أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - حرب الفئات فى مصر: القضاة والمحامون














المزيد.....

حرب الفئات فى مصر: القضاة والمحامون


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 15:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعلمنا من الانتخابات البرلمانية فى مصر أن المواطنين ينقسمون إلى مجموعتين: عمال وفئات. الجدير بالذكر أننا لا يمكن أن نتجاهل دور المجموعة الأولى فى بناء الوطن وترسيخ دعائمه غير أن فئات المجتمع التى تنتمى إلى الطبقة المتوسطة تعد بمثابة السفينة التى تحمل الوطن إلى بر الأمان وتجعله يتحمل كل الزوابع والأعاصير التى تهب عليه من كل مكان. فهذه السفينة سوف تتوقف عن السير إذا تخلينا عن المدرسين والأطباء والصيادلة والمحامين والقضاة ورجال الأمن. لا نبالغ إذا قلنا إن هذه الفئات، وفى مقدمتها القضاة والمحامون، تحملت وتتحمل مسئوليات تاريخية تجاه الوطن، مسئوليات تجعلها ترتفع فوق الصغائر وتتجاوز أى خلافات بينهم. الغريب أننا لم نسمع من قبل عن صراع قد نشب بين فئات الطبقة الوسطى كالأزمة التى تشهدها مصر الآن بين رجال القضاء ورجال المحاماة، وهى فى الواقع أزمة لا مثيل لها فى أى دولة عربية أو أوربية. لقد وقعت الأزمة رغم عمق العلاقة بين الفئتين ورغم قوة الارتباط الوظيفى بينهما. لا شك أن دور كلتا الفئتين يأتى مكملا للآخر فى تحقيق العدالة التى لا يمكن أن نشعر بها إذا لم يتوقف الصراع بينهما.

من المؤكد أن معظم الصراعات الفئوية التى تدور رحاها على أرض مصر يمكن تشبيهها بالنار التى تنشب فى غرفة صغيرة من المنزل ثم تمتد للغرف الأخرى. ويعلم الجميع أن الأزمة التى حدثت بين المحامين والقضاة بدأت بين شخصيتين فى غرفة فى محكمة طنطا ثم سرعان ما اتسعت رقعتها لتنال المحاكم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. كان من الممكن أن يقتصر الخلاف على المستوى الفردى لكنه أمتد وأمسى صراعا محتدما بين فئتين من أهم فئات المجتمع. وهاتان الفئتين منوط بهما تحقيق العدالة وإحقاق الحق والسهر لكى لا يتحول المجتمع إلى غابة يلتهم فيها الكبير الصغير ويطحن القوى عظام الضعيف مما يهدد السلم الاجتماعى.

لعل القانون المصرى يحمل فى طياته المواد التى تضمن عدم تكرار مثل هذه الأزمات بين فئات المجتمع عامة وبين جناحى العدالة خاصة حيث تشير المادة 133 عقوبات إلى أن كل من يعمل فى الحكومة أو فى الأجهزة القضائية يعتبرون موظفين عموميين وتضفى هذه المادة الحماية على كل موظف عام أو أى إنسان مكلف بخدمة عمومية أثناء تأدية وظيفته ويعاقب بالحبس أو الغرامة كل من يتعرض إلى الموظف العام. وهذه هى المادة التى ارتكزوا عليها عند الحكم على المحاميين المتهمين بالاعتداء على مدير نيابة طنطا. وكذلك تنطبق لفظة موظف عام على هذين المحاميين اللذين كانا يؤديان عملا عاما فى موقع الأحداث حيث زعما أنهما تعرضا للسب والضرب داخل مكتب مدير النيابة وزعما أن مدير النيابة نفسه اعترف بواقعة الضرب أمام جمع من رجال النيابة والمحاميين. ونحن على يقين أن النيابة كونها من أنزه الهيئات ومعروف عنها الحيدة والموضوعية لا يمكن أن تتستر عل أحد أعضائها إذا ثبتت هذه الاتهامات.

من المسلم به أن المجتمع سوف ينهار إذا استمر الصراع بين الفئات حيث تحرص كل فئة على أن يكون لديها وضع متميز داخل الوطن. وفى ظنى فإن الجميع يجب أن يدرك أن الامتيازات التى تتمتع بها فئة من الفئات هى فى الأساس لصالح المجتمع وليس لصالح فئة بعينها. أما فى حالة قيام شخص ما بإساءة استخدام هذه الامتيازات فإن ذلك معناه أن هذا الشخص غير حريص على مكانة وسمعة الفئة التى ينتمى إليها وهذا يتطلب تدخل المسئولين لوضع نهاية للتصرفات غير المسئولة. والسؤال: متى نتبنى شعار القانون فوق الجميع؟ ومتى ندرك أن لكل فئة من الفئات دور مهم تؤديه فى المجتمع ولا فضل لفئة على فئة أخرى إلا بقدر احترامها للقوانين؟



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟
- كيف ينظر العالم إلى النقاب؟
- غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا
- ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م
- علل الإدارة وسبل معالجتها
- هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟
- ثمار الديمقراطية
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - حرب الفئات فى مصر: القضاة والمحامون