جوزيه البرتغالى والدورى المصرى

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 08:50
المحور: عالم الرياضة
    

يعتبر جوزيه مورينهو—وليس مانويل جوزيه— من أهم المدربين فى تاريخ كرة القدم. لقد اختارته الهيئة الدولية لتأريخ كرة القدم كأفضل مدير فنى فى العالم خلال موسمى (2004م-2005م) و (2005م-2006م)، فهو قد بدأ حياته مديرا فنيا فى عدة أندية برتغالية حيث تولى تدريب فريق بنفيكا البرتغالى (2000م) ثم فريق دى ليريا (2001م-2002م) ثم انتقل لتدريب بورتو (2002م-2004م) والذى حقق معه عدة بطولات محلية وقارية كالدورى والكأس البرتغالى فى عام 2003م وعلى بطولة أوروبا فى عام 2004م. ثم تولى شئون التدريب فى النادى الانجليزى تشلسى (2004م-2007م) الذى حصل فى عهده على بطولتين للدورى البريطانى الممتاز (بطولة 2005م و2006م). فى عام 2008م رحل مورينهو إلى ايطاليا لكى يتولى تدريب فريق انترناشيونال حيث فاز بالكأس السوبر الايطالية وأكمل موسمه بالفوز ببطولة الدورى الايطالى الممتاز ثم فاز فى العام التالى بثلاث بطولات متتالية: بطولة الدورى والكأس الايطالية ثم البطولة الأوروبية. وفى مايو عام 2010م انتقل إلى اسبانيا لتدريب فريق ريال مدريد الذى لقى هزيمة ثقيلة (خمس أهداف مقابل صفر) من فريق برشلونة فى لقاء 29 نوفمبر الماضى. ورغم هذه الهزيمة الثقيلة فإن جماهير ريال مدريد لم تهتف ضده ولم تطالب بإقالته. ومن الملاحظ أيضا أن مورينهو لم يتأثر بالهزيمة بل شارك فى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب انتهاء المباراة حيث أعترف أن هزيمة فريقه أمام برشلونة هى الأسوأ فى حياته ومشواره التدريبى, إذ لم يسبق أن خسر مباراة بفارق خمسة أهداف للاشىء غير أنه تقبل الهزيمة الحتمية التى لا مفر منها، وأوضح أن الأمل مازال يحدوه فى الحصول على الدورى فى النهاية. فالفارق بين الناديين الكبيرين نقطتان فقط ويمكن تعويضهما بسهولة إذا بذل فريقه بعض الجهد. والسؤال: ماذا لو شارك مورينهو فى الدورى العام المصرى لكرة القدم كمدير فنى لفريق سموحة أو الجونة أو المقاولون العرب أو الاتحاد السكندرى أو المصرى أو حتى الأهلى وتلقى فريقه هزيمة قاسية بفارق خمسة أهداف أو حتى هدف واحد؟

من المعروف أن الدورى العام لكرة القدم يعتبر من أهم المسابقات الرياضية فى مصر حيث يتنافس 16 فريقا على درع الدورى. اللافت للنظر أن هذه المسابقة قد شهدت تساقط المديرين الفنيين الواحد تلو الآخر. فمنذ اللحظات الأولى لانطلاقة الدورى الحالى شهدت الملاعب رحيل عدد من المديرين الفنيين. لقد تقدم محسن صالح باستقالته من تدريب فريق سموحة الذى انهزم أمام الإنتاج الحربى 1/صفر فى الأسبوع الأول من مسابقة الدوري الممتاز. وتبعه إسماعيل يوسف المدير الفنى لفريق الجونة الذى تعرض للإقالة بعد الهزيمة التي مني بها الفريق أمام وادي دجلة بهدفين ضمن مباريات الجولة الثامنة من المسابقة ليحل محله أنور سلامة. ثم جاء الدور على محمد عامر الذى تقدم باستقالته من تدريب المقاولون العرب عقب الهزيمة على ملعبه أمام وادى دجلة 4/1 ليتم تعيين حمزة الجمل بدلا منه لكنه سرعان ما تعرض للإقالة بعد خسارة المقاولون بهدفين أمام فريق مصر المقاصة فى الأسبوع العاشر. كما قامت إدارة نادي سموحة بعزل المدير الفنى باتريس نوفو بعد تعادل سموحة أمام طلائع الجيش بهدف لكل منهما في المباراة التي أقيمت على إستاد الإسكندرية في الأسبوع الحادى عشر. ولم تمر سوى 24 ساعة على إقالة نوفو حتى تعرض كابرال المدير الفنى للاتحاد السكندرى للإقالة بعد هزيمة الاتحاد بهدفين أمام إنبى ليخلفه محمد عامر.

الغريب أن الأهلى أيضا انضم إلى الأندية التى تعشق رحيل المديرين الفنيين قبل انتهاء الموسم الكروى. لقد طالما نأت إدارة الأهلى بنفسها عن التعامل بالقطعة والإطاحة بالمدربين أثناء الموسم الكروي غير أنها لم تستطع مواجهة الجماهير أو الإعلام واضطرت أن تقبل استقالة حسام البدري بعد هزيمة الفريق أمام الإسماعيلى فى الأسبوع الحادى عشر. كما أنضم مختار مختار المدير الفنى للمصرى إلى صفوف المدربين المستقيلين بالدوري المصري بعدما قدم استقالته من تدريب الفريق عقب الخسارة بملعبه في بورسعيد أمام سموحة 1-3. وباستقالة مختار فقد بلغ عدد المدربين الذين تمت إقالتهم فى الدورى المصرى ثمانية مدربين، أى نصف مدربي فرق الدوري.

لو كان مورينهو يتولى تدريب فريق الكرة بأحد الأندية المصرية لكان قد تعرض لهجوم عنيف من الجماهير التى تطالبه بالرحيل والترحيل. لهذه الأسباب فإن مورينهو قد يفكر مرتين من قبل قبول أى عرض للتدريب فى مصر. لعل شبح الهبوط الذى يخيم على الأندية ويقلق مضاجع الجماهير هو الذى يجعلها تفقد صوابها عند تعرض فريقها للهزيمة لكن ما نخشاه هو أن يرفض المدربون الأكفاء التعامل مع أنديتنا الرياضية إلا بعد وضع شروط قوية وقاسية لضمان حقوقهم الأدبية.

#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل