أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - فض الاعتصامات فى مصر وردود الأفعال الأجنبية














المزيد.....

فض الاعتصامات فى مصر وردود الأفعال الأجنبية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 08:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انزعج الأمريكيون والأوربيون عندما فض رجال الأمن اعتصام رابعة العدوية والنهضة فى 14 أغسطس المنصرم وعبروا عن اعتراضهم على أسلوب الفض الذى أدى إلى إصابة ومقتل الكثير من المعتصمين ورجال الأمن (578 قتيل و4200 مصاب من الجانبين). ولعل هذه المواقف مردها إلى أن الصورة لم تصل بشكل كامل إلى دوائر صنع القرار فى العاصمة الأمريكية والعواصم الأوروبية بل هى صورة مغلوطة مفادها أن هذه الاعتصامات كانت سلمية ولم يحمل المعتصمون أية أسلحة ولم يطلقوا الأعيرة النارية على رجال الأمن. ومن المؤكد أن هناك أطرافا لعبت دورا فى عدم وصول الصورة الحقيقية للأحداث، منها قناة الجزيرة التى انحازت تماما إلى الأخوان المسلمين ولم تكن منتبهة أو حريصة على تطبيق معايير العمل الصحفى والإعلامي. كما إن الإخوان المسلمين استعانوا بكوادرهم وأعضائهم فى التنظيم الدولى الذين لجأوا إلى مصادر الخبر العالمية كالسى ان ان وصحيفة الواشنطن بوست والاندبندنت وغيرها.

من المعروف أن اعتصامات رابعة والنهضة كانت تعج بالعنف اللفظى الذى يؤدى إلى العنف البدنى. فالخطباء على منصات رابعة والنهضة لم يتوقفوا عن التحريض والتهديد. فهذا صفوت حجازى يهدد بالدم لكل من يقترب من الرئيس وهذا عاصم عبد الماجد والظواهرى يهددان بقتل وسحل كل من يشارك فى مظاهرات 30 يونيو. الغريب أن هذه التهديدات كانت تذاع على الهواء مباشرة عبرة الجزيرة مباشر وتصل إلى قرى ونجوع ومدن المعمورة مما أدى إلى انتشار الرعب فى نفوس المواطنين. كما إن كل من يقترب من هذه المواقع كان معرضا للتعذيب والقتل وكلنا شاهدنا بعض المواطنين الذين تعرضوا للتعذيب والقتل فى هذه الأماكن. كما يمكن قول إن سكان منطقة رابعة تعرضوا للانزعاج واستبد بهم القلق والخوف حيث كانوا يتعرضون للتفتيش والتهديد وكانت صرخاتهم تصل إلى مسامع الجميع من خلال مداخلاتهم التليفونية فى البرامج التى تبثها القنوات الفضائية. وخلاصة القول إن السلمية لم تكن السمة السائدة فى هذه الاعتصامات. وقد شاهدنا كيف رفض المعتصمون على مغادرة مواقعهم بطريقة هادئة حيث أعلن صفوت حجازى أنهم لن يغادروا المكان إلا جثثا هامدة وهم على استعداد للموت ومعهم الأكفان جاهزة. وبالفعل رأينا صفوفا من الأطفال الصغار يحملون الأكفان ويعبرون عن كونهم مشاريع شهداء.

اندهشت عندما استمعت إلى بيان البيت الأبيض الذى أدان الطريقة التى تم بها فض الاعتصامات فى مصر. واندهشت أكثر لان أحدا لم يذكر الأمريكيين أن ما حدث فى رابعة والنهضة لا يختلف كثيرا عن أحداث مدينة واكو تكساس فى عام 1993م حيث علمت السلطات أن جماعة دينية "برانش دافيديان" يقودها رجل دين يسمى ديفيد كوريش قد قامت بتخزين أسلحة بطريقة غير قانونية. من المفيد أن نشير أن هذه الجماعة التى اتخذت مقراتها فى منطقة تبعد عن واكو بحوالى 14 كم حيث كانت تعتقد أن حرب ارماجدون على وشك الحدوث وان كوريش هو المسيح القادم. لذلك كانوا يستعدون لهذا اليوم. لقد تزوج ديفيد كوريش 140 امرأة بينهن أطفال لا يتعدى أعمارهن 12 عاما. الجدير بالذكر أن النائب العام جانيت رينو وافقت على توصية المباحث الفدرالية بالتوجه لاقتحام المبانى حيث تدهورت الأحوال داخلها ويتعرض الأطفال لسوء المعاملة وقامت جانيت بنقل هذا التصور للرئيس الامريكى كلينتون الذى طالب بضرورة استخدام نفس الأسلوب الذى اتبع فى حصار اركنساس (فى 19 ابريل 1985) الذى انتهى نهاية خالية من الدماء غير أن رينو استطاعت إقناع كلينتون أن رجال المباحث استبد بهم التعب وأن الحصار يكلف الحزينة مليون دولار فى الأسبوع وأن أعضاء الجماعة تستطيع أن تصمد مدة طويلة حيث يتعرض الأطفال لخطر الاعتداء الجنسى، فقال لها كلينتون: إذا كنت تعتقدين أن هذه طريقة سليمة فعليك المضى قدما لتنفيذها.

قام البوليس بمراقبة المقرات ثم اتخذوا قرارا بإنهاء هذا التجمع غير أن المحاولة الأولى فشلت حيث سقط 4 من رجال المباحث و6 من أعضاء الجماعة. وجاءت المحاولة الثانية بعد حصار استمر 51 يوما من 28 فبراير حتى 19 إبريل 1993م تم بعدها الهجوم على مقرات الجماعة بالقنابل المسيلة للدموع مما أدى إلى اندلاع النيران فى المقرات وسقوط 76 من أعضاء الجماعة بينهم أطفال ونساء. هل يعلم القارئ أن المادة الثانية فى الدستور الامريكى تسمح للمواطن الإمريكى باقتناء أسلحة ورغم أن الكثير من المجازر قد حدثت فى الولايات المتحدة وتعرض أكثر من رئيس للقتل إلا أنهم لم يستطيعوا إلغاء هذه المادة. هل يعلم القارئ أن البوليس إذا استوقف مواطنا وطلب منه التوقف ووضع المواطن يده فى جيبه فمن حق رجل البوليس إطلاق النار على الفور وإذا كان المواطن فى سيارة فعليه إخراج يديه قبل أى جزء آخر من جسمه وإذا لم يفعل فقد يعرض حياته للخطر. هل يعلم القارئ أن البوليس إذا علم أن شخصا أو جماعة تنتوى القيام بعمل إجرامى فى مكان ما فللبوليس الحق فى مهاجمة الشخص أو الجماعة ولا تنتظر حدوث العمل الإجرامى.

خلاصة القول إن الأوربيين والأمريكيين خاضوا تجارب عنيفة ولا يتسامحون مع الإرهاب ومخالفة القوانين حينها لا يتحدثون عن حقوق الإنسان وحقوق الحيوان. إنهم يلجأون إلى هذه المفاهيم كلما تعرضت مصالحهم للخطر.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الإخوانية فى حكم الدولة المصرية
- رسائل خاصة لأبطال ثورة 30 يونيو فى مصر
- سد النهضة وطريقة إدارة الأزمات فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار
- علامات الحزن واليأس تخيم على قاهرة المعز
- عميد أجرة وعميد ملاكى
- لماذا تفشل بعض الثورات فى تحقيق أهدافها؟
- مصر فى خطر
- النوبة وكتالا: ماذا يريد النوبيون؟
- درس هيكل بعد انتهاء الحصة
- ثقافة العنف اللفظى فى مصر
- أزمة قرارات الرئيس مرسى ودور المستشارين
- ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟
- مأزق الثورة المصرية
- الشعب المصرى وانتخابات الثورة
- قطار بلا سائق
- بلد -عك فى عك-
- من عجائب الدنيا: مرتبات أساتذة الجامعات المصرية
- المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - فض الاعتصامات فى مصر وردود الأفعال الأجنبية