أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟














المزيد.....

لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 15:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إنه حقا محظوظ ذلك المواطن فى الغرب حيث يعيش ويصنع عصر الفضائيات والحاسبات بينما صديقه تعيس وبائس فى العالم الثالث حيث يعيش عصرا آخر يمكن أن نطلق عليه عصر البذاءات والسفالات.. وفى الواقع فنحن لم نأخذ من حضارة الغرب سوى الجانب المادى فقط ولم نتكبد مشقة التعرف على الجانب القيمى والأخلاقى الذى أفرز هذه الحضارة. صحيح هناك أمور تتناقض مع القيم والأخلاقيات يأتى بها الفرد فى الجزء المتحضر من هذا العالم غير أن هذا الفرد يمثل شريحة صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة تماما كالميكروبات التى تعيش فى أبداننا وأطعمتنا ومياهنا.. أما فى مجتمعاتنا فإن سلوكياتنا تكشف وتفضح البداوة وعدم التحضر الذى يعشش فى بعض النفوس.

لا شك أننا استطعنا أن ننقل الحضارة المادية التى أفرزتها العقول فى العالم المتقدم، فأصبحنا نقود السيارات ونستقل الطائرات والقطارات فى رحلاتنا وانتقالاتنا داخل أو خارج البلاد وصرنا نتمتع بمنتديات الدردشة على الانترنت ونسهر أمام الفضائيات التى تنقل لنا كل كبيرة أو صغيرة فى هذا العالم.. ورغم كل ذلك فإننا مازلنا بعيدين كل البعد عن التحضر. فالتصرفات والسلوكيات التى نرصدها فى شوارعنا تدل على ذلك.. ومن سخرية القدر أن تتحول شبكة الانترنت إلى وسيلة لفضح السلوك غير السوى. لقد شاهدت فيديو كليب فى موقع يوتيوب حيث تقف فتاة شابة فى عرض شارع فيصل بالهرم وفى يدها عصا تلوح بها نحو شاب وتتبادل معه أقذع الشتائم والسباب، وهى شتائم قبيحة لا استطيع أن اذكرها وكل ذلك لماذا؟ لأنه حدث احتكاك بسيط بين سيارتيهما.

ومن الملاحظ أن هذه السلوكيات غير الأخلاقية لا تقتصر على الشارع فحسب بل تسربت إلى المواقع التى كنا نعتقد أنها محصنة.. لقد أرسل أحد المنتمين إلى مجتمع الجامعة خطابا كيديا إلى رئيس المصلحة يلفق فيه الاتهامات الكاذبة ضد زميل له فى العمل، منها أنه يبيع الامتحانات وأنه قد حدد سعرا للورقة الامتحانية مقداره ألف جنيه.. ونقول اتهامات كاذبة لأننا على معرفة قوية بمن وجهت له هذه الاتهامات الباطلة والدليل الآخر على الكذب أنه لم يقدم دليلا على هذه التهمة البذيئة. لا نملك سوى تساؤلات قد يجد القارئ إجابة لها أو قد لا يجد: كيف يتعامل مثل هذا الشخص مع ضميره الداخلى superego إذا كان عنده ضمير؟ وكيف نام مستريح البال بعد أن أرسل الخطاب؟

قد نتفهم أن يضطر الإنسان إلى الكذب لكى ينجو من عقوبة بدنية أو نفسية.. ما لا نتفهمه هو أن يقدم إنسان إلى هذه الحيلة الرخيصة لكى يزيح زميله جانبا ويتولى موقعه تماما كما يفعل بعض مواطنينا البسطاء فى الغربة.. الغريب أن هذه السلوكيات لا تلفت نظرنا ولا يهتم بها أحد.. ربما آن الأوان لعقد مقارنة بين ما سردناه من تصرفات لرجل شرقى جامعى يعلم أجيالا وسلوك رجل رياضى يعيش فى الغرب، ففى مايو 2009م كنت أشاهد مباراة من مباريات بطولة رولان جاروس فى التنس وتصادف أن كان أحد أطرافها اللاعب السويسرى الأشهر روجيه فيدرير الذى توجه لصد كرة جانبية لكنه لم يستطع اللحاق بها وحدث أن قرر حكم المباراة أن الكرة خارج الملعب وفى هذه الحالة سوف تحتسب النقطة لصالح فيدرير.. ما أصابنا بالدهشة هو أن فيدرير توجه إلى الحكم وطالبه بتصويب القرار لأن الكرة داخل الملعب وبالتالى فالنقطة من حق اللاعب الآخر.. ما يهمنا هنا هو الجانب الأخلاقى لدى اللاعب الذى كان بمقدوره أن يغض الطرف ويستمتع بالنقطة التى اغتصبها من دون وجه حق.. السر هنا يكمن فى الضمير الداخلى الذى سوف يحاسبه طيلة حياته.

من الواضح أن مجتمعاتنا باتت تعانى من اختفاء هذا الضمير الداخلى من بعض النفوس التى أصبحت خربة وباتت لا تدرك الفرق بين الصواب والخطأ والخير والشر.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ينظر العالم إلى النقاب؟
- غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا
- ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م
- علل الإدارة وسبل معالجتها
- هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟
- ثمار الديمقراطية
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية
- مسلسل المستشار والإعلامى
- الشخصيات المتسلطة فى حياتنا
- الاضطرابات والانتهاكات العنصرية في الغرب
- الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟