أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مذبحة باريس: من المستفيد؟














المزيد.....

مذبحة باريس: من المستفيد؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 17:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ظللنا فى مصر والعالم العربى نعانى من العمليات الإرهابية طوال السنوات السابقة غير أن الإعلام الغربى لم يعر اهتماما لسقوط رجال الشرطة أو الجيش أو المواطنين ضحايا للإرهاب سواء من خلال القنابل أو السيارات المفخخة أو إطلاق النار مباشرة. وبمجرد أن سقط 12 فرنسيا فى العاصمة الفرنسية باريس فى السابع من يناير 2015م جراء إطلاق مجموعة تتكون من ثلاثة أفراد (مسلمين) النار فى مقر مجلة "شارلى ابدو" فقد قامت الدنيا ولم تقعد إذ لم تتوقف القنوات العالمية مثل سى ان ان وبى بى سى عن تغطية الخبر. اللافت للنظر أن الجناة قرروا إعدام رسامى الكاريكاتير بالمجلة بما فيهم ستيفان شاربونير رئيس التحرير. والأسئلة التى تسنح فى الذهن هى: لماذا قام هؤلاء المسلمون بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء؟ وما هى المخالفات التى ارتكبتها المجلة فى حق المسلمين؟ وكم من القراء سمع عن هذه المجلة؟ وهل ما حدث يعتبر خدمة للإسلام أم لا؟ هذه محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة.

لقد ظهرت مجلة "شارلى ابدو" فى عام 1970 عقب حجب مجلة أخرى تعرف "بهاراكيرى" لسخريتها من وفاة الرئيس الفرنسى الأسبق شارل ديجول حيث انتقل معظم محررى هذه المجلة للعمل فى مجلة شارل ابدو التى تصدر أسبوعيا. ورغم أن المجلة لم تكن واسعة الانتشار إلا أنها سريعا ما اكتسبت شهرتها النسبية نتيجة تناولها للشخصيات السياسية والدينية. لقد نشرت المجلة رسوما كاريكاتيرية تناولت السيدة مريم العذراء وهى فى وضع الولادة للمسيح. والدليل على أن هذه المجلة لم تكن تتمتع بوضع مالى مستقر هو أنها اختفت عن الأنظار فى عام 1981م لكنها عادت مرة أخرى إلى الحياة فى عام 1992م. ويعتبر عام 2006م هو بداية الصدام مع المسلمين حين أعادت المجلة نشر الرسومات المسيئة للرسول والتى سبق أن نشرتها مجلة "يولاند بوستن" الهولندية مما أدى إلى اندلاع مظاهرات عارمة فى أنحاء العالم الإسلامى. الجدير بالذكر أن الرئيس الأسبق جاك شيراك أصدر بيانا فى تلك الفترة حيث أشار إلى ضرورة تجنب الأشياء التى تعتبر مهينة لمعتقدات أو ديانات الآخرين على اعتبار أن حرية التعبير يجب ممارستها بقدر من المسئولية. الغريب أن المجلة ردت ببيان وقعه اثنا عشر كاتبا بمن فيهم سلمان رشدى وأيان هيرشى على مفاده أن الكتاب الموقعين على البيان يطالبون بمقاومة سطوة الأديان وينادون بدعم حرية التعبير والمساواة وإعلاء القيم المدنية للجميع. لقد لجأت بعض الكيانات الإسلامية (جامع باريس واتحاد المنظمات الإسلامية) إلى مقاضاة المجلة لإعادة نشرها الرسومات الهولندية غير أن المحكمة الفرنسية رفضت القضية على اعتبار أن الرسومات التى نشرتها المجلة لا تدعو إلى الكراهية. وفى عام 2011م أعلنت المجلة عن عزمها نشر عدد جديد على أن يرأس تحريرها النبى محمد صلى الله عليه وسلم مما حدا ببعض المسلمين إلى استهداف مقر المجلة من خلال وضع قنبلة انفجرت فى الساعات الأولى من صباح الثانى من نوفمبر ولحسن الحظ كان الموقع خاليا من العاملين. لعل ردة فعل رئيس تحرير المجلة ستيفان شاربونير حينذاك جاءت رافضة لمحاولات إسكات أصوات ورسومات المجلة: "لو أننا فى فرنسا نستطيع أن نسخر من كل شىء ولو أننا نستطيع أن نتحدث عن كل شىء ماعدا الإسلام أو الإسلام السياسى فإن هذا بالفعل يعتبر مدعاة للقلق الشديد".

من الملاحظ أن المجلة وإدارتها تجاهلت نصيحة الرئيس الأسبق شيراك الذى أشار إلى ضرورة احترام معتقدات وديانات الآخرين. ولعل السلطات الفرنسية نست أو تناست أنها سبق أن قامت بالتدخل لأن مجلة فرنسية تناولت بالسخرية وفاة أحد رموزها السياسيين وهو شارل ديجول. والسؤال الذى يبحث عن إجابة هو: إذا كانت فرنسا لا تسمح بالسخرية من السياسيين الراحلين فكيف تسمح بالسخرية من الأنبياء والرسل تحت ذريعة حرية التعبير؟ ولماذا لا نسمع عن حرية التعبير حين يتعلق الأمر باليهود؟ ما يثير الدهشة أن هذه المجلة التى أفردت صفحاتها للسخرية من الرسول الذى يعتبر أهم رموز المسلمين لم تستطع أن تسخر من الهولوكوست (محرقة اليهود) مثلا. لماذا؟ لأن القوانين الفرنسية تجرم مثل هذه الأفعال التى لا تندرج تحت حرية التعبير. من المعروف أن فرنسا شأنها فى ذلك شأن دول أوربية عديدة (رومانيا وأسبانيا والمكسيك وسويسرا والسويد واستراليا) لديها قوانين لا تسمح بإنكار الهولوكوست ولا تتوانى عن توقيع العقوبة الرادعة لكل من تسول له نفسه فى مخالفة ذلك. تجدر الإشارة أن القانون الفرنسى الخاص بمعاقبة إنكار الهولوكوست قد صدر فى عام 1990 وهذا القانون يجرم معاداة السامية وإنكار الهولوكوست بحيث تتراوح عقوبة السجن من شهر إلى سنة. وقد تم إصدار قانون آخر فى 2003م يشدد العقوبة للانتهاكات التى تتعلق بالعنصرية ومعاداة السامية.

ورغم أننا ندين ممارسات هذه المجلة التى تسخر من الإسلام ورموزه إلا أن ردة الفعل لا تعتبر مقبولة بل ربما ألحقت وسوف تلحق الضرر بصورة الإسلام ومصالح المسلمين فى هذه الدول. لعل المستفيد الأكبر من حادث باريس هى المجلة نفسها. من المعروف أن هذه المجلة لم تكن تحظى بشهرة كبيرة وربما لم يسمع عنها القارئ من قبل. ولم يكن توزيع أعدادها فى فرنسا يتعدى 30 ألف نسخة فى أحسن الأحوال حيث كانت تعتمد على التبرعات لتبقى فى الأسواق. لقد أدى هذا الحادث الذى تناولته وكالات الأنباء فى أنحاء العالم إلى ذيوع صيت المجلة مما حدا بمن تبقى من محرريها إلى الإعلان عن عزمهم على نشر مليون نسخة من الرسومات المهينة للرسول الكريم فى عدد 14 بناير القادم. وكما جاء فى صحيفة سيدنى مورنينج هيرالد فإن الصور انتشرت أيضا بشكل كبير على صفحات الانترنت. الغريب أن الجناة يعتقدون أنهم قدموا خدمة جليلة للرسول وللإسلام. من المؤكد أن هذا الحادث ساهم فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين بحيث لن تجدى كل محاولات التبرير التى نقدمها لهم.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسبوع الأندلس
- المرأة الغامضة
- تعديل القوانين الجامعية فى مصر: أزمة من غير لزمة
- صناعة الأزمات فى مصر: الرياضة دليلا
- المصريون يتحدون التهديدات
- دروس من التجربة الأمريكية
- كلنا ممثلون
- الاعلام المصرى وتغطية الأزمة فى أسوان
- قصة النوبيين مع السلام والعنف والمؤامرة
- من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟
- هل سنحترم الدستور الجديد؟
- حقوق الإنسان-الطالب فى الجامعة
- عمداء الكليات فى مصر بين التعيين والاختيار
- المسئول فى مصر بين مطرقة النفاق أو النقد وسندان النسيان
- تجارب ربع قرن فى إدارات الجامعة
- خطط لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط: مشروع الشرق الأوسط الجديد ...
- مقال بلال فضل الممنوع من النشر
- كمل جميلك
- ممكن؟
- قناة الجزيرة وحقوق الإنسان فى قطر


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مذبحة باريس: من المستفيد؟