أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثمار الديمقراطية














المزيد.....

ثمار الديمقراطية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتلخص مفهوم الديمقراطية فى أن السلطة الأولى والأخيرة للشعب. لا شك أن هنالك علامات توضح وجود أو عدم وجود الديمقراطية فى بلد ما حيث تأتى حرية التعبير على قمة هذه العلامات. وكذلك تعتبر حرية اختيار أعضاء السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية من العلامات المهمة فى أى نظام ديمقراطى. وبالإضافة إلى هاتين العلامتين فإن هنالك معايير أخرى تضعها الجهات المتخصصة لقياس معدل الديمقراطية فى بلدان العالم لكننا اليوم نود أن نشير إلى علامة أخرى، علامة تتعلق بكيفية التعاطى مع البسطاء والضعفاء من المواطنين. لعل رصد هذه العلامة يتحقق إذا استطعنا الإجابة على السؤال التالى: هل التقدير والاحترام وكافة حقوق المواطنة مقصور على الأغنياء وأصحاب النفوذ فقط أم للبسطاء نصيب فى ذلك؟

كلنا يعرف أن مواطنى الدول الديمقراطية العريقة يتمتعون بحرية التعبير ويمارسون الانتخابات الحرة. فمواطنو هذه الدول يعبرون عن آرائهم فى وسائل الإعلام المقروءة والمرئية بكل حرية وينتقدون أصحاب السلطة والنفوذ بكل قسوة ومن دون خشية التنكيل والاضطهاد ويحصلون على التقدير والاحترام المستحق من قبل حكوماتهم وهذا مرده إلى أن المواطنين هم المنوط بهم اختيار أصحاب هذه السلطات من خلال الاقتراع الحر المباشر ويدرك المسئولون ذلك جيدا فيسعون لترضية المواطنين الذين جاءوا بهم إلى السلطة. ويتضح هذا الأمر من خلال موقفين شهدتهما الساحة البريطانية والأمريكية وتناولتهما وسائل الإعلام فى البلدين.

فلنبدأ بالموقف الأول حيث توجه جوردون براون رئيس الوزراء البريطانى يوم 28 ابريل 2010م إلى مدينة روتشديل حيث التقى سيدة تدعى جيليان دفى. وكان قد حدث أن اقتربت السيدة من براون ووجهت له أسئلة تتعلق بقضايا عديدة. وقد أجاب براون عن الأسئلة بصدر رحب وقام بتحيتها ثم استقل سيارته. وما أن دخل براون السيارة حتى بدأ فى التعبير عن غضبه من مساعديه الذين سمحوا لهذه السيدة أن تقترب منه ونعتها بلفظة "المتعصبة". لم يكن براون يدرك أن الميكروفون الخاص براديو سكاى نيوز الذى يتعلق بسترته مازال يعمل. لقد انزعج براون عندما علم بأن المحادثة الخاصة التى أجراها مع أحد مساعديه سمعها ملايين المشاهدين فى بريطانيا وأدرك سريعا أن هذا الموقف من شأنه أن يلحق الضرر بموقف حزبه (العمال) فى الانتخابات القادمة. أما السيدة جيليان دفى فقد عبرت عن استياءها وغضبها. سارع براون بتقديم الاعتذار للسيدة خلال برنامج إذاعى ولم يكتف بذلك بل عاد مسرعا إلى روتشديل حيث زار السيدة فى منزلها وقضى معها 40 دقيقة خرج بعدها ليعلن للصحفيين بأنه تقدم باعتذار شخصى لها وأنها قبلت اعتذاره.

أما الموقف الآخر فقد شهدته الساحة الأمريكية إبان اكتشاف سيارة مفخخة فى ميدان التايمز سكوير فى قلب مانهاتن بنيويورك فى الأول من مايو 2010م. لقد اكتشف بائعان متجولان من المحاربين القدامى اللذين اشتركا فى حرب فيتنام وهما لانس اورتون وديوان جاكسون أن هنالك دخانا يتصاعد من إحدى السيارات المتوقفة فى ميدان التايمز الذى يكتظ بالمارة والسياح ومرتادى المسارح فابلغا رجال الشرطة الذين اكتشفوا وجود عبوات ناسفة فحاصروا الموقع وقاموا باستدعاء خبراء المفرقعات لتفكيك هذه العبوات. وفى الواقع فإن يقظة البائعين وحسن تصرفهما قد ساهم فى الحفاظ على أرواح الكثير من المواطنين. لذلك لم يجد الرئيس أوباما غضاضة فى إجراء مكالمة هاتفية مع أحدهما وهو ديوان جاكسون حيث قدم لهما شكر وتقدير الشعب الأمريكى لشجاعتهما.

من الملاحظ أن أبطال المواقف التى اشرنا إليها فى بريطانيا وأمريكا هم فى الواقع ينتمون إلى الطبقة البسيطة الكادحة التى لا يسمع صوتها فى الكثير من بلدان العالم الثالث. ورغم ذلك فإن هؤلاء البسطاء يلقون الاحترام والتقدير المعنوى ولا يستطيع أن يتجاهلهم أصحاب السلطة والسلطان سواء تطلب الأمر اعتذارا أو شكرا.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
- حوار مع شاب جزائرى


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثمار الديمقراطية