أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - النوبة وكتالا: ماذا يريد النوبيون؟














المزيد.....

النوبة وكتالا: ماذا يريد النوبيون؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 11:50
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ربما لا يعرف الكثيرون من أبناء مصر أن النوبة كانت مملكة مستقلة إبان الغزو الاسلامى لمصر فى منتصف القرن السابع الميلادى وكان سكانها يعتنقون الديانة المسيحية حتى القرن الرابع عشر. الجدير بالذكر أن الجيوش العربية لم تستطع غزو النوبة واضطرت إلى عقد معاهدات مع مملكة النوبة ولم تتخل النوبة عن استقلالها إلا بعد أن اعتنق النوبيون الإسلام نتيجة المصاهرة مع القبائل العربية. وتفرق النوبيون بين القطرين الشقيقين: مصر والسودان. لقد أدى بناء خزان أسوان فى أوائل القرن العشرين وتعلياته المتتالية إلى هجرة بعض أهالى النوبة إلى مواقع فى شمال أسوان كمنطقة إسنا والأقصر ودراو. أما التهجير الشامل لأهالى النوبة سواء فى مصر أو السودان فقد حدث نتيجة بناء السد العالى فى أوائل الستينيات حيث تم تهجير النوبيين المصريين إلى منطقة كوم أمبو وتهجير النوبيين فى السودان إلى منطقة خشم القربة. ومنذ ذلك التاريخ ظل أهالى النوبة يرسلون الالتماسات تلو الالتماسات إلى المسئولين ولكنهم لم يجدوا آذانا صاغية. اللافت للنظر أن أهل النوبة طالما استخدموا الوسائل السلمية سواء للمطالبة بحقوقهم أو حتى للتعامل مع الإهانات التى تجرعوها من سخرية واستهزاء وتجاهل وتسويف وخلافه ولم يفكر أحدهم فى إحداث القلاقل أو التهجم على الدولة التى يعيشون فى كنفها. من الواضح أن الأحداث قد تطورت فى هذه الآونة لدرجة أن مجموعة من الشباب النوبيين قرروا تأسيس جماعة أطلقوا عليها كتالا أى القتال بهدف التصدى بالسلاح لكل من ينال من كرامتهم بالقول أو الفعل ولكل من يعرقل تحقيق طموحاتهم. والسؤال: ماذا يريد النوبيون؟

النوبيون لا يريدون الانفصال عن مصر لأنها جزء من تكوينهم النفسى والوجدانى ولا يرغبون فى إقامة دولة مستقلة كما يعتقد بعض فاقدى العقل. النوبيون يريدون تحقيق أهداف بسيطة:
(1) المحافظة على هويتهم المتمثلة فى اللغة والتاريخ. لعلهم كانوا يتطلعون إلى جنى ثمار الثورة وإقرار هذه الحقوق فى الدستور غير أن الطريقة التى أعد بها الدستور لم تحقق طموحاتهم وشعروا بذلك فور انسحاب ممثلة النوبة فى اللجنة الدستورية.
(2) النوبيون يتطلعون إلى العودة إلى أرض الأجداد، وخاصة بجوار النهر الذى طالما عشقهم وعشقوه. وهذا يتطلب إنشاء هيئة عليا لتنمية المنطقة.
(3) النوبيون أصابهم الإحباط خاصة بعد تجاهل تمثيلهم فى مجلس الشورى. الغريب أنه تم تعيين 90 عضوا ولم يخطر ببال القائمين على شئون البلاد تعيين أحد أبناء النوبة شأنهم فى ذلك شأن أبناء سيناء وأعتبر النوبيون هذا التجاهل بمثابة إشارة من النظام الجديد بأن النظام لم يتغير قيد أنملة وأن تهميشهم يعد من ثوابت السياسة فى مصر.
(4) كانت النوبة فى الثلاثينيات والأربعينيات دائرة انتخابية مستقلة وكان ينتخب أحد أبنائها عضوا فى مجلس الأمة. وفى ظل النظام الحالى الذى يعتمد على القوائم فإن النوبة لن يكون لها ممثل فى مجلس الشعب القادم.

لعل أهل النوبة صبروا كثيرا لنيل حقوقهم المشروعة وهى حقوق تكفلها الدساتير والمواثيق الوطنية والدولية. لكن ما يغضب النوبيون هو التصريحات الاستفزازية لبعض السياسيين أو بعض الدخلاء على السياسة، وهى تصريحات تعكس الجهل بأزمات النوبة وتعبر عن عدم رغبة فى فهمها. هنالك مسئول كبير تحدث عن النوبيين كجالية، أى غرباء أو أجانب يعيشون فى مصر. لعل هذا يذكرنا بإحدى الإعلاميات فى تلفزيون الدولة التى وصفت النوبيين بالجالية النوبية فى مصر لكن النوبيين لم ينزعجوا إلا بعد أن بدأ بعض المسئولين يعبرون عن عداوة يحملونها فى نفوسهم. فهنالك أحد القيادات الإخوانية تحدث عنهم كغزاة وآخر أشار إليهم على اعتبار أنهم بربر،أى قبائل البربر التى تنتشر فى شمال إفريقيا. لعل هذه التصريحات تبين التخبط والارتباك وعدم الفهم الذى يسود الأجواء تجاه النوبة. كما تذكرنا بالتصريحات التى سبق أن أطلقها المرحوم اللواء سمير يوسف لجريدة الوفد الصادرة فى 3 مايو 2006م، وهى تصريحات تتلخص فى أن النوبة القديمة فد غرقت ومن يريدها فليبحث عنها تحت مياه البحيرة على عمق 90 مترا وعلى بعد 16 كيلومترا من خط المياه الحالى. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن النظام لم يتغير موقفه تجاه النوبة.

لا نبرر إنشاء مليشيات للدفاع عن كرامة النوبيين ولا نرغب فى العنف كوسيلة لانتزاع الحقوق لكن الأجواء التى نعيشها والممارسات التى نشاهدها نهارا جهارا باتت ترسل إشارات إلى المواطنين بأن العنف واستخدام القوة باتت الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف. كلنا يتذكر مطالبة الأستاذ عصام العربان بضرورة حصول الإخوان على رخص لحمل السلاح بهدف الدفاع عن مقراتهم. وكلنا شاهدنا ما يحدث فى محيط المحكمة الدستورية التى منع قضاتها من دخول المحكمة. كما سمعنا كيف هددت بعض القوى بمحاصرة قسم الدقى والتهديدات التى طالت وزير الداخلية نفسه. كما شاهدنا الاعتداء على مقرات الأحزاب كالوفد والحرية والعدالة.

وكل هذه المشاهدات والأحداث كانت بمثابة رسائل تلقاها المواطنون مفادها أننا لا نعيش فى دولة يسودها القانون بل تحكمها شريعة الغاب حيث ترفع راية البقاء للأصلح. أما الرسائل التى تلقاها النوبيون فى ظل هذه الأجواء فهى تتلخص فى التهميش والتجاهل وتهديد للهوية والإحساس بقرب التطهير العرقى لهم. وهذا دفع بعض الشباب للجوء إلى التفكير فى العمل المسلح. وإننى على ثقة أن هذا لم يتم تفعيله لكنه جرس إنذار يجب أن نتنبه له ولا نتعامل معه كنوع من الدعابة أو نفسره بأنه تخطيط صهيونى أمريكى. وهذا التوصيف الأخير بات يفقد معناه لأنه يستخدم فى كل المناسبات ولم يعد يعبر عن حقيقة الأوضاع التى نعيشها.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس هيكل بعد انتهاء الحصة
- ثقافة العنف اللفظى فى مصر
- أزمة قرارات الرئيس مرسى ودور المستشارين
- ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟
- مأزق الثورة المصرية
- الشعب المصرى وانتخابات الثورة
- قطار بلا سائق
- بلد -عك فى عك-
- من عجائب الدنيا: مرتبات أساتذة الجامعات المصرية
- المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية
- الحوار مع الشيطان
- صراع المجالس فى مصر
- ما الذى يحافظ على الكيان النوبى؟
- مصير السودانين بعد الانفصال
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب
- كابوس الانتخابات
- شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر
- حالة الفوضى تسود مصر


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - النوبة وكتالا: ماذا يريد النوبيون؟