أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - طلاب الثورة وثورة الطلاب














المزيد.....

طلاب الثورة وثورة الطلاب


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف أن معظم شباب الثورة من طلاب الجامعات المصرية وخريجيها وهؤلاء الثوار ضربوا لنا مثلا فى الأخلاق النبيلة والوعى والثقافة والبسالة والوطنية والتضحية بكل نفيس وغال فى سبيل الوطن. وبعد أن عاد طلاب الثورة إلى مؤسساتهم التعليمية تحولت ثورتهم النبيلة ضد الاستبداد والقمع والفساد إلى ثورة أخرى ضد أساتذتهم موجهين لهم اتهامات بالعمالة والتواطؤ مع النظام البائد ناسين أو متناسين أن هؤلاء الأساتذة كانوا ضحايا القهر مثلهم وأن بعضهم اضطر إلى الرضوخ للضربات المتتالية التى توالت على ظهورهم ورؤوسهم.

لا شك أن النظام البائد كان يعمل لمصلحته ولم ينظر مطلقا للمصلحة العامة حيث كان القائمون عليه يتفنون فى استخدام وسائل مختلفة للعب على طموحات الأساتذة. كان الجميع يدرك أن مستقبلهم مرتبط بمدى رضا النظام عنهم. لذلك كان بعض الأساتذة يتسابقون لإرضاء الأجهزة التى تسعى لبسط نفوذها على كل المقدرات داخل الجامعة وخارجها. لعل جزءا من هذا الاعتقاد يعود إلى تجربة شخصية فى عام 2009م. لقد كانت هذه الأجهزة تعلم أننى الأستاذ الوحيد فى الكلية وتوقعت أن يصدر قرار بتعيينى عميدا للكلية فى أسرع وقت ممكن ومن ثم سعت لنيل الولاء لها حيث تلقيت مكالمة من قائد الحرس الجامعى الذى طلب منى الحضور لمكتبه ومعى السيرة الذاتية التى يرغب فى تسليمها لإحدى الجهات. رفضت الذهاب إليه فى الموعد المحدد وحين اتصل بى مستفسرا عن سر عدم الحضور فلت له إن الحاسب الآلى معطل وبالتالى فإننى غير قادر على إعداد السيرة الذاتية فطلب منى أن أدون بعض المعلومات بخط اليد اعتذرت قائلا إننى لا ارغب فى الإدلاء بمعلومات غير دقيقة وأكدت له إن كل شىء قسمة ونصيب. وبالرغم من أننى لم أقم بتسليم سيرتى الذاتية إلا أن قرار تعيينى فى وظيفة عميد جاء بعد يومين مما يبين أن هذه الجهات كانت ترغب فى تجنيد القيادات.

من المؤكد أن المجتمع الجامعى تأخر فى فهم ما كان يجرى فى ميدان التحرير فى الفترة من 25 يناير حتى تنحى الرئيس فى 11 فبراير. ففى يوم الأحد 6 فبراير جاءنى أحد أساتذة الجامعة قائلا إنه يرغب فى أن تكون المحاضرة الأولى حول عدم جدوى المظاهرات وكان هذا الزميل يعتقد أن هذه المظاهرات سوف تتحطم على أرضية ميدان التحرير. وبالرغم من أن المتظاهرين لم يكن قد حصلوا على أى هدف من الأهداف التى خرجوا من أجلها إلا أننى طلبت منه الانتظار حتى نرى ما سيحدث ولا يتعجل النتائج.

وبينما كان ثوار ميدان التحرير يواجهون الموت جراء الهجوم الذى شنه بلطجية يمتطون الجمال والجياد والحمير ويحملون السيوف والسنج ويلقون الحجارة والملوتوف طوال الليل حيث استشهد وأصيب مئات الشباب وفقد أكثر من ألف وخمسمائة عيونهم فى تلك الليلة خرج أستاذ جامعى مخدوع على رأس مظاهرة مؤيدة للرئيس مبارك واخذ هذا الأستاذ يهتف بأعلى صوته تحيا مصر يحيا مبارك ويا لبته اكتفى بذلك بل اتهم الثوار بالخيانة ووصف البلطجية بأنهم شباب مصر الشرفاء الذين استردوا ميدان التحرير. وهذا يذكرنا بالدكتور هانى هلال الذى وصف البلطجية الذين تحرشوا بأساتذة 9 مارس بأنهم طلاب غيورون على جامعتهم.

لقد شاهدنا شباب الثورة يضربون لنا مثلا فى الشجاعة ويبلون بلاءا حسنا فى مواجهة جحافل الأمن المركزى ويتحملون القنابل المسيلة للدموع ويقفون أمام السيارات المدرعة. وبعد أن تحقق هدفهم تحولوا إلى لملمة الجراح وتنظيف الميدان. لقد انبهرت حين استمعت وشاهدت هؤلاء الشباب وهم يتحدثون بكل وعى عن مستقبل وطنهم ووجدتهم ملمين بكل القضايا التى تهم الوطن.

وفى الواقع فقد توقعت أن تستمر هذه النزعة الأخلاقية وتنتشر فى محيط الشباب فى كل المواقع وخاصة الجامعات غير أننا فوجئنا ببعض طلاب الثورة العائدين من الميدان يعبرون عن غضبهم تجاه قيادات الجامعة. صحيح أن الطلاب محقون فى التعبير عن الغضب تجاه بعض الشخصيات الجامعية ولا شك أن للطلاب الحق فى المطالبة بالتغيير الذى قد يؤدى إلى أوضاع أفضل فى مؤسسات التعليم لكن ما يصيب المرء بالحزن هو أن بعض الطلاب تخلوا عن القيم والأخلاقيات الجامعية حين اتجهوا للسباب والشتائم وحين تطاولوا على أساتذتهم ظنا منهم بأن القيادات باتت عاجزة عن محاسبتهم. التقيت والأساتذة بطلاب كلية الآداب فى الأسبوع الأول من مارس الجارى حيث استمعنا إلى شكواهم ومطالبهم. ما أصابنا بالحزن هو أن بعض الطلاب انتهزوا الفرصة لتوجيه انتقادات لبعض أساتذتهم بطريقة غير لائقة غير أن طالبة مصرية تعتنق المسيحية وقفت تتحدث بشجاعة لمدة ربع الساعة مدافعة عن أحد الأساتذة المسلمين حيث أوضحت أن الأستاذ يبذل جهدا غير عادى حيث يظل واقفا طوال المحاضرة وهذه الشهادة أثلجت صدر الأستاذ وصدورنا جميلا مما أصاب الطلاب الشاكين بالخجل.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساليب التضليل لتشويه الثورة الشعبية
- ثورات العرب فى القرن الحادى والعشرين
- ثورة الانترنت فى مصر
- لا للتعصب .. لا للعنف .. لا للإرهاب
- متى تختفى خفافيش الفساد من مصر؟
- حتي لا تتكرر الواقعة
- جوزيه البرتغالى والدورى المصرى
- ايجابيات انتخابات شعب 2010
- الجامعة وأنواعها
- مستقبل السودان بعد الاستفتاء
- البلكونة هى الحل
- جامعاتنا وجامعاتهم
- هل انتخابات الكونجرس تعكس عدم الرضا بسياسة أوباما؟
- العصا السحرية التى أضاعها أوباما
- هل تحققت وعود أوباما الانتخابية؟
- فبركة الصور والصور المفبركة
- تجاهل المعلمين المتميزين فى محافظة أسوان... لماذا؟
- لسانك حصانك فى أمريكا
- تلميذة أوشكت على الانتحار!
- حلم بعيد المنال


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - طلاب الثورة وثورة الطلاب