أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ممكن؟














المزيد.....

ممكن؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 18:57
المحور: كتابات ساخرة
    


وصلت مطار القاهرة بعد غياب عدة سنوات فى بلاد العم سام. فور إنهاء إجراءات الدخول توجهت لاستلام الحقائب وجاء أحد عمال المطار ليساعدنى فى حمل الحقائب وجدتنى أدس بضعة جنيهات فى جيبه إلا أنه انتفض غاضبا ليعيد لى الجنيهات قائلا إنه يؤدى عمله الذى يتقاضى عنه مرتبا. اندهشت وأخذت أتساءل لماذا فعل هذا العامل ذلك ثم توجهت لاستقل تاكسى ليقلنى إلى منزلى فى شارع فيصل بمنطقة الهرم. سألت أحد العاملين عند موقف سيارات الأجرة فنصحنى بالانتظار فى الصف مع باقى الركاب. وقفت فى الصف لبضع دقائق حتى جاء دورى فوجدت السائق يحمل حقائبى إلى داخل السيارة ولم يسالنى عن وجهتى. وفور أن استلقيت السيارة أخبرته عن المكان المراد الوصول إليه. وبعد أقل من ساعة وصلنا إلى المنزل بمنطقة فيصل، فسألت السائق عن الأجرة. أشار بيده إلى العداد حيث تبين أن المبلغ 85 جنيها. أعطيته مائة جنيه قائلا: خللى الباقى عشانك. فوجئت بالسائق يعيد لى باقى المبلغ ولم تنجح محاولاتى فى إقناعه بالإبقاء على "البقشيش".

بعد يومين قررت السفر إلى مقر الكلية التى أعمل بها حيث استلمت العمل. وجدت الطلاب متحمسين للدراسة ولا يتغيبون إلا فى أضيق الظروف وقد تلاحظ أن الأساتذة يواظبون على مواعيد المحاضرات وحين يتغيبون يقومون بالإعلان عن ذلك احتراما لطلابهم. الغريب أن الأساتذة يرفضون إعداد مذكرات للطلاب لأن المكتبة تكتظ بالكتب والمراجع حيث يتنافس الطلاب على استعارة الكتب وحتى فى حالة عدم وجود كتاب تقوم إدارة المكتبة بالبحث عن الكتاب فى مكتبات الجامعات الأخرى وتقوم بتوفيره للطلاب. لقد اندهشت كل الدهشة أثناء الامتحانات حيث يقوم الطلاب بالإجابة على الأسئلة فى هدوء وقد حدث أن قام أحد الملاحظين بضبط طالب يغش من ورقة صغيرة كان قد أخفاها داخل كراسة الإجابة. وفور ضبطه أخذ الطالب يصيح ويصرخ مهددا ملاحظ اللجنة بالويل والثبور وعظائم الأمور قائلا: سوف أسحقك ...أنك لا تعرف من أنا؟ لم يرد الملاحظ على الطالب بل أصر على اتخاذ الإجراءات القانونية حيث استدعى مراقب اللجنة ورئيس الامتحانات. سألت أحد الزملاء عن هذا الطالب وعلى من يستند. أردف الزميل قائلا إن هذا طالب بالفرقة الرابعة وهو نجل مسئول كبير فى الجامعة. وجدتنى أساله: ابن رئيس قسم أم عميد كلية؟ قال الزميل: رئيس قسم أيه وعميد أيه يا عم؟.. ده ابن رئيس الجامعة وعمه وزير الداخلية وخاله مستشار كبير. شعرت بالخوف على الملاحظ وتوقعت أن يتم التنكيل به ونفيه إلى إحدى المحافظات النائية.

لم تكد تمر عدة شهور على هذه الواقعة حتى رأيت ملاحظ اللجنة إياه فى محطة القطار، فتوجهت إليه لأسأله أين يعمل الآن وإلى أية مدينة تم تحويله. فوجئت به يقول إنه يعمل فى نفس المكان ولم ينقل إلى أية وظيفة أخرى.. فسألته ماذا حدث للطالب الذى تم ضبطه متلبسا بالغش. رد قائلا: لقد تم اتخاذ كل الإجراءات التى يتم تطبيقها على باقى الطلاب حيث تم حرمانه من دخول الامتحانات فى باقى المواد واعتبر راسبا فى جميع امتحانات ذلك الفصل وفقا للمادة 125 لقانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972. لعل الرجل لاحظ علامات الدهشة وعدم التصديق، فأردف قائلا: هل تعلم أن والد الطالب أو أيا من أقاربه لم يتدخل فى هذا الأمر ولم يستطع أي منهم الاتصال بأى مسئول من مسئولى الامتحانات.. وهل تعلم—والكلام ما زال للرجل—أن الكلية قامت بتحويل الطالب إلى مجلس تأديب حيث تلقى عقوبة الحرمان من الدراسة لعام كامل.

استقليت القطار المتجه إلى إحدى محافظات الصعيد وحرصت على الاتصال بصديقى الذى يشغل منصبا مرموقا بموعد وصول القطار. أستغرق القطار ساعتين وحين توقف القطار فى محطة الوصول وجدت صديقى ينتظرنى على رصيف المحطة. توجهنا إلى سيارته لنستقلها إلى أحد المطاعم الشهيرة. ولم نكد نسير بالسيارة بضع دقائق حتى فوجئنا برجل شرطة يستقل دراجة بخارية يطلب منا التوقف. وفور أن توقفت السيارة اقترب الشرطى وطلب إبراز تراخيص السيارة والقيادة. فوجئت بصديقى يقول له: إننى أعمل..... وقبل أن يستكمل الجملة قاطعه الشرطى قائلا: إننى لم اسأل عن وظيفة سيادتك ولكننى أسالك عن أوراق السيارة. تناول الشرطى أوراق السيارة قائلا: إنك تخطيت الإشارة الحمراء وهى تعتبر مخالفة تتوجب سحب الرخصة وهأنذا أعطيك إيصالا بسحبها وعليك اتخاذ الإجراءات القانونية لاستردادها. حينئذ دق جرس المنبه فاستيقظت من النوم والعرق يتصبب على وجهى ونظرت إلى الساعة فوجدتها تقترب من السادسة والنصف صباحا.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الجزيرة وحقوق الإنسان فى قطر
- الخيانة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى
- بعض أمنيات المصريين فى عام 2014
- حول تطوير التعليم الجامعى فى مصر
- هل يصوت الشعب المصرى بنعم للدستور الجديد؟
- زيارة شتوية للقاهرة والإسكندرية
- خارطة طريق أخرى فى مصر
- قراءة فى قانون التظاهر المصرى مع مقارنته بالقانون الامريكى و ...
- أخطاء الرئيس السابق محمد مرسى
- تعاطف وانتماء بعض المصريين للإخوان المسلمين
- حتى لا تتكرر المأساة فى مصر
- فض الاعتصامات فى مصر وردود الأفعال الأجنبية
- التجربة الإخوانية فى حكم الدولة المصرية
- رسائل خاصة لأبطال ثورة 30 يونيو فى مصر
- سد النهضة وطريقة إدارة الأزمات فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار
- علامات الحزن واليأس تخيم على قاهرة المعز
- عميد أجرة وعميد ملاكى
- لماذا تفشل بعض الثورات فى تحقيق أهدافها؟


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ممكن؟