أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - المصريون يتحدون التهديدات














المزيد.....

المصريون يتحدون التهديدات


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 14:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


دأب الشعب المصرى على معايشة التهديدات من حين إلى آخر. فتارة نجد من يكتفى بالتهديد بإحداث تفجيرات هنا وهناك وتارة يستيقظ المواطنون على أصوات القنابل والمتفجرات. لقد شاهدنا التهديدات تنفذ على أرض الواقع منذ ثورة يناير وحتى يومنا هذا. وكلما اقترب وقت الانتخابات أو الاستفتاءات يخرج علينا من يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور أو نفاجأ بمن يضع متفجرات وقنابل فى أماكن عامة. والهدف من ذلك فى الوقت الحالى هو ترويع المواطنين وتخويفهم وإثنائهم عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية. ولعل القائمين على هذه التهديدات يسعون ليس لتعطيل هذا الاستحقاق فحسب بل أيضا يعملون على عرقلة الاستحقاقات الأخرى كالانتخابات البرلمانية. لا شك أن الأطراف التى تتبنى التهديد والوعيد والعنف قد باتوا يتجاهلون حقيقة أن الشعب المصرى الذى قام بثورتين متتاليتين وقدم الكثير من الشهداء والمصابين لن يكترث بتلك التهديدات.

المثير للدهشة أن الداعين للعنف ومحترفى التهديد ينسون أو يتناسون أن الشعب المصرى لم يعد يخشى الموت ولم يعد يرتعب خوفا من العنف. لعل صحة هذه المقولة تصبح واضحة إذا تذكرنا الأحداث التى شاهدناها خلال الأيام القليلة التالية لثورة يناير 2011م. كلنا يتذكر أن عدد المتظاهرين فى ميدان التحرير كان قد بدأ يتناقص بعد كلمة مبارك فى 1 فبراير عام 2011م غير أن العنف الذى شاهده الموطنون نتيجة اقتحام الجمال لميدان التحرير وسقوط القتلى والجرحى دفع المواطنين إلى الرجوع إلى ميدان التحرير والاعتصام حتى رحيل مبارك فى 11 فبراير 2011م.

ومن المؤكد أن المصريين لم يعد يخشون القنابل المسيلة للدموع ولم تعد تفرقهم طلقات الخرطوش. فى 13 أغسطس عام 2013م كنت جالسا فى مقهى بلدى فى منطقة عابدين حين فوجئت ورواد المقهى بالغاز المسيل للدموع يملأ المكان. لقد كانت كمية الغاز كثيرة لدرجة أننا لم نر بعضنا البعض وكان تأثيره شديدا على العينين وأشبه بنار تشتعل فى المقلتين. قمنا على الفور بغسل الوجوه واستفسرنا عن مصدر هذا الغاز حيث تبين أن الشرطة أطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين من أنصار الإخوان الذين كانوا يحاصرون مبنى وزارة الأوقاف القريب من المكان. اللافت للنظر أن رواد المقهى تركوا مقاعدهم وأكواب الشاى والنارجيلة ليتجهوا نحو مصدر الخطر، أى مبنى الوزارة، ووقفوا يشاهدون حالة الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين.
فى يوم الجمعة 26 يوليو 2013م تسلق بعض المسلحين مئذنة جامع القائد إبراهيم بمحطة الرمل وهذا الجامع من معالم الأسكندرية حيث دأب الشيخ المحلاوى القاء خطبه النارية منذ حكم السادات الذى أمر بالقبض عليه وايداعه السجن. المهم قام المسلحون بإطلاق وابل من النيران على متظاهرين يعبرون عن مؤازرتهم للفريق السيسى. لم يخف المواطنون ولم ترتعد أواصرهم ولم يرحلوا الى منازلهم بل قاموا بمحاصرة المكان حتى الصباح حين حضرت قوات الأمن وقامت بإنزال المسلحين من المئذنة وألقت القبض عليهم. الغريب أن نفس هذا السيناريو تكرر يوم السبت 17 أغسطس 2013م فى مسجد الفتح برمسيس حيث تسلق مسلحون، أحدهم سودانى الجنسية، مئذنة المسجد وشرعوا فى إطلاق النار على المتظاهرين. لم يؤثر ذلك على عدد المتظاهرين بل تضاعف العدد ولم يتفرقوا إلا بعض إلقاء القبض على الجناة.

تكمن الدهشة فى أن انفجار السيارات المفخخة لم يعد يصيبهم بالهلع والخوف بل يزيدهم قوة وصلابة. فى 24 ديسمبر 2013م انفجرت سيارة مفخخة أمام مديرية أمن الدقهلية مما تسبب فى مقتل عشرة أفراد وأصابة مائة شخص. ولم يكد يمر شهر على هذا الحادث المؤثم حتى انفجرت سيارة محملة بالمتفجرات أمام مديرية أمن القاهرة مما أحدث تدميرا هائلا فى المبنى والمبانى المجاورة ومنها المتحف الاسلامى الذى تعرض لخسائر لا تقدر بثمن. كما أسفر الانفجار عن مقتل أربعة أشخاص واصابة أكثر من خمسين مواطنا. أما الدهشة الكبرى فتكمن فى أن المواطنين تجمعوا فى مواقع الانفجار سواء فى الدقهلية أو القاهرة ولم يخشوا انفجار عبوات أخرى قد تكون مزروعة فى مواقع الحدث. كما شاهدنا المصريين بعد أيام قليلة (يناير 2014م) من انفجار الدقهلية يسبقون الريح إلى لجان الاقتراع الخاصة بدستور 2014م من دون أن يلتفتوا إلى تهديدات المهددين. لقد خرج المواطنون بالملاييين للادلاء بأصواتهم حيث شارك أكثر من 20 مليون مواطن (أى حوالى 6و36% من إجمالى عدد الناخبين). ومن المؤكد أن هنالك عاملين ساعدا على نجاح الاستفتاء: العامل الأول هو خروج المواطنين بكثافة عالية. أما العامل الثانى فيتمثل فى نزول القوات المسلحة لمعاونة الشرطة فى حراسة مقرات الاقتراع فى جميع المحافظات.

ونظرا لاعتياد المصريين على أصوات القنابل وطلقات الخرطوش وانفجار السيارات المفخخة هنا وهناك فإن التهديدات التى تأتى على ألسنة البعض أو فى بيانات يطلقها فلان أو علان لم تعد تهز شعرة فى رؤوسهم. كل الأحداث التى أشرنا إليها تبين أن الشعب المصرى لا تخيفه أصوات الرصاص ولا ترعبه انفجارات السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة بل ينجذب إلى مواقع الأحداث ويقترب من حقول الألغام المزروعة فوق الأشجار أو بجوار السيارات.

د. أحمد سوكارنو عبد الحافظ
عميد كلية الآداب بأسوان



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من التجربة الأمريكية
- كلنا ممثلون
- الاعلام المصرى وتغطية الأزمة فى أسوان
- قصة النوبيين مع السلام والعنف والمؤامرة
- من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟
- هل سنحترم الدستور الجديد؟
- حقوق الإنسان-الطالب فى الجامعة
- عمداء الكليات فى مصر بين التعيين والاختيار
- المسئول فى مصر بين مطرقة النفاق أو النقد وسندان النسيان
- تجارب ربع قرن فى إدارات الجامعة
- خطط لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط: مشروع الشرق الأوسط الجديد ...
- مقال بلال فضل الممنوع من النشر
- كمل جميلك
- ممكن؟
- قناة الجزيرة وحقوق الإنسان فى قطر
- الخيانة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى
- بعض أمنيات المصريين فى عام 2014
- حول تطوير التعليم الجامعى فى مصر
- هل يصوت الشعب المصرى بنعم للدستور الجديد؟
- زيارة شتوية للقاهرة والإسكندرية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - المصريون يتحدون التهديدات