أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثورة المرؤوسين فى مصر














المزيد.....

ثورة المرؤوسين فى مصر


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 00:27
المحور: حقوق الانسان
    


انتشرت حالات الاعتصام والمظاهرات فى كل مكان بعد ثورة 25 يناير مما حدا بمجلس الوزراء إلى إعداد قانون يجرم تلك الممارسات التى تؤدى إلى تعطيل العمل أو تخريب المنشئات. لعل من المهم أن نشير أن هنالك أسبابا مختلفة أدت وتؤدى إلى تفاقم الأمور فى مؤسساتنا. صحيح أن مؤسسات الدولة بها أصوات تطالب بزيادة المرتبات لكن السواد الأعظم من العاملين تطالب بتغيير القيادات التى مازالت تدين بالولاء إلى أرباب النظام السابق. فالعاملون فى الشركات الكبرى والمؤسسات الصحفية القومية طالبوا بإقالة رؤسائهم. وكذلك الحال بالنسبة للأساتذة والموظفين والطلاب الذين يعبرون عن استيائهم من استمرار القيادات الجامعية ويرفضون انتظار السبل القانونية لإحداث التغيير فى الهياكل القيادية. من المؤكد أننا فى حاجة إلى تفسير ظاهرة ثورة المرؤوسين على رؤسائهم فى مؤسسات الدولة.

لقد رفض المتظاهرون انتظار الإجراءات القانونية لإحداث التغيير فى مؤسساتهم وفضلوا تنفيذ مطالبهم باستخدام أساليب قد تبدأ بالهتافات وتنتهى باستخدام القوة والعنف. من الملاحظ أن رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام تعرضوا لأصوات تطالب برحيلهم وهؤلاء المتظاهرون فى الحرم الجامعى رفضوا الاستماع إلى الآراء التى تبين أن انتخاب القيادات الجامعية سوف يحدث بمجرد الانتهاء من قانون يحدد المعايير الخاصة بالترشيح والتصويت. لقد اعتمد الطلاب والأساتذة الذين يساندونهم على أسلوب التظاهرات السلمية والاعتصام.

وبالإضافة إلى ذلك فإن طلاب الجامعات لجأوا أيضا إلى أساليب تتمثل فى إحراج القيادات الجامعية من دون اللجوء للعنف. لعل ما حدث فى إحدى الجامعات الإقليمية يستحق أن يروى حيث لم يعترض الطلاب على لقاء قيادة جامعية طلبت لقاءهم فى مقر المدينة الجامعية. وبالفعل حضر المسئول فى الموعد المحدد وبصحبته الحاكم العسكرى ليجد الطلاب جالسين فى انتظاره. ولم يكد يعتدل فى جلسته حتى بادر أحد الطلاب قائلا: هؤلاء الطلاب يريدون أن يقولوا لك شيئا واحدا فقط. وافق المسئول منتظرا ما سوف يقولونه لكنه فوجئ بأحد الطلاب يهتف قائلا: مش عايزينك لتتعالى الهتافات المطالبة برحيله ثم تركوه جالسا وخرجوا جميعا وهم يرددون هتافات الرحيل.

لم تكن كل الأساليب الهادفة إلى رحيل الرؤساء خالية من العنف فى المؤسسات القومية. لقد اقتحم بعض العاملين فى شركة كفر الدوار للغزل والنسيج مكتب رئيس الشركة وقاموا بالاعتداء عليه حيث تعرض لأزمة قلبية أودت بحياته. كما قام العاملون بمؤسسة روز اليوسف بإحكام الحصار على رئيس مجلس الإدارة وأجبروه على ترك مكتبه والرحيل بعيدا عن المؤسسة.

وقد تباينت ردود أفعال الحكومة تجاه مطالب المتظاهرين. لقد سارعت الحكومة بتلبية مطالب العاملين فى مؤسساتنا الصحفية وفى بعض الشركات حيث تم تغيير القيادات فى المؤسسات الصحفية، هذا فى الوقت الذى تركت فيه الجامعات لكى تتخذ القرارات الخاصة بها. لعل هذا يفسر اختلاف الأوضاع فى الجامعات الحكومية حيث رأت بعض الجامعات أن الاستجابة لمطالب الأساتذة والطلاب من شأنها أن تؤدى إلى الهدوء والاستقرار. ففى إحدى كليات جامعة إقليمية تظاهر الطلاب ضد أحد الأساتذة على أساس أن الأستاذ يسىء معاملة الطلاب والمعيدين وصمموا على رفع اسم الأستاذ من الجداول الدراسية فى الفرق الأربع وبالفعل نجحوا فى تحقيق الهدف بينما رفضت جامعات أخرى الرضوخ لمطالب الطلاب على اعتبار أن الطلاب ليس من حقهم قبول أو رفض القيادات فى الجامعة، تماما كما حدث فى جامعة القاهرة التى اصدر مجلسها يوم الأربعاء 30 مارس بيانا مفاده أن الطلاب من حقهم اختيار قيادات الاتحاد الطلابى ولكن لا يصح أن يتدخلوا فى أمور بعيدة عن اختصاصهم وأن تغيير القيادات يجب أن يتم من خلال السبل القانونية.

من المؤكد أن ظاهرة ثورة المرؤوسين مردها إلى أساليب تعيين الرؤساء فى جميع قطاعات الدولة. فرئيس الجمهورية يعين رئيس الوزراء والوزراء الذين يرشحون ويعينون رؤساء المؤسسات وهؤلاء يعينون المديرين والمديرون بدورهم يختارون رؤساء الأقسام وهكذا تسير الأمور حتى نصل إلى قاع السلم الوظيفى. ما يحدث بعد ذلك هو أن كل رئيس من هؤلاء يدين بالولاء لمن رشحه أو عينه فى الوظيفة بحيث يكون حريصا على إرضاء رئيسه ولا يفوت أى فرصة لكى يعبر عن امتنانه لرئيسه وفى نفس الوقت لا يعير اهتماما لمرؤوسيه ويتعامل معهم بذات الطريقة التى يعامله بها رئيسه وهى طريقة لا تخلو من الصلف والغرور والاستعلاء. وكما يقول المفكر الفلسطينى د. عزمى بشارة فى مقال له فى المركز العربى للأبحاث والدراسات السياسية فإن كل مسئول فى مصر قد "تحول إلى فرعون فى التعامل مع من هم فى إمرته والى عبد فى التعامل مع آمريه".

لقد نجحت الثورة التى أطاحت برأس النظام فى قلب موازين هذه العلاقة حيث قويت شوكة المرؤوسين ووهنت سطوة ونفوذ الرؤساء. لعل هذا يفسر سر الثورات التى توالت فى مؤسساتنا التى هبت عناصرها لرفع ظلم الرؤساء عن كاهلها.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور يا أسيادنا والبرلمان الاخواطنى فى مصر
- زلازل مصر واليابان
- طلاب الثورة وثورة الطلاب
- أساليب التضليل لتشويه الثورة الشعبية
- ثورات العرب فى القرن الحادى والعشرين
- ثورة الانترنت فى مصر
- لا للتعصب .. لا للعنف .. لا للإرهاب
- متى تختفى خفافيش الفساد من مصر؟
- حتي لا تتكرر الواقعة
- جوزيه البرتغالى والدورى المصرى
- ايجابيات انتخابات شعب 2010
- الجامعة وأنواعها
- مستقبل السودان بعد الاستفتاء
- البلكونة هى الحل
- جامعاتنا وجامعاتهم
- هل انتخابات الكونجرس تعكس عدم الرضا بسياسة أوباما؟
- العصا السحرية التى أضاعها أوباما
- هل تحققت وعود أوباما الانتخابية؟
- فبركة الصور والصور المفبركة
- تجاهل المعلمين المتميزين فى محافظة أسوان... لماذا؟


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثورة المرؤوسين فى مصر