أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثورات العرب فى القرن الحادى والعشرين














المزيد.....

ثورات العرب فى القرن الحادى والعشرين


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معظم ثورات العرب فى القرن العشرين قادها ضباط القوات المسلحة سعيا لتخليص بلادهم من الاحتلال الأجنبى. وحتى بعد أن اكتملت السيادة للجمهوريات والممالك العربية فقد عملت جميعها على إتباع نفس أساليب الحكم. الجدير بالملاحظة أن قادة معظم الدول العربية تعتمد على نفس الأساليب فى المحافظة على مواقعها وفى مواجهة أية مظاهرات أو ثورات مرتقبة. كما تلاحظ أن الرؤساء العرب لا يتركون مناصبهم طواعية وهذا يفسر سر عدم وجود رئيس سابق فى هذه البلدان. يكفى أن احدهم وهو الرئيس معمر القذافى (42 عاما) يعتبر أقدم رئيس دولة فى العالم يليه الرئيس مبارك (ثلاثين عاما) الذى يعتبر ثانى أقدم حاكم فى تاريخ مصر بعد محمد على (43 عاما) ثم الرئيس بن على الذى حكم تونس لمدة 23 عاما. لعل كل واحد من هؤلاء الرؤساء مر ويمر بنفس المراحل النفسية التى ترتبط بطول البقاء فى السلطة.

لقد شهدت ثلاث دول عربية ثورات شعبية عارمة فى القرن الحادى والعشرين. من المعروف أن تونس أول دولة عربية تشهد مظاهرات فى 17 ديسمبر الماضى تحولت إلى ثورة شعبية أدت إلى إنهاء حكم بن على فى 14 يناير 2011م. ثم بدأت المظاهرات فى مصر يوم 25 يناير ولم تتوقف إلا بعد أن تنحى الرئيس مبارك فى 11 فبراير 2011م ثم بدأت مظاهرات مناهضة للنظام الليبى فى بنغازى ومصراتا والبيضاء فى شرق ليبيا فى 17 فبراير أى بعد عدة أيام من تنحى الرئيس محمد حسنى مبارك.

من الملاحظ أن السلطات فى الدول الثلاث تعاملت بنفس الأسلوب مع المظاهرات:
1. محاولات قمع المظاهرات من خلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى والحى مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ومن الواضح أن العنف أدى إلى تصميم المتظاهرين على المضى فى تحقيق أهدافهم ورفع سقفها إلى حد المطالبة بإسقاط الأنظمة.

2. تزامن ذلك مع استخدام أجهزة إعلام الدولة لتشويه الثورة والتقليل من قيمتها وإذاعة أخبار كاذبة بهدف تضليل الرأى العام والعمل على منع وسائل الإعلام الأخرى من تصوير المجازر التى حدثت فى ميدان التحرير أو بنغازى. الغريب أن المسئولين عن هذه الأجهزة الإعلامية الكاذبة نسيت أو تناست وجود قنوات فضائية عديدة تسلط الأضواء على الأحداث الجارية وكانت هذه الإجراءات كافية لنزع ثقة المواطنين من هذه الأجهزة.

3. تقديم تنازلات لإرضاء المتظاهرين كتغيير الحكومة وإقصاء وزير الداخلية والوعد بعدم الترشح لانتخابات الرئاسية القادمة والرغبة فى إنهاء المدة المتبقية.

4. فرض حظر التجوال فى شوارع تونس ومصر وإنزال قوات الجيش للحد من المظاهرات

5. تنظيم مظاهرات مؤيدة للنظام القائم وخروج مؤيدى الرئيس حاملين لافتات التأييد للرئيس وفى الغالب الأعم فإن هؤلاء المؤيدين مدفوعون من قبل المستفيدين من بقاء الأحوال على علتها من دون تغيير.

6. قطع النت والاتصالات

7. محاولة دفع الجيش إلى استخدام القوة تجاه الجماهير إلا أن الجيش التونسى والمصرى رفضا الانصياع لأوامر الحاكم العسكرى.

8. الاعتماد على نظرية المؤامرة لتفسير الأحداث، فالقوى الخارجية والأجانب هم الذين أطلقوا النار على المتظاهرين وهم الذين سعوا لقلب نظام الحكم فى مصر وتونس. كما أن سيف الإسلام القذافى سارع بتوجيه الاتهام لعناصر مختلفة، فتارة يتهم المصريين والتوانسة وتارة يتهم الإسلاميين وتارة يشير إلى القاعدة وبن لادن وواضح أن الأنظمة الثلاثة فعلت كل شىء للتشبث بالسلطة حتى آخر قطرة فى دم الشعب.

9.اعتمدت الأنظمة على إحداث قلاقل فى الوطن من خلال إزكاء الفتنة بين عناصرها سواء طوائف دينية أو فبائل وعشائر (راجع خطاب سيف الإسلام للشعب الليبى). إن كل الأنظمة تعتقد أنها صمام الأمان ومن دونها سوى تنتشر الفوضى والحرب الأهلية فى مصر وتونس وليبيا.

ومن الواضح أن الفترة الطويلة التى بقاها الزعماء الثلاث فى السلطة تفسر لنا سر التشبث المستميت بمواقعهم مما أدى إلى إطالة أمد الأزمة ولعل أكثرهم تشبثا هو القذافى الذى أسال الكثير من الدماء واستخدم الطائرات لقتل المتظاهرين مما ساهم فى سقوط حوالى ألفى قتيل والآلاف من الجرحى. وهذا التشبث المقيت يرجع إلى الحالة النفسية التى مر بها الزعماء الثلاث وهى مراحل نفسية أشار إليها علماء النفس ومنهم كوبلر-روس فى كتابه "حول الموت" والذى نشره فى 1969م: المرحلة الأولى: الصدمة، وهى أن الرئيس يصاب بصدمة نتيجة الثورة المباغتة وهذا يفسر تأخر ردة الفعل تليها مرحلة الإنكار، فهو لا يصدق أن تقوم الجماهير بالهتاف ضده، فالجماهير التى تهتف للرئيس منذ عشرات السنين لا يمكن أن تفعل عكس ذلك ثم تبدأ مرحلة الغضب وهذه المرحلة تبدأ بعد أن يدرك الرئيس حقيقة الأوضاع على الأرض، وهى مشاعر إنسانية يمر بها الرئيس ويوجهها تجاه من خدعوه من المعاونين وتجاه الشعب الذى لا يقدر تضحياته. المرحلة التالية هى التفاوض كمحاولة بن على إقناع الشعب بالبقاء حتى 2014م ومحاولة مبارك استكمال مدته حتى سبتمبر 2011م. أما المرحلة الأخيرة من هذه الدائرة فهى القبول بالأمر الواقع والرضوخ لرغبة الشعب وهى المرحلة التى انتهى إليها الرئيسان بن على ومبارك بينما يرفض قبولها الرئيس القذافى.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الانترنت فى مصر
- لا للتعصب .. لا للعنف .. لا للإرهاب
- متى تختفى خفافيش الفساد من مصر؟
- حتي لا تتكرر الواقعة
- جوزيه البرتغالى والدورى المصرى
- ايجابيات انتخابات شعب 2010
- الجامعة وأنواعها
- مستقبل السودان بعد الاستفتاء
- البلكونة هى الحل
- جامعاتنا وجامعاتهم
- هل انتخابات الكونجرس تعكس عدم الرضا بسياسة أوباما؟
- العصا السحرية التى أضاعها أوباما
- هل تحققت وعود أوباما الانتخابية؟
- فبركة الصور والصور المفبركة
- تجاهل المعلمين المتميزين فى محافظة أسوان... لماذا؟
- لسانك حصانك فى أمريكا
- تلميذة أوشكت على الانتحار!
- حلم بعيد المنال
- ماذا لو بقيت لوحة زهرة الخشخاش فى متحف عالمى؟
- التغيير الذى نريده


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثورات العرب فى القرن الحادى والعشرين