أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى














المزيد.....

الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 07:29
المحور: حقوق الانسان
    


تناقشت مع بعض طلاب وطالبات الجامعة حول مفهوم الحرية الشخصية والقيود التى تحد منها. لعل بعض الطلاب يعتقدون أن حريتهم الشخصية تنتهك إذا أبدينا ملاحظة حول بعض التصرفات التى قد تدخل—على حد قولهم— فى نطاق الحريات الشخصية. فقد يذرفون الدموع حسرة إذا طلب الأستاذ منهم غلق التليفون المحمول أثناء المحاضرة أو إذا طلب منهم عدم حمله إلى قاعة الامتحانات أو إذا طلب منهم مراقب الامتحان إبراز ما يكشف الهوية. ورغم أن الطالبات كن على الدوام أكثر حرصا من الطلاب على أداء الامتحان فى هدوء إلا أن بعضهن رفضن هذا العام الامتثال لتلك التدابير والضوابط التى تضمن نزاهة الامتحانات وفضلن مغادرة القاعة من دون الإجابة على الأسئلة. من الواضح أنه قد حدث سوء فهم لمعنى الحرية الشخصية فى محيط طلاب الجامعة، سوء فهم يجب أن يتداركه المجتمع بشكل عام والمجتمع الجامعى بشكل خاص قبل أن تستفحل الأمور وتخرج عن نطاق السيطرة.

من الواضح أن طلابنا لا يدركون أن الحرية التى يتمتع بها أفراد أى مجتمع ليست مطلقة ولو كانت كذلك لعمت الفوضى. تجدر الإشارة هنا إلى نظرية العقد الاجتماعى التى طرحها الفيلسوف الانجليزى توماس هوبز فى القرن السابع عشر والتى ساهمت فى صياغة وثيقة إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية (1776م). الجدير بالملاحظة أن هذه النظرية تشير إلى أن أفراد المجتمع يتفقون على إنشاء مؤسسات تتولى المحافظة على النظام الاجتماعى من خلال سيادة القانون. لا شك أن هذا الأمر يأتى متسقا مع القانون الطبيعى الذى يتمثل فى سعى الإنسان للبقاء وتحقيق السعادة. ووفقا لرأى هوبز فإن السبيل الوحيد لتحقيق النظام هو أن يخضع الإنسان لأوامر السلطة. أما الفيلسوف الانجليزى جون لوك فإنه يرى أن الحاكم هو المنوط به المحافظة على قوانين الطبيعة ومن ثم فعليه حماية أرواح المواطنين وحرياتهم وممتلكاتهم.

ويتفق الفلاسفة هوبز ولوك وجان جاك روسو "الفيلسوف السويسرى" فى أن تحقيق المصلحة العامة للمجتمع من خلال مؤسسات السلطة التى تسعى لتوفير الأمن والأمان يتطلب تنازل الأفراد عن بعض الحريات الشخصية. ولتوضيح ذلك نسوق مثالين، أحدهما يتعلق بحرية السفر والآخر يشير إلى حرية قيادة السيارات. عندما نرغب فى السفر إلى بلد ما فإنه يتعين علينا الحصول على تذكرة طائرة قبل التوجه إلى المطار وعندما ندخل إلى صالة السفر فى المطار فلابد أن نخضع للإجراءات المتبعة، فمثلا قد نخضع للتفتيش الدقيق كما حدث معى فى مطار هيثرو بلندن حيث اضطررت وبقية المسافرين إلى خلع الأحذية. والسؤال الذى نطرحه هنا هو: هل يعتبر هذا تعديا لحقوقنا وانتهاكا لحرياتنا؟ لا اعتقد ذلك لأن المسافر الذى لا يرغب فى احترام "العقد الاجتماعى" المتمثل فى الخضوع للتفتيش فإنه يستطيع أن يفعل ذلك شريطة أن يلغى السفر ويعود إلى منزله.

أما المثال الآخر فيختص بقيادة السيارات: إذا أردنا أن نقود سيارة فينبغى أولا أن نحصل على ترخيص رسمى معتمد من السلطة المختصة. وحتى بعد الحصول على الترخيص المطلوب فإنه يتعين علينا الامتثال للعقد الاجتماعى المعروف "بقانون المرور" وفى حالة المخالفة (تجاوز السرعة المقررة مثلا) تسحب الرخصة أو توقع غرامة. وقد يقول قائل: إن تحرير مخالفة مرورية يعتبر انتهاكا لحرية الإنسان. وهذا القول مردود عليه لأن المخالفة التى نرتكبها قد تعرض حياة الآخرين للخطر. وهنا قد يردد البعض أن هنالك مخالفات لا تمثل انتهاكا لحقوق الآخرين. فعدم ارتداء الحزام يعد مخالفة تستحق الغرامة غير أن النتائج المترتبة على هذه المخالفة تمس قائد المركبة فقط ولكنها لا تنسحب على الآخرين. وهذا أيضا يمكن الرد عليه بأن مفهوم "العقد الاجتماعى" يلزم الدولة بتحمل مسئولية توفير الأمن والسلام لقائد المركبة مما يوجب عليه إتباع التعليمات الصادرة.

وإذا انتقلنا الآن لدهاليز الجامعة وقاعاتها فإننا نواجه الموقف نفسه حيث يلتحق الطالب بالجامعة وفقا للعقد الاجتماعى بين الطالب وسلطات الجامعة. وهذا العقد الاجتماعى يتمثل فى القانون (قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972م) الذى يحكم عمل الجامعة ويبين حقوق وواجبات الطالب. فالطالب يمارس حريته الشخصية خارج قاعات الدرس والامتحان، كأن يمزح مع زملائه أو يتناول المأكولات والمشروبات أو يتحدث فى التليفون المحمول غير أن هذه الحرية الشخصية تتوقف بمجرد أن يدخل القاعة سواء لحضور الدروس أو لأداء الامتحان. فالطالب يتوقف عن المزاح وتناول المأكولات والتحدث فى المحمول وخلافه وعليه أن يكشف عن هويته إذا طلب منه ذلك ويمتثل لضوابط أداء الامتحان. وفى حالة مخالفة ذلك فقد يتعرض للعقوبة وفقا للمواد الواردة فى العقد الاجتماعى "قانون تنظيم الجامعات"، تماما كما يحدث فى مخالفات المرور.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
- حوار مع شاب جزائرى
- المحظوظون فى مباراة أم درمان
- العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول
- اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
- العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
- معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر
- أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟
- جائزة نوبل والحفاوة المصرية
- القرد النوبى
- يوميات طالب مصرى فى أمريكا
- اليونسكو والالكسو والإيسيسكو
- هل تعلمنا الصبر والحلم فى شهر رمضان؟
- محافظو أسوان.. وقضية النوبة


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى