ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 00:15
المحور: عالم الرياضة
    

لا يمكن أن نتجاهل الحدث رقم 19 فى تاريخ المونديال والذى بدأت فعالياته فى جنوب أفريقيا فى 11 يونيو الماضى وشغل العالم أجمع لمدة ثلاثين يوما. لعل 11يونيو يعتبر يوما تاريخيا فى ذاكرة أهالى جنوب أفريقيا حيث يعيد إلى الأذهان اليوم الذى أصدرت فيه محكمة جنوب أفريقيا حكما بالسجن فى عام 1964م على نيلسون منديلا ورفاقه بدعوى التخريب. الغريب أن جنوب أفريقيا، تلك الدولة التى كانت محرومة من المشاركة فى المحافل الرياضية الدولية حتى تخلت منذ 16 عاما فقط عن سياساتها العنصرية المعروفة بالابارتايد، هى الدولة الأفريقية الوحيدة التى تقتنص شرف استضافة الحدث الذى تنظمه الفيفا كل أربع سنوات. ومن المعروف أن جنوب أفريقيا تعانى من مشاكل اجتماعية وأمنية عديدة، الأمر الذى ادخل الشك فى قلوب الكثيرين فى أن هذه الدولة سوف تنجح فى إخراج المونديال بشكل مرضى. المفاجأة التى أدهشت العالم هى أن جنوب أفريقيا بالفعل حققت نجاحا باهرا فى الخروج بسفينة المونديال إلى بر الأمان.

من الملاحظ أن جنوب أفريقيا التى تعانى من مشاكل كثيرة، اجتماعية وصحية وأمنية، ليست دولة كبيرة حيث لا يتجاوز عدد سكانها 49 مليون نسمة. ومن المعروف أيضا أن دخل الفرد فى جنوب أفريقيا لا يتجاوز 800 دولار شهريا وتعانى من البطالة التى بلغت نسبتها 25% وكذلك بلغ عدد المصابين بالايدز حوالى 11% من السكان. وبفضل هذه المثالب فإن آراء كثيرة ظلت تشير إلى أن التجربة سوف تثبت فشلها. وتوقع الكثير من المحللين ونقاد الرياضة أن مونديال 2010 سوف يسجل كأسوأ حدث رياضى فى تاريخ المونديال منذ انطلاقتها فى عام 1930م. لقد أثبتت جنوب أفريقيا أن دول القارة السوداء لا تقل عن دول القارات الأخرى فى تنظيم المونديال حيث أعرب البلجيكى جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية عن سعادته قائلا: إن جنوب أفريقيا يمكنها أن تشعر بالفخر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم فى 2010م.

لقد أنفقت جنوب أفريقيا الكثير من الأموال لتوفير الأمن وإعداد البنية التحتية وإنشاء الملاعب والفنادق التى تستقبل الملايين من مشجعى المنتخبات العالمية. فبالإضافة إلى الملاعب الخمسة التى تزين مدنها فإن جنوب أفريقيا قامت بتشييد خمسة ملاعب جديدة والتى بلغت تكلفتها الإجمالية أكثر من مليار دولار. وعلى سبيل المثال فإن تكلفة إنشاء إستاد حديث فى منطقة نيلسبروت بلغت 137 مليون دولار وقامت بتطوير بنية المواصلات فى المدن المضيفة. كما سعت لتوفير الأمن والأمان لكل الضيوف وهذا تطلب جهدا غير عادى ولاسيما أن سجل جنوب أفريقيا فى مجال الجريمة يفوق كل دول العالم حيث تيلغ حالات القتل50 قتيلا يوميا. لقد خضعت جنوب أفريقيا لمعايير الأمنية التى أقرتها الفيفا ومنها حظر الطيران فى المنطقة المحيطة بالملاعب.

لن تنسى الجماهير الأفريقية هذا الحدث لعدة أسباب: أولا لأن دولة افريقية نجحت لأول مرة فى استضافة المونديال. ثانيا: لغرابة نتائجه حيث أصابت اللعنة منتخبات طالما صالت وجالت فى الماضى واحتكرت هذا الكأس الذى تتبادله منتخبات أوروبا وأمريكا اللاتينية، إذ لم يخرج الكأس من دائرة خمس فرق هى البرازيل وايطاليا وألمانيا وفرنسا واورجوى والارجنتين. كل هذه المنتخبات خرجت تباعا من دائرة المنافسة فى مونديال 2010. ثالثا: انحصرت المنافسة على كأس رقم 19 بين منتخبين مغمورين لم يسبق أن فاز بها أحدهما: هولندا واسبانيا. ورغم أن المنتخب الهولندى سبق أن وصل إلى النهائيات إلا أنه خسر المباراة النهائية أمام اسبانيا التى تصل إلى النهائيات لأول مرة فى تاريخها.

لعلنا نتفق جميعا أن القارة الأفريقية حققت نجاحا ملموسا فى استضافة مونديال كأس العالم 2010 وهذا الانجاز أسعد سكان القارة السوداء غير أن أهلها مازالوا ينتظرون منتخبا أفريقيا يتجاوز دور الثمانية ويفوز بهذا الكأس لأول مرة فى تاريخ القارة. روز اليوسف، 1542، 18 يوليو 2010م، ص8

#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل