إعادة انتخاب دونالد ترامب..لماذا؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 8154 - 2024 / 11 / 7 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من المعروف أن الرئيس الأمريكي وفقا للدستور يبقى فى السلطة لمدة أربع سنوات، ومن حقه الترشح لفترة جديدة مدتها أربع سنوات أخرى، ولكن ليس من حقه الترشح لفترة ثالثة. لقد قضى ترامب مدته الرئاسية الأولى فى الفترة من ٢٠١٦م حتى ٢٠٢٠م ثم تقدم لفترة جديدة إلا أنه لم يتمكن من الحصول على الأصوات الانتحابية اللازمة (electoral votes) وعددها ٢٧٠ ليتولى بايدن زمام الحكم فى الفترة من ٢٠٢٠م حتى ٢٠٢٤م.
لم يتوقع الكثيرون أن يقوم ترامب بالترشح مرة ثانية وذلك للأسباب التالية:
١. لم يقم أى رئيس سابق من ذوى المدة الواحدة (كارتر وبوش الأب) التقدم مرة أخرى للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
٢. لم يتقبل ترامب خسارته أمام بايدن ولم يعترف به رئيسا بل وجه له اتهامات تتعلق بتزوير الانتخابات.
٣. فى يناير ٢٠٢١م حرض مؤيديه وشجعهم على استخدام العنف والتوجه إلى مبنى الكونجرس واختراق الغرف التى يجتمع فيها النواب مما أسفر عن إصابة العشرات من رجال الأمن.
٤. تعرض ترامب للاتهام مرتين من قبل مجلس النواب: مرة فى ديسمبر عام ٢٠١٩م ومرة أخرى فى يناير عام ٢٠٢١م إلا أن مجلس الشيوخ قام بتبرئة ساحته ومن ثم لم تكتمل أركان الإدانة.

اعتقد معظم المعارضين أن هذه أسباب كافية لابتعاد ترامب عن الساحة تماما، كما راهنوا على المواطن الأمريكى الذى لا يتسامح مع الأمور التى تتعلق بالسلوك والأخلاق. فالكل يتذكر جارى هارت، المرشح الديمقراطي فى الانتخابات الرئاسية فى الثمانينات، حيث كان على وشك الحصول على مباركة الحزب الديمقراطى لولا أنه ارتكب خطأ لا يغتفر حيث أنكر فى مؤتمر صحفى علاقته بفتاة تدعى دونا رايس وحين اخرج أحد الصحفيين صورة لهارت والفتاة تجلس على ركبتيه انسحب هارت على الفور من سباق الرئاسة. لقد انسحب؛ لأنه يعلم أن الناخب الأمريكى لن يتقبل الكذب والخداع. واذا عقدنا مقارنة بين كلا من هارت وترامب فإن هارت يعتبر ملاكا؛ لأن عددا كبيرا من السيدات تقدمن ببلاغات ضد ترامب، وهى بلاغات تتعلق بالتحرش والاغتصاب، هذا فضلا عن فتاة ليل اتهمته بمواقعتها من دون أن يدفع المبلغ المتفق عليه.
لقد اثبت ترامب خطأ كل التوقعات، وحصل على أصوات فاقت العدد المطلوب. المثير للدهشة أنه حصل على أصوات ولايات اعتادت على مساندة الحزب الديمقراطي كولاية بنسلفانيا وميتشجان وويسكونس، وهذه الولايات قامت بالتصويت لصالح بايدن فى انتخابات ٢٠١٦م. والسؤال؛ لماذا لم ينجح ترامب أمام بايدن ولكنه نجح باكتساح أمام كاميلا هاريس؟
اولا . رغم أن الرئيس القادم ترامب هو رقم٤٧ منذ الاستقلال فى عام ١٧٧٦م إلا أن كل هؤلاء الرؤساء (وعددهم ٤٧) ينتمون إلى فئة الرجال، ولم يحدث أن تولت أو نجحت سيدة فى الانتخابات الرئاسية.
ثانيا: الرئيس ترامب استطاع أن يستثمر مشاعر الخوف لدى الأمريكيين: الخوف من المهاجرين غير الشرعيين والخوف من الأوضاع الاقتصادية.
ثالثا: استطاع أن يجذب الناخبين المتعصبين والعنصريين من ذوى اليمين المتطرف، وهؤلاء ينادون بغلق الحدود الأمريكية(ناحية المكسيك) وبترحيل كل المهاجرين (خاصة من العالم الثالث) غير الشرعيين.
رابعا. عقد الناخبون مقارنة بين الأوضاع الاقتصادية فى البلاد بين فترة ترامب (٢٠١٦م حتى ٢٠٢٠م) وفترة بايدن (٢٠٢٠م حتى ٢٠٢٤م) حيث تعانى البلاد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والمحروقات وعدم قدرة المواطن الامريكى على مواكبة هذا التضخم مقارنة بالأوضاع الاقتصادية خلال المدة الأولى لترامب.

من الواضح أن المواطن الأمريكى لم يعد يهتم بأخلاقيات المرشحين ولم يعد يلتفت إلى القيم المثلى كالأمانة والصدق والعدالة، وهى أمور كانت كافية فى العقود الماضية إلى إنهاء أى طموح سياسى، كما حدث مع جارى هارت فى الثمانينات وريتشارد نيكسون فى السبعينيات، وهو الرئيس الامريكى الوحيد الذى تقدم باستقالته فى عام ١٩٧٤م ولم يكمل مدته الثانية؛ لأنه كذب حين أنكر علاقته بحادث اختراق مقر الحزب الديمقراطى (ووتر جيت) فى واشنطن العاصمة.

#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل