أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الشعب المصرى وانتخابات الثورة















المزيد.....

الشعب المصرى وانتخابات الثورة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 21:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


فى الماضى كان الشعب المصرى ينتحب فى موسم الاستفتاءات والانتخابات. أما اليوم فقد خرج الشعب لينتخب رئيسه لأول مرة فى تاريخ هذا الوطن. لا شك أن هذا الشعب العريق لم يخوض تجربة اختيار رئيس. كنا فى الماضى نذهب للاستفتاء بنعم للرئيس طوال الستين سنة الماضية. ولا أذكر سوى نتيجة الاستفتاء بنعم ولم يقل الشعب يوما لا فى أى مناسبة استفتائية حتى لو كان الأمر يتعلق بحل مجلس الشعب. وكانت هذه المناسبات تتسم بالتجاوزات والتزوير والرشوة، وهى ممارسات كرسها النظام منذ الخمسينيات. ونتيجة لذلك فقد بات الشعب عازفا عن المشاركة فى الانتخابات خاصة بعد استبعاد القضاة فى تعديل دستورى عام 2007م. وجاءت انتخابات 2010م لتقضى على ما تبقى من إيمان الشعب بنزاهة النظام حيث كان التزوير وشراء الأصوات والبلطجة هى السمة السائدة فى تلك الفترة. ولعل هذه الممارسات من العوامل التى عجلت بثورة 25 يناير التى قامت لتحقيق العيش الكريم للمواطن سواء فى صورة خبز نظيف واحترام حقوقه الإنسانية التى كفلتها سائر الديانات السماوية وكذلك تحقيق الحرية بأنواعها المختلفة الحرية السياسية والاجتماعية والمدنية والاقتصادية. من الملاحظ أن الشعب المصرى استرد عافيته وقوى انتماؤه مما دفعه للمشاركة القوية فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى شهر مارس 2011م والانتخابات الرئاسية فى شهر مايو الحالى.

لقد أذهل الشعب المصرى العالم بثورته السلمية العظيمة التى يحتاج الحديث عنها إلى مجلدات ومجلدات. يكفى هنا أن نعقد مقارنة بين هذا الشعب العريق والجيش المصرى العظيم الذى حمى الثورة وخيب كل الظنون التى كانت تشكك فى إمكانية تسليم الأمانة. لعل وجه الشبه بين هذه العنصرين هو أن الجيش المصرى أدهش العالم أجمع فى عام 1973 حين اخترق حصون العدو وحطم نظرية الجيش الذى لا يقهر وكذلك فعل الشعب الذى أبهر العالم بقوته التى أسقطت نظام لم يكن ليسقط بسهولة. حتى أقرب وأكثر الجهات تشاؤما لم يكن يتوقع أن تنهار— أو تتصدع حسب رأى هيكل—قلاع النظام بهذه البساطة خلال 18 يوما فقط. إن هذه الانجازات التاريخية لهذا الشعب وجيشه العظيم فى حاجة إلى المحافظة عليها. لا ننكر أن أخطاء عديدة وقعت من جانب المجلس العسكرى لكنها أخطاء جاءت نتيجة انعدام الثقة بين بعض الثوار والمجلس. كما أن بعض الأخطاء ترجع إلى أن هذا المجلس لم يكن مستعدا لحمل هذه الأعباء الثقيلة. من المؤكد أن تماسك المؤسسة العسكرية هى التى أرشدت سفينة الوطن للوصول إلى بر الأمان. وها نحن نرى أضواء السفينة وهى تقترب من محطتها الأخيرة. يعلم الجميع أن الجيش أوفى بوعوده التى تتعلق بمراعاة ثورة الشعب والحفاظ عليها حتى تسليم السلطة عبر انتخابات نزيهة.

من المعروف أن الشعب شعر بالملل من الاستفتاءات التى كانت الوسيلة الوحيدة لتثبيت السلطة وإضفاء شرعية عليها. وحتى الانتخابات الرئاسية 2005 التى أعطت الرئيس السابق فترة خامسة كانت صورية ولم تكن انتخابات حقيقية ولا يحزنون. لقد كان الشعب معتادا على اختيار نعم فى هذه الاستفتاءات، مثلا قال الشعب نعم لدستور 71 الذى أشارت إحدى مواده إلى بقاء رئيس ما لمدتين فقط. وقال أكثر من 98% من الشعب نعم حين رأى الرئيس السادات فى عام 1980م أن يقوم بتعديل هذه المادة ليجعلها فترة مفتوحة ظنا منه أنه سوف يبقى فى سدة الحكم فترة طويلة لكنه لم يستفد من هذه المادة إذ تم اغتياله بعد شهور قليلة من التعديل الدستورى. وكلنا يذكر نتيجة استفتاء 19 مارس 2011م والذى أسفرت نتيجته عن موافقة 77% من الشعب على إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، وهى النتيجة التى أربكت المشهد السياسى فى مصر.

من الملاحظ أن الشعب الذى قام بهذه الثورة العظيمة التى أبهرت العالم نسى أن العالم يرقب ممارساتنا أثناء الانتخابات. لقد شهد العالم السلبيات التى انتشرت أثناء انتخابات مجلس الشعب فى 2011، وهى ذات السلبيات التى تدربنا عليها وتعلمناها من النظام السابق، مثل استخدام المال والمواد الغذائية لشراء الأصوات حيث لم تجد نفعا كل الأصوات التى حذرت من ذلك وحتى الفتوى التى صدرت عن دار الإفتاء لم تجد آذانا صاغية، وكذا محاولات التزوير من خلال استخدام وسائل مختلفة كالورقة الدوارة التى يخفيها الناخب داخل ملابسه ثم يستبدلها بالورقة التى يحصل عليها داخل اللجنة وكذلك استغلال النقاب للتصويت عدة مرات على اعتبار أن أحدا لن يرى وجه الناخبة. وكل هذه المحاولات تهدف لترجيح كفة مرشح ما عن طريق التضليل والتزييف. وما يساعد على فضح هذه السلبيات هو أن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة حيث تتناقل الأخبار بطريقة سهلة وسريعة عبر الفضائيات والانترنت.

لا أقول جديدا إذا قلت إن المظاهر السلبية التى شهدناها فى تجربتنا الانتخابية ترجع إلى قلة خبرتنا بالممارسة الديمقراطية والى الإرث الثقيل الذى نحمله على ظهورنا، وهو إرث استطاع أن يلصق بنا قيم غير أخلاقية كالتزوير والمتاجرة بالأصوات واستغلال الجهل الذى ينتشر فى عقولنا. لعل بعض المواطنين يشعرون بالأسى حين يعقدون مقارنة بين الانتخابات التى نجريها فى بلادنا والانتخابات الرئاسية التى يشارك فيها الشعب الأمريكى فى هذه الأيام، وهى انتخابات خالية من كل السلبيات التى نراها. فهنالك لا أحد يستطيع أن يخرق القوانين التى تتعلق بمصادر الإنفاق على الحملات الانتخابية ولا يستطيع أنصار مرشح أن يقوموا بتمزيق لافتات مرشح آخر. صحيح أن أمريكا تمارس العمل الديمقراطى منذ عام 1789 حين قاموا بانتخاب أول رئيس هو جورج واشنطن لكن نجاح التجربة الديمقراطية فى بلاد العم سام مردها التزام جميع الأطراف بالقوانين التى تطبق بكل جدية وصرامة على الجميع ولا تعرف استثناءات ولا يوجد فى قاموسهم كلمة "معلش". أما فى بلادنا فإن القوانين لا تطبق بل يكتفى المسئولون بإحالة الخروقات الانتخابية إلى النيابة حيث لا نسمع أى شىء عن نتيجة التحقيقات. ولو كان مسئولونا طبقوا القوانين أثناء الانتخابات البرلمانية (الشعب والشورى) وتم شطب كل من يخالفها لكنا اليوم شهدنا انتخابات رئاسية خالية من الانتهاكات. على أى حال لم يبق سوى أن نقول: مبروك لشعب مصر والفاتحة على روح شهداء الثورة..



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار بلا سائق
- بلد -عك فى عك-
- من عجائب الدنيا: مرتبات أساتذة الجامعات المصرية
- المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية
- الحوار مع الشيطان
- صراع المجالس فى مصر
- ما الذى يحافظ على الكيان النوبى؟
- مصير السودانين بعد الانفصال
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب
- كابوس الانتخابات
- شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر
- حالة الفوضى تسود مصر
- ملامح نجاح الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجا
- من ذكريات ثورة 25 يناير
- كابوس النفاق والتملق
- ثورة المرؤوسين فى مصر
- دستور يا أسيادنا والبرلمان الاخواطنى فى مصر
- زلازل مصر واليابان


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الشعب المصرى وانتخابات الثورة