أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - النوبة بين التدويل والانفصال














المزيد.....

النوبة بين التدويل والانفصال


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 23:51
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تابعت بشغف يوم الجمعة 26 فبراير الماضى تلك الفقرة الرائعة عن النوبة فى برنامج تلفزيونى "قناة المحور" يقدمه مذيعان مرموقان: سيد على وهناء السمرى. لقد شاهدنا مواطنين بسطاء يرغبون فى الحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة ويناشدون المسئولين لرفع أسباب المعاناة غير أن ما لفت الأنظار هو ذلك الجزء الأخير من الفقرة حيث تحاور المذيعان مع شخصيتين من النوبة: الحاج احمد إسحاق والحاج عادل أبو بكر. ورغم أن الحوار مع الأهالى أوضح لنا أن طموحاتهم لا تتعدى أعتاب المنازل التى يقطنونها إلا أن المذيعين أصرا على طرح بعض التساؤلات التى تتردد فى الأوساط الإعلامية، منها تساؤلان لا يخلو منهما أى حوار يكون أحد أطرافها من أبناء النوبة: تدويل قضايا النوبة والشائعات التى تتردد حول انفصالها عن مصر.

من المعروف أن أجيالا وأجيالا من أهل النوبة قد توارثوا ذات المشكلات التى كانت تؤرق أجفان آبائهم وأجدادهم. لقد كانت مطالبهم التى طالما عبر عنها نواب النوبة منذ الأزل تنحصر فى استكمال ما تم بناؤه من منازل لمغتربى النوبة والعمل على إعادة ترميم أو بناء المنازل التى لا تستطيع الصمود فى مواجهة المياه الجوفية أو المنازل التى ضاقت من حملها التربة الطفلية. ما يثير الدهشة أن بعض الأقلام الصحفية كانت تتصدى لهذه المطالب البسيطة من خلال توجيه اتهام صريح مفاده أن أهل النوبة باتوا يحلمون بالانفصال عن مصر. ومن سخرية القدر أن تأتى اليوم قيادة نوبية ليلقى بتهمة أخرى فى سلة الملف النوبى وهذه التهمة تتمثل فى استقواء النوبيين بالمنظمات الأجنبية من دون أن يحدد لنا ما هى هذه المنظمات التى تدعم مطالب النوبة. الغريب أنه لا يخجل من تحريض القيادة السياسية ولجنة السياسات ضد بعض النوبيين بدعوى أنهم يلجأون لهذه المنظمات. لا شك أن القيادة السياسية وقيادات لجنة السياسات قد منها الله بصفتين حميدتين هما الحكمة والتريث وهاتان الصفتان كافيتان لتحصين أصحابها من الانسياق وراء الدعوات التحريضية المغرضة التى لا تحرص على مصلحة البلاد بل تسعى لتحقيق أهداف شخصية زائلة كالوثوب لمنصب برلمانى أو حزبى زائل.

لعل مشاهدى الفضائيات استمعوا للردود التى جاءت على لسان شخصيات نوبية. لقد رفضوا جميعا اللجوء لمنظمات وكيانات غير مصرية. كما رفض إسحاق مفهوم التدويل الذى يعنى الاعتماد واللجوء لقوى أجنبية تتدخل فى شئون الوطن. لعل القارئ لا يعلم أنه لا يوجد نوبى يعيش على أرض مصر يرغب فى حلول تأتى من الخارج وإذا جاءت حلول بهذا الأسلوب فإن أهل النوبة لن يقبلوا بها مهما كانت هذه الحلول منصفة لهم. فالنوبيون يسعون لحل مشكلاتهم منذ عشرات السنوات من خلال القنوات الحكومية ولم يحاول أحدهم البتة فى الكتابة لهيئات أجنبية. لقد ظل أهل النوبة يرسلون خطابات الالتماس من دون كلل أو ملل إلى رؤساء الحكومات المتتالية وإلى محافظى أسوان الذين تولوا شئون المحافظة. من المؤكد أن الكثيرين من أهل النوبة يشاطرون الحاج إسحاق الرأى بأن المحافظ الحالى، مصطفى السيد، يعتبر من أفضل محافظى أسوان من حيث الاهتمام والسعى للتعرف على مطالب أهل النوبة بعد أن تلقى دعما معنويا من القيادة السياسية.

أما موضوع الانفصال عن مصر الذى تلوكه الألسنة فقد رد عليه الحاج أحمد إسحاق ردا صريحا لا لبس فيه ولا غموض إذ أكد أن من يردد هذه المقولة إما مغرض وإما جاهل؟ لعله مغرض لأن النوبيين لم يفكروا فى هذا الأمر وأن من يردده يرغب فى تكميم الأفواه أو ربما يتمنى أن يثير هذه النزعة فى نفوس أهل النوبة. ولعله جاهل لأنه لا يعلم أن أهل النوبة رفضوا محاولات حزب الأمة فى عام 1974م لغرس فكرة الانفصال والانضمام إلى السودان. لا أضيف جديدا إذا قلت إن جبهة الرفض (رفض الانفصال) قادها شباب نوبيون ينتمون للقوى التقدمية. ولا نذيع سرا إذا قلنا إن خليل قاسم وزكى مراد كانا أكثر هؤلاء الشباب نشاطا فى مناهضة الفكرة الانفصالية، إذ كانا يلقيان المحاضرات ويعقدان الندوات فى الروابط والأندية النوبية ضد هذه الفكرة. وما يدعو إلى الدهشة أن خليل قاسم وزكى مراد ورفاقهما من أعضاء التنظيمات الشيوعية فعلوا كل ذلك رغم تعرضهم للاعتقال لفترات طويلة فى السجون المصرية (السجن الحربى وسجن الواحات).

والسؤال الذى يفرض نفسه هنا هو: إذا كانت الشخصية النوبية التى تعرضت للاعتقال والسجن رفضت فكرة الانفصال عن مصر فكيف ترضى شخصيات نوبية تتمتع بحرية التعبير بأن تتدخل قوى أجنبية فى شئون بلادها أو أن تنفصل النوبة عن الوطن الأم؟ سؤال نطرحه ونترك الإجابة عليه لذوى الضمائر الوطنية الحية التى تعمل لمصلحة هذا الوطن.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
- حوار مع شاب جزائرى
- المحظوظون فى مباراة أم درمان
- العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول
- اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
- العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
- معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر
- أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟
- جائزة نوبل والحفاوة المصرية
- القرد النوبى
- يوميات طالب مصرى فى أمريكا
- اليونسكو والالكسو والإيسيسكو
- هل تعلمنا الصبر والحلم فى شهر رمضان؟
- محافظو أسوان.. وقضية النوبة
- الموظف وانهيار الراتب الشهرى


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - النوبة بين التدويل والانفصال