أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - تلميذة أوشكت على الانتحار!














المزيد.....

تلميذة أوشكت على الانتحار!


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3147 - 2010 / 10 / 7 - 03:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



الانتحار في بلادنا لا حدود له إذ يقع في أي منطقة سواء كان ذلك في الصعيد أو في أقصي الشمال.. وفي الواقع فإنه ليس بغريب أن تشهد البلاد حالات انتحار هنا وهناك لكن الغريب أن يقدم تلاميذ صغار علي هذا العمل المشين.. لقد شهدت محافظة المنيا في مارس الماضي حادث انتحار تلميذ بالمرحلة الابتدائية، حيث شنق نفسه بقطعة قماش علقها بنافذة غرفة نومه.. كما شهدت منطقة العامرية بغرب الإسكندرية حادثا مأساويا عندما أقدم تلميذ في الصف الأول الإعدادي علي شنق نفسه ولم يمض أسبوع علي حادث الإسكندرية حتي انتحر تلميذ آخر بمحافظة قنا مستخدما حجاب شقيقته والسبب: عدم رغبته في الذهاب إلي المدرسة.. السؤال ما الذي يدفع هؤلاء البراعم للتخلص من حياتهم؟

لعل جزءا من الإجابة علي هذا السؤال يقبع في ثنايا الشكوي التي وردت علي لسان أحد أولياء الأمور الذي يعبر بحق عن معاناة التلاميذ في مدارسنا، خاصة في المرحلة الأساسية: كانت ابنتي التي تبلغ من العمر 6 سنوات في غاية الفرحة والسعادة والحماس لأنها علي وشك الذهاب إلي المدرسة ولم تدخر الأسرة جهدا في تلبية كل طلبات الطفلة البريئة، فاشترينا لها مريلتين وأقلاما وكراريس وحقيبة وأحذية، أي دفعنا دم قلبنا لكي ندخل السعادة في قلبها الصغير ونحثها علي الدراسة.. وبالفعل ذهبت إلي المدرسة في أول يوم ورجعت سعيدة بعد أن استلمت الكتب المدرسية الجديدة وجلست طوال اليوم وهي تجلد الكراريس والكتب.. وأخذت أنا ووالدتها ندعو للوزير الحاسم الدكتور أحمد زكي وفكرنا في أن نرسل له خطابا نشكره علي الجهد الذي يبذله لإسعاد أبنائنا ولتذليل كل الصعاب والعراقيل التي شوهت التعليم في بلادنا حيث دخل في معارك شرسة مع أصحاب المصالح من ناشري الملخصات ومافيا الدروس الخصوصية.

ورغم أنني -والكلام ما زال لصاحب الشكوي- علي يقين أن القضاء علي هذه الآفات يحتاج وقتا وجهدا كبيرا، إلا أنني أتوسل إلي الوزير أن يتدخل فورا لمنع المدرسين والمدرسات من استخدام العصا والخرطوم ووقف السباب والشتائم خاصة في المراحل الأولي.. ففي مدرسة ابتدائية تابعة لمركز نصر النوبة التعليمية لا تتردد معلمة فصل عن استخدام «الخرطوم» لضرب تلاميذ الصف الأول أي حديثي العهد بالتعليم وفي الكثير من الأحيان يعود هؤلاء التلاميذ إلي منازلهم وبهم خدوش وتشوهات في الوجه من أثر الضرب.. لم أندهش عندما قالت ابنتي التلميذة أنها لا ترغب في الذهاب إلي المدرسة، حيث تستيقظ كل صباح وهي في حالة ذعر وتنطلق باكية وراجية أن تمكث بالمنزل.. أرجوكم إنقاذ ابنتي قبل أن تقدم علي الانتحار كما فعل تلميذ قنا والمنيا والعامرية.. انتهي حديث ولي الأمر.

ما يثير الأسي والحزن أن قرار الوزارة رقم 591 الذي صدر في نوفمبر 1998م الذي يمنع الضرب ما زال قابعا في أدراج مديري المدارس منذ عشر سنوات.. وهذا القرار الذي تغطيه الأتربة وتحاصره من كل مكان يحمل في طياته ما يمنع استخدام الضرب باليد أو أي أداة وفي أي مرحلة من المراحل الدراسية والمدرس الذي يقوم بهذا العمل تتم مساءلته إداريًا بشكل يصل إلي إعفائه من التدريس.

من المؤكد أن الوزير الذي يسهر لتصحيح مسار التعليم ويحرص علي اجتثاث السلبيات التي تلتف حول مدارسنا لن يسكت علي جريمة الضرب والإهانة، وهي جريمة لا تخرج سوي تلاميذ من ذوي النفوس المشوهة والقلوب الخربة والانتماء المنقوص أو المعدوم للوطن بل لعلهم يضمرون الشر للمجتمع. يقول الفيلسوف الايرلندي أدمون بورك: كل ما تحتاج إليه قوي الشر لتنتصر هو أن يلبث أنصار الخير مكتوفي الأيدي دون القيام بأي عمل.

ولمؤيدي الضرب في المدارس نقول: صحيح هؤلاء التلاميذ الصغار في المرحلة الابتدائية والإعدادية غير قادرين علي الدفاع عن أنفسهم حيث يتعرضون للإهانة والضرب، فمنهم من يتعرض لكسر الساق أو الذراع أو يفقد إحدى عينيه. وفي الحقيقة فإن هؤلاء التلاميذ يقتصون لأنفسهم عندما يشتد عودهم في المرحلة الثانوية وهذا يفسر العنف الذي يجتاح مدارسنا المختلفة في المرحلة الثانوية.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم بعيد المنال
- ماذا لو بقيت لوحة زهرة الخشخاش فى متحف عالمى؟
- التغيير الذى نريده
- الوطن والشعب فى خدمة الشعب والوطن
- الوظائف الحكومية فى ظل الوساطة والمحاباة
- حرب الفئات فى مصر: القضاة والمحامون
- لماذا غاب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا؟
- كيف ينظر العالم إلى النقاب؟
- غياب السلوك المتحضر من مجتمعاتنا
- ونجحت أفريقيا فى مونديال 2010م
- علل الإدارة وسبل معالجتها
- هل تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟
- ثمار الديمقراطية
- أساتذة الجامعة والمرتبات
- دول العالم على سلم الديمقراطية
- نظرة فى الانتخابات البريطانية
- فين فارس؟
- من المسئول عن إراقة الدماء فى لبنان؟
- دور المتابعة الايجابية فى تطوير التعليم المصرى
- القضاء على السباب فى البرامج التلفزيونية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - تلميذة أوشكت على الانتحار!