أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثقافة العنف اللفظى فى مصر














المزيد.....

ثقافة العنف اللفظى فى مصر


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنتشر ثقافة السباب واللعان فى جميع أرجاء المعمورة. فالسباب يعتبر الطريقة الوحيدة التى يجيدها المصريون عند الاختلاف فى الرأي. فالكل يسب ويلعن ويعبر عن سخطه وإحباطاته فى كل مناسبة ويتساوى فى إتقان هذه المهارة المتعلمون وغير المتعلمين والمثقفون وغير المثقفين والمشتغلون بالسياسة وغير المشتغلين بها. ومن الملاحظ أننا صرنا نشهد ظاهرة العنف اللفظى المتمثل فى السباب واللعان فى شوارع قرى ومدن المعمورة وفى قنواتها الفضائية. الغريب أن بعض مقدمى البرامج الدينية فى الفضائيات باتوا لا يترددون فى استخدام أبشع الألفاظ لمواجهة خصومهم. وكل هذا يعد انعكاسا لما يحدث من صراعات فى الساحة السياسية والتى ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية للبلاد.

من المؤكد أن الشوارع المصرية قد تحولت إلى مسرح للسباب والعنف اللفظى والبدنى. لا تكاد سيارة تلمس سيارة أخرى حتى يخرج مستقلوها للبدء فى مشاجرة حامية الوطيس تستخدم فيها كل أساليب السباب والشتائم والبلطجة. هذا ما حدث منذ أسبوعين حين كنت جالسا فى مقهى بجوار محطة أسوان حيث تصطف سيارات الأجرة فى قارعة الطريق وتسير السيارات فى كل اتجاه من دون الالتفات لإشارات المرور. لقد تفادت سيارة الاصطدام بسيارة أخرى حيث ناور سائقها حتى ارتطمت سيارته بالرصيف فبل أن تتوقف. المثير للدهشة أن قائد السيارة اعتبر سائق السيارة الأخرى هو المتسبب فى الخطأ فأسرع يلتقط سنجة من شنطة السيارة واتجه نحو السيارة الأخرى محاولا الاعتداء على سائقها وناطقا بأبشع ألفاظ السباب ولولا المارة الذين تدخلوا لتهدئة الأجواء لحدث ما لا تحمد عقباه. لعل القارئ يتساءل من أين تأنى هذه الثقافة السيئة التى لم يعتدها الشارع المصرى.

لا شك أن القنوات الفضائية التى يطل منها بعض شيوخنا ساهمت فى تسميم الأجواء. وهذه القنوات الفضائية تعتبر محط أنظار جماهير المشاهدين لتعلم دينهم و حيث يتطلع الكبار والصغار لتعلم سماحة الإسلام والخلق القويم الذى أرساه رسولنا الذى خاطبه المولى عز وجل فى سورة القلم قائلا: " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ". الغريب إننا نفاجئ من حين إلى آخر ببعض شيوخ الفضائيات ينطقون ذات الألفاظ البذيئة التى نسمعها فى شوارع وحوارى المعمورة. لعل الجميع تابع ذلك الداعية الذى تفرغ لكيل السباب لإحدى الممثلات من دون سبب مقنع واصفا إياها بالزانية، وهى تهمة عظيمة الشأن ولذلك وضع الإسلام قيودا لإثباتها وهى توافر أربعة شهود عدول ممن رأوا الواقعة بكل تفاصيلها وإلا وقع الحد على الشهود. كما إن هنالك شيخا يرتدى الجلباب الأبيض ويتزين بلحية بيضاء يتفوه بأبشع العبارات ويكبل السباب لأحد مقدمى البرامج ويناديه يا سافل وهى الكلمة التى كررها عدة مرات. و يا ليته توقف عند عبارات السباب والشتائم لكنه حاول أن يبرر ما يفعله قائلا إن الله سبحانه وتعالى يسب ويلعن حين يقول فى القرآن" كمثل الحمار يحمل أسفارا". ويتساءل الشيخ: :أليس هذا سبا؟ ويقول الشيخ أيضا إن الخلفاء الراشدين كانوا يمارسون أسلوب السباب. فعمر رد على أحد الأعراب الذى توجه إلى الرسول مستفسرا عما يفعل بآلهة اللات والعزة: تخرأ عليه أى تبرز على هذه الآلهة. ولا ندرى لماذا لم يستشهد الشيخ بواقعة تبين حلم النبى وخلقه العظيم حين مرض اليهودى الذى كان يضع القاذورات أمام منزل النبى فزاره النبى لكى يطمئن عل صحته وكانت هذه الزيارة سببا فى إشهار اليهودى إسلامه. ونتساءل أيضا: لماذا لم يستشهد الشيخ بذلك الإعرابى الذى توجه للرسول الكريم لكى يأذن له بالزنا. هل سبه الرسول؟ هل ترك أصحابه يفتكون به أو يلقنونه درسا لا ينسى. لقد حاور الرسول الإعرابى حتى أقنعه بفداحة الزنا وذهب الإعرابى بعد أن صرف النظر عن ارتكاب هذا الفعل المحرم.

لعله بات لزاما أن نعزى كل ما يحدث من انفلات أخلافى إلى الصراع السياسيى والى الحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد. من المعروف أن الشارع السياسى فى مصر يتسم بالارتباك والتردد والعنف وعدم التسامح وكيل الاتهامات سواء بحق أو بغير حق والتربص وتصيد الأخطاء والكذب. لقد شهد شهر ديسمبر عدة أحداث مؤسفة وقرارات متضاربة. ففى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر شهد محيط قصر الاتحادية أحداث عنف ضد المتظاهرين السلميين. وفى 14 ديسمبر تعرض الشيخ المحلاوى للحصار فى جامع إبراهيم بالإسكندرية وذلك لاستخدامه المنبر فى الدعاية للتصويت بنعم للدستور. وفى اليوم التالى تعرض المقر الرئيسى لحزب الوفد للاقتحام وفى اليوم التالى هدد حركة حازمون باقتحام قسم الدقى. أما فى 21 ديسمبر فقد أحبط الاهالى محاولة اقتحام مقر حزب الوفد بالسويس. كما تم إحكام الحصار حول مدينة الإنتاج الإعلامى وحول المحكمة الدستورية. وهذه الوقائع لم تخلو من العنف والسباب والتهديد والبلطجة مما يعكس حالة الانفلات الأخلاقى التى نعيشها فى المعمورة. وبالإضافة إلى ذلك فقد شهد الشهر أيضا ارتباك وتردد المسئولين فى اتخاذ القرارات. ما يدعو إلى البكاء والصراخ هو أن كل طرف يعتبر أن الآخر هو المتسبب فيما حدث ولا يعترف أى طرف بأخطائه أبدا ولا يسمع أحد لأحد ليختفى الحوار بين جميع الأطراف ولا تبقى سوى وسيلة واحدة هى العنف. وكذلك الحال بالنسبة للحالة الاقتصادية حيث تشير كل المؤشرات إلى انخفاض المؤشر الائتمانى لمصر إلى درجة خطيرة. وهذا المؤشر يعكس عدم قدرة مصر على سداد الديون ومن ثم تعكس صعوبة المفاوضات مع الجهات التى تقدم القروض.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة قرارات الرئيس مرسى ودور المستشارين
- ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟
- مأزق الثورة المصرية
- الشعب المصرى وانتخابات الثورة
- قطار بلا سائق
- بلد -عك فى عك-
- من عجائب الدنيا: مرتبات أساتذة الجامعات المصرية
- المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية
- الحوار مع الشيطان
- صراع المجالس فى مصر
- ما الذى يحافظ على الكيان النوبى؟
- مصير السودانين بعد الانفصال
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب
- كابوس الانتخابات
- شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر
- حالة الفوضى تسود مصر
- ملامح نجاح الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجا
- من ذكريات ثورة 25 يناير


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ثقافة العنف اللفظى فى مصر