنشآت العامة والمؤسسات الحضارية. وبرز صدام في هذه الحرب وفي حربه ضد الشعب الكردي والأكراد الفيلية وعرب الوسط والجنوب لا كمستبد أهوج ومجرم حرب فحسب, بل كعنصري وطائفي شرس. ورغم الخسائر والاندحار في الكثير من تلك المعارك اعتبر صدام تلك المعارك انتصاراً له لحماية البوابة الشرقية للأمة العربية التي قدم أغلب حكام بلدانها كل الدعم الذي كان يريده.
وفي الوقت الذي كان يخوض غمار الحرب ضد إيران, كانت أجهزته الأمنية والقوات الخاصة القمعية وبعض الوحدات العسكرية في كردستان العراق تحت قيادة على حسن المجيد تقوم بعمليات منظمة ومدروسة جيداً وهادفة إلى إنزال أقسى الضربات التدميرية بالشعب الكردي وقضيته العادلة, تلك هي حملات الأنفال الدموية ومجازر حلبجة الكيماوية التي راح ضحيتها أكثر من 182 ألف إنسان, إضافة إلى عشرات ألاف الضحايا الأخرى من بنات وأبناء كردستان قبل وبعد ذاك. 
ثم جاءت غزوته الدنيئة للكويت الشقيق ومنحه الجنود والضباط ومن يستطيع من العراقيين أن يصل إلى الكويت حق النهب والسلب والاغتصاب والاعتداء, كما يشاء كل منهم. وتم استباحة الكويت وأخذ معهم المئات من الأسرى عدا الذين قتلوا في الموقع أو على طريق العودة. واعتبر ذلك أكبر انتصاراته, في حين أنها كانت الطريق إلى أكبر هزائمه اللاحقة. والخسارة الكبرى كانت في إصابة فكرة الوحدة العربية بالصميم من حزب كان يدعي عمله من أجل الوحدة, كأول شعار له في الثلاثية البائسة (الوحدة والحرية والاشتراكية).
وكانت حرب الخليج الثانية التي أدت خلال 43 يوماً إلى تدمير هائل في البنية التحتية لم تحققه حرب الثماني سنوات ضد إيران. وكانت الهجرة المليونية للأكراد وكذلك هجرة عشرات الألوف من العرب إلى البلدان المجاورة وخاصة السعودية. وكانت الخسائر البشرية تصل إلى أكثر من 300 ألف إنسان بمن فيهم ضحايا الانتفاضة الشعبية. وكانت الخسائر المالية كبيرة جداً, إضافة على خسائر العراق الصناعية والحضارية, التي أعادت العراق إلى فترة ما قبل الصناعية.
ثم كان الحصار الدولي واستمرار سياسات النظام العدوانية ضد الشعب وضد القوى السياسية. وحصدت تلك السياسات وكذلك الحصار مئات الألوف من الناس الأبرياء, واضطر إلى الهجرة المزيد من العراقيات والعراقيين حتى بلغ عددهم التقديري بين 3,0-3,5 مليون إنسان يعيشون في الخارج.
                 
كل هذه الأحداث كانت بالنسبة للمستبد الشمولي بمثابة انتصارات كبيرة بدءاً من معركة القادسية وحملات الأنفال والكيماوي واستمراراً بغزو الكويت وأم المعارك وأخيراً معركة الحواسم. وكانت الأخيرة هي الأكثر صدقاً إذ حسمت الموقف وأطاحت بالنظام بعيداً في مزبلة التاريخ حيث ينزل الشعب العراقي لعناته الغاضبة على من كان وراء كل تلك المآسي التي عاشها الشعب العراقي وشعوب البلدان المجاورة طيلة العقود المنصرمة, وكانت الحجة المناسبة لاحتلال المنطقة بكاملها من قبل القوات الأجنبية, الأمريكية والبريطانية والهيمنة على مقدراتها.
كان صدام حسين يدرك مصيره تماماً في معركة الحواسم, وبدلاً من أن يتراجع لينهي عذابات الشعب العراقي ومخاطر الحرب في المنطقة, أعد عدته لما بعد الحرب, حين شكل تنظيمات سرية خاصة في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات [راجع في هذا الصدد الحلقة الأولى من هذه السلسلة]. وهي التي تقوم اليوم بعملياتها المعادية للوضع الجديد وضد قوات سلطة الاحتلال. كان صدام يتوقع أنه قادر على تحويل الهزيمة الماحقة إلى انتصار عظيم على أعداء الأمة العربية والوطن العربي والأمة الإسلامية أيضاً من خلال اعتبار أن معركة الأمة لم تنته من جهة والبدء بتنظيم عمليات إرهابية متفرقة هنا وهناك من جهة أخرى. وكان يعول على خيال الأمة الخصب وذاكرتها الضعيفة!
سكت صدام قرابة شهرين ثم نطق أخيراًً, فتمخض الجبل فأولد فأرة. وتجسد ذلك في الخطاب الجديد لصدام حسين الذي قرأه في الرابع عشر من حزيران من عام 2003 باعتباره الوصية الأخيرة والجولة اليائسة لدكتاتور سقط وهو في النزع الأخير, ولكنه ما يزال تصور له أمراضه الكثيرة بأنه المنتصر معنوياً عند العرب والإسلام, كما هو حال بن لادن. وحاول أن يعطي الانطباع بأنه العائد إلى حكم العراق, هذا البلد الأشم الذي استباحه طويلاً. ويبدو أنه لم يدرك أو لا يريد أن يدرك بأن صيحاته هذه ليست سوى "صحوة موت" لا شك في ذلك.
لا نشك في أن رسالته الصوتية تؤثر باتجاهين, وهما:
1. المزيد من الكراهية والحقد لهذا الدكتاتور الأرعن الذي يريد أن يغرق البلاد ببحر من الدماء والدموع والمزيد من المقابر الجماعية, وبالتالي التصميم على العمل ضد خلاياه العدوانية.
2. التأثير على بعض البعثيين والأنصار السابقين إلى التماسك والتعاون ضد قوات الاحتلال ومساعدة "خلايا المجاهدين".
ويفترض في هذه الرسالة أن تدفع بجميع الأطراف الوطنية في العراق إلى التفكير المعمق يما يبغي لها فعله في هذه الفترة والفترة القادمة نتيجة التحديات الكثيرة والمتنوعة الناتجة عن فعل عوامل كثيرة.  
ورغم ما أشرنا إليه من كون حركته هذه ليست سوى صحو موت, ولكن هذا لا يعني أنها سوف تتسبب بكوارث معينة في العراق, كما أن علينا عدم الاستخفاف بالأعداء المستبدين, وخاصة المصابين بجنون العظمة. والمجموعة التي تعمل معه لا تختلف عنه كثيراً في ما يعاني منه من ظواهر وأمراض المستبدين. فمن استمع إلى خطاب صدام حسين, ولا نختلف كما أعتقد في أنه كان بصوته حقاً, تضمن أفكار خمس أساسية:
1. إنه ما يزال على قيد الحياة و "يكافح" ضد المحتلين, وأنه مشتاق جداً لهذا الشعب الذي يحبه كثيراً وحرم من رؤيته ومن سماع صوته هذه الفترة الطويلة!
2. وأن ما حصل في العراق لم يكن بسببه, بل بسبب "أهداف" الإمبريالية الأمريكية, وأن الأمة العربية هي المهددة بعد العراق. وأن ما حصل في العراق ليس اندحاراً, بل انتصاراً له ولنظامه وللأمة العربية بسبب مقاومته وعدم استسلامه, فهو نصر له وللأمة على حد سواء!
3. وأنه انتهى من تشكيلات خلايا المجاهدين الواسعة لمقاومة المحتلين, وعلى الشعب أن يساندهم ويحميهم ولا يخبر عنهم, وأنهم لمنتصرون. على الشعب أن يطيعه بعد سقوطه أيضاً وإلا فالويل له.
4. ثم التهديد بإنزال العقاب الصارم بكل من يخون العهد ومن يفرط بالأهداف.
5. وأخيراً فالخطاب لم يتوجه إلى العراقيات والعراقيين فحسب, بل كان موجهاً أيضاً إلى العرب والمسلمين ودعوة صريحة لمشاركتهم في الأعمال المعادية للمحتلين لا في العراق فحسب, بل وفي كل مكان.

لقد كان واضحاً لي, ولكثيرين من بنات وأبناء الشعب العراقي والعاملين في الحقل السياسي والاجتماعي, بأن صدام حسين لم يكن يوما ما سياسياً عميقاً وواعياً, بل كان دوماً إرهابياً وقاتلاً شريراً. وتأكد ذلك لا في قتل قريب له انتقاماً لخاله بسبب عدم تعيينه في وظيفة معينة, وليس فقط لمشاركته في محاولة أول رئيس لوزراء الجمهورية العراقية الحديثة وقائد ثورة تموز عام 1958, بل وبسبب كل السياسات التي مارسها على الصعيدين الداخلي والخارجي خلال وجوده في الحكم منذ عام 1968.
لم يكن أحدنا يشك في وجود صدام حسين على قيد الحياة, وكنا على ثقة بأنه سيبدأ نشاطه الإرهابي مجدداً. ولكن وجود صدام حسين في العراق وبدء نشاطه كان مفاجئاً لأولئك الذين لا يعملون مباشرة في الحقل السياسي أو يعيشون بعيداً عن الساحة السياسية العراقية ولا يعرفون طبيعة صدام حسين. واستهدف خطابه تعزيز معنويات الفرق التي شكلها والتي بدأت تعمل منذ انهيار النظام مباشرة. فإشعال الحرائق وأعمال التخريب كانت وما تزال من أفعالها, إضافة إلى جرائم النهب والسلب والقتل في الشوارع أو السطو على البيوت, إنها عصابات صدام مع أولئك الذين أطلق سراحهم من سجونه قبل الحرب بفترة وجيزة, وكذلك الجماعات التي ترتبط بقوى الإسلام السياسي المتطرفة.          
ويحاول صدام حسين أن يوجه الاتهام إلى الإمبريالية في حربها ضد العراق. لا يختلف اثنان عن أن هناك أهدافاً كثيرة لهذه الحرب في العراق وكتبنا عن ذلك الشيء الكثير. ولكن السؤال الأساسي الذي يبتعد الدكتاتور الخائب من الإجابة عنه هو: من كان السبب وراء التفريط بالاستقلال والسيادة الوطنية؟ ومن تعاون مع الولايات المتحدة في حربه ضد إيران؟ ومن هو الذي حصل على الدعم الكامل والمتنوع من هذه الدولة التي يشتمها الآن ويطلق عليها "الإمبريالية", وهي كلمة حق يراد بها باطل؟ ومن غزا الكويت وعاث فساداً فيها وأساء إلى علاقات الأخوة بين أهلها وأهلنا في العراق؟ ومن سمح للولايات المتحدة بخوض حرب الخليج الثانية, رغم جهود العالم كله التي بذلت معه لكي ينسحب من الكويت قبل وقوع كارثة الحرب؟ ومن رفض التنازل عن حكم العراق ليمنع نشوب الحرب الدموية التي اشتعلت أخيراً في ما أطلق عليها بحرب الخليج الثالثة؟ هنا تكمن المشكلة. كل الناس مسؤولين عن كل ما حدث في العراق إلا الدكتاتور البغيض, فهو معصوم عن الخطأ! كلنا يعرف بأن الإنسان المصاب بالجنون يعتقد جازماً بأنه الأعقل بين البشر وأن الآخرين هم المجانين, فكيف يكون عليه الأمر مع إنسان مصاب بجنون العظمة وانفصام الشخصية والسادية ...الخ؟
علينا أن نتوقع قريباً بعد أن أعلن عن تشكيلاته الجديدة, وكانت قائمة أصلاً, أن تقوم بعمليات إرهابية شرسة ومؤذية لا ضد قوات الحلفاء, بل سوف تمتد تدريجاً إلى القوى السياسية التي تناصبه العداء وإلى أولئك الذين كانوا معه وانقلبوا عليه بعد سقوطه, وكذلك الذين يشك في ولائهم له. ولهذا يفترض أن تتخذ الاحتياطيات اللازمة لمواجهة جرائم عصاباته الجديدة. ويفترض أن لا ترعب هذه التهديدات أحداً, ولكن ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد, وأن تمنى روح الحذر واليقظة والعمل لمواجهة هذه العصابات المفلتة من عقالها.
والجدير بالإشارة إلى أن خطاب صدام حسين موجه إلى قوى عديدة لتحقيق التعاون والتحالف معها لتنظيم النشاط المشترك المعادي لسلطة الاحتلال وللقوى الجديدة التي يتوقع أنها ستستلم زمام الحكم لاحقاً.
إن أكثر ما يهتم به صدام حسين الآن هو توزيع نشاطاته على نطاق أوسع من منطقة شمال غربي بغداد, إلى الوسط والجنوب, وله هناك جماعات أيضاً لكي يعطي الانطباع بأن الحركة ليست محدودة وليست قاصرة على أتباع المذهب السني, بل تشمل أتباع المذهب الشيعي أيضاً, وليست مقتصرة على العرب بل تشمل الأكراد والأقليات القومية أيضاً. إن ما يهمه ليس القيام بعمليات كبيرة فحسب, بل في إدامة هذه العمليات فترة أطول, وبالتالي إعادة تحقيق الاستقرار وإعادة البناء وإثارة حفيظة الناس البسطاء الذين يحتاجون إلى الماء والكهرباء والغذاء والهدوء ضد سلطة وقوات الاحتلال.
يبدو لي بوضوح أن صدام حسين يخوض اليوم معركته الأخيرة, معركته اليائسة التي يرفض الاعتراف بهزيمته في معارك الحواسم بسبب طبيعته. ويمكن أن تنشأ عن ذلك كوارث جديدة للشعب العراقي, ويمكن أن ينظم عمليات أوسع يذهب ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء. إلا أنه سوف لن ينجح في تحقيق غاياته الشريرة. ولكن إنهاء محاولات صدام اليائسة ومنع المزيد من الدمار والقتل في المجتمع العراقي يتطلب من المجتمع التحرك بطريقة أخرى, يتطلب من القوى السياسية أن تفهم رسالة صدام حسين وأن تتحرك لتضع خطة جديدة مشتركة لعمليها, ويتطلب من قوات الاحتلال أن تغير من طريقة وأساليب عملها وأولياتها, ويتطلب منها الالتفات إلى القوى السياسية العراقية ومصالح الشعب العراقي.
أدرك تماماً بأن أخطاء فادحة ترتكب اليوم في البلاد, تماماً كما ارتكبت بالأمس الكثير من الأخطاء التي قادت القوى السياسية إلى المواقع التي أصبحت فيها اليوم, ولا استثني من هذا التقدير جهة أو حزباً أو شخصاً, فالكل, وأن اختلفت مستويات وحجم الأخطاء التي وقع فيها أو يمارسها اليوم, يتحمل مسؤولية ذلك. والأسئلة العادلة التي تواجه الجميع هي: ألا تكفي كل تلك الأخطاء؟ إلا نتعلم من دروس الماضي البعيد والقريب؟ أيحق لنا أن نتسم, كما هو صدام حسين, بجنون العظمة وانفصام الشخصية ونطالب بما ليس لنا ونحاول سحب البساط من تحت أقدام الآخرين؟ هل من حقنا أن نفرض على المجتمع عقيدة معينة وسياسة محددة, والعالم من حولنا مقتنع بأهمية الحرية والديمقراطية والعلمانية والمجتمع المدني والفيدرالية للعراق الجديد؟ علينا لا أن ندرك بأن الشعب العراقي عاش أوقاتاً عصيبة في ظل النظام الدكتاتوري وحسب, بل ولا يريد أن يعود إليها ثانية. وهذا يتطلب وعياً بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الجميع. وهذا يعني بأن الأطراف المختلفة في العراق تتحمل بالملموس المهمات التالية:
1. على الإدارة الأمريكية, شاءت أم أبت, أن تغير من نهجها المتميز بالهيمنة والاستعلاء وعدم الإصغاء إلى آراء القوى العراقية والشعب العراقي وتنفيذ أهدافها بغض النظر عن الظروف المستجدة والأخطار التي تواجه الجميع والضحايا التي سوف تزداد يوماً بعد آخر. إن إيقاف العمليات العسكرية التخريبية أمر ممكن تماماً, إذا أدركت سلطة الاحتلال بوعي ومسؤولية المهمات الأساسية التي تواجهها في العراق وليس الأوليات التي في بالها وفي بال شركات النفط الاحتكارية وغيرها من الشركات المتعددة الجنسية ذات الهيمنة الأمريكية. لكي لا يتحول العراق إلى مستنقع للجنود الأمريكيين كما حصل في الفيتنام, لا بد للحاكم بريمر, وقبله الإدارة الأمريكية, أن يستمع إلى رأي القوى السياسية العراقية بتشكيل حكومة عراقية تأخذ على عاتقها مواجهة الموقف الراهن, وستكون قادرة على ذلك عندما تشعر بمسؤوليتها المباشرة. إن الجرائم التي ترتكب ليست قدراً لا يمكن إيقافه, بل ترتبط بالسياسات التي تمارسها سلطات الاحتلال وقواتها المنتشرة في أنحاء العراق. إن الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مؤتمر وطني عام وباتفاق عام للآراء لا يعني إجراء الانتخابات العامة ولا يعني إنجاز كل شيء, بل يعني البدء بكل شيء وإشعار العراقيات والعراقيين بمسؤوليتهم المباشرة إزاء الشعب والوطن والسلم في العراق والمنطقة. إن العفترة الدولية لن تنفع أحداً, وأن تحدي صدام حسين وعصابته ليس هو الغاية, بل الغاية كسب الشعب إلى جانب ما يجري في العراق, ولا يبدو لي أن المستبدين في العالم على اختلافهم قادرون على فهم ما نقول أحياناً غير قليلة, ولكن الظروف ستجبرهم على ذلك راجع في هذا الصدد الحلقة رقم 15 حول العوامل الضاغطة على الإدارة الأمريكية).
2. تسنى لي أخيراً الإطلاع على مجموعة من قرارات بعض الأحزاب السياسية العراقية التي يبدو منها أنها تفكر في توسيع قاعدتها بالأساس وكسب المزيد من المريدين, وربما دون فحص مدقق, وفي هذا خطر كامن يمكن أن يبرز في أوقات أخرى ويحمل معه عواقب وخيمة. كسب المؤيدين ليس خطأ بحد ذاته, بل الخطأ عندما يقتصر الأمر على ذلك, في حين تكمن المهمة في مكان آخر, في العمل السياسي الجماهيري, والتعاون مع الجماهير لمعالجة مشكلاتهم اليومية وتشكيل الفرق التي يمكن أن تلبي جملة من احتياجاتهم والمبادرة بتنظيم الوفود السلمية الهادئة للتعبير عن أهمية تغيير سياسة الحاكم العام للعراق, وكذلك تنشيط العمل الإعلامي واللقاء المباشر للضغط المتعدد الجوانب على الإدارة الأمريكية وحاكمها العام ببغداد, وعلى بعضها الآخر للعمل المشترك لمواجهة الوضع الجديد واحتمال توسعه وانفلاته الكامل. ويكمن أيضاً في تعبئة الأوساط الواسعة من المثقفين والمعنيين بشؤون المجتمع لإقامة أوسع علاقات ممكنة مع الجماهير لتعبئتها الفكرية والسياسية لمواجهة الأحداث والفعل فيها لا التفرج على ما يجري, لا يكفي القول وطرح المطالب, بل يتطلب العمل الداخلي بين القوى السياسية ذاتها والعمل مع الناس. إن بعض أطراف المعارضة ما تزال تركض وراء ثلاثة أهداف بائسة, هي النفوذ والنقود والجاه, ومن هنا جاء اختيارها لأرقى المواقع التي كان الحكم السابق يتخذ منها مركزاً لفعالياته الاستعلائية على الشعب. وقد أدرك الشعب بحسه السليم وتجربته الطويلة بأن من يركض وراء نادي الصيد وما شاكل ذلك لم يأت ليخدم الشعب, بل ليقتنص الفرصة للحصول على الحكم أو النفوذ والجاه, ومن خلالهما على العقود التجارية والاقتصادية وعلى الأموال. ولهذا أعلن مراراً عن عدم ارتياحه لهؤلاء البشر الذين ساندوا الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي طوال 12 سنة عجاف ومريرة على الشعب وخاصة على الأطفال والمرضى وكبار السن. ويبدو ضرورياً أن توضع جملة من المعايير المهمة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي ستفرض نفسها على الإدارة الأمريكية وعلى حاكمها العام في بغداد. 
3. إن المهمة الأخرى التي تتحملها القوى السياسية في العراق تتلخص في سبل مواجهة صدام حسين وعصاباته, هل ينبغي ترك المهمة لقوات الاحتلال, كما فعل الكثير منها عندما ترك موضوع إسقاطه عليها أو أجبر على ترك المهمة لقوات التحالف الأمريكي-البريطاني, أم ينبغي اعتبارها مهمة القوى السياسية العراقية؟ إن القوى السياسية العراقية تتحمل مسؤولية مباشرة وآنية, مسؤولية العمل المشترك للتصدي إلى عصابات صدام حسين, إذ أنها في المحصلة النهائية هي المستهدفة من تلك العصابات وكانت ضحيتها طوال العقود الثلاثة المنصرمة ولا يجوز لها التأخر في وضع برنامج مشترك لمواجهتها والكشف عن أوكارها ومخابئ أسلحتها ونقودها الكثيرة, وعن العناصر الموجودة سابقاً أو التي اندست أخيراً إلى صفوف القوي السياسية بعد انهيار النظام, إنها مهمة أساسية. إن من واجب الحركة السياسية العراقية أن تتحرك باتجاه التنقيب عن مخابئ تلك الوحوش التي لطخت أيديها بدماء مئات الآلاف من العراقيات والعراقيين. ينبغي أن نقول لهؤلاء كفاكم ى أيها القتلة, كفاكم سفكاً لدماء الشعب العراقي, كفاكم إقامة المزيد من المقابر الجماعية, كفاكم ما ارتكبتموه من تعذيب وتشريد وقطع رؤوس وأيدي وأرجل وصلم آذان وجدع أنوف ووشم جباه, كفاكم ما حولتم من النساء العراقيات إلى راقصات ومغنيات وبائعات هوى في الدول العربية, ومنهن النساء الكرديات حيث كشفت الوثائق التي وضعت اليد عليها على مثل هذه الجرائم, حيث أرسلت 19 امرأة كردية من ضحايا حملات الأنفال الجهنمية إلى القاهرة لذات الأغراض [راجع الملحق رقم 1 والكتاب الموجه إلى أمين الجامعة العربية من مركز حلبجة]. إن قوى الأحزاب السياسية قادرة على تنظيم العمل الخاص بالكشف عن أعوان صدام حسين, عن أولئك الذين يختبئون بين الناس وينفذون العمليات العسكرية والتخريبية. وهي مهمة ليست صعبة لو تضافرت بشأنها القوى السياسية المختلفة.  
  نحن نقف اليوم حيال محاولة تحالف بين القوى المعادية للحرية والديمقراطية في العراق باسم الأمة العربية التي شنقت على أسوار بغداد من قبل قيادة ميشيل عفلق - صدام حسين في ظل النظام الذي قاد العراق 35 عاماً من بغداد. وهذه القوى التي تجد تأييداً ودعماً من قوى أخرى خارج الحدود تستوجب مواجهتها الناجحة ممارسة نشاط فكري وسياسيي وأتباع منهج علمي ورؤية هادئة وحكيمة. وهو ما يفترض أن تتوصل إليه القوى العراقية غير المتحالفة حتى الآن وهي الخطوة الأولى على طريق التصدي المنهجي لقوى صدام حسين لدحرها نهائياً, خاصة وأنها لم تشارك فعلياً في الإسقاط المباشر له9 عبر الحرب, بل ساهمت قبل ذاك في إضعافه وعزله عن الشعب., والسؤال العادل هو: هل ستسعى هذه القوى إلى ذلك وتعيد النظر بأوراقها لكي لا تخسر المعركة الجديدة.
برلين في 06/07/2003        كاظم حبيب


الملحقين رقم 1        
 


الملحق رقم 2

 

السيد الامين العام للجامعة العربية
السيد وزير الخارجية في جمهورية مصر العربية
السيد رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان

كشفت الوثائق السرية التي تم العثور عليها في اقبية الاجهزة القمعية للنظام العراقي البائد عن حجم الجرائم التي مورست ضد الشعب العراقي طيلة فترة تسلطه على رقاب الشعب العراقي. فبالاضافة الى ما تعرضت اليه الشعب العراقي من كبت الحريات وكتم الافواه والقسوة والقمع والارهاب وحملات الاعدامات والحروب المدمرة ، تكشف المئات من المقابر الجماعية مصير عشرات الالاف من المفقوديين والمغيبيين من ضحايا النظام في مذابح الانفال الاجرامية التي نفذتها اجهزة النظام الدموي سنة 1988،  والتي راحت ضحيتها اكثر من 182 الفا من السكان الابرياء معظمهم من النساء والاطفال وفي عمليات اخرى مماثلة جرت لشرائح اخرى من الشعب الكردي في حملات قل مثيلها استهدفت القضاء على وجوده ومحو كيانه.

نضع امام انظاركم احدى هذه الوثائق التي تدل بما لا لبس فيها على مدى وحشية وبربرية النظام وتجاوزه كل القيم الانسانية والتي تظهر اسماء الفتيات الكرديات التي تم القاء القبض عليهن ضمن الحملات المشار اليها اعلاه.  فيما تستهل الوثيقة بعبارة "البسملة"  تؤكد متنها على ارسال هؤلاء الفتيات الى الملاهي والنوادي الليلية في جمهورية مصر العربية.

اننا وباسم أسرهؤلاء الفتيات البريئات، ولكون "مصر" الجهة ذات العلاقة حسبما ورد في الوثيقة، نناشدكم القيام باتخاذ اجراءات فورية للكشف عن مصيرهن ونطالبكم وباسم الضميرالانساني بتشكيل لجنة تحقيقية للبحث والتقصي في هذه الجريمة البشعة التي تتنافى مع كل الاعراف والقيم الانسانية وتنم عن الحقد والرذيلة والتجرد من الاخلاق والصفات الانسانية التي اتسمت بها عصابة القتل والاجرام في العراق. نأمل من سيادتكم ومن ضمن موقع المسؤولية التي تضطلعون بها، المبادرة باداء الدور الانساني اللازم لكشف حقيقة هذه المأساة الانسانية وكشف مصير الفتيات الواردة ذكر اسماءهن في الوئيقة المنوه عنها اعلاه والمرفقة صورة منها لاطلاعكم.

تقبلوا فائق التقدير.

المرفق:
صورة الوثيقة اعلاه ( كتاب مديرية مخابرات محافظة التأميم )

 

مركز حلبجة لمناهضة انفلة وابادة الشعب الكردي- جاك
3/7/2003


       



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمواجهة نشاط قوى صدام حسين بعد سقوط النظام - الحلقة الخامسة ...
- أفكار حول الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في العراق
- العوامل المحركة للقضية العراقية والصراع حول السلطة في العراق
- كيف يفترض أن نتعامل مع فتوى آية الله العظمى السيد كاظم الحسي ...
- موضوعات للحوار في الذكرى الأربعينية لثورة تموز عام 1958
- لِمَ هذه الخدمات المجانية لدعم غير مباشر لقوى صدام حسين التخ ...
- هل الدور الجديد الذي يراد أن تلعبه العشائر العراقية في مصلحة ...
- من أجل أن لا ننسى ما فعله الاستعمار البريطاني والنظام الملكي ...
- من أجل التمييز الصارم بين مواقف الشعب ومواقف أعداء الحرية وا ...
- قراءة في كتاب -دراسات حول القضية الكردية ومستقبل العراق- للأ ...
- انتفاضة السليمانية وثورة العشرين
- إجابة عن أسئلة تشغل بال مواطنات ومواطنين عرب ينبغي إعارتها ك ...
- من أجل مواصلة حوار هادئ, شفاف وبعيد عن الحساسية والانغلاق وا ...
- تحويل بعض بيوت الله من منابر للتسبيح بحمد الدكتاتور إلى مراك ...
- من أجل مواصلة حوار هادئ, شفاف وبعيد عن الحساسية والانغلاق وا ...
- الشفافية والمجاهرة حاجة ماسة في العلاقة المنشودة بين القوى ا ...
- من يقف وراء حملة التمييز بين مناضلي الداخل والخارج؟ وما الهد ...
- محنة الأكراد الفيلية في العراق!
- المشكلة الأمازيغية وسياسة الشوفينيين العرب
- إلى من تتوجه أصابع الاتهام في التخريبات الأخيرة والجارية في ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم حبيب - الجولة الأخيرة واليائسة لصدام حسين وعصابته أو صحوة موت