أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - درس هيكل بعد انتهاء الحصة














المزيد.....

درس هيكل بعد انتهاء الحصة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 19:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محمد حسنين هيكل يعتبر من أكبر رموز الصحافة المصرية ومن اكبر كتابها وهو يعتبر الصحفى المصرى بل العربى الوحيد الذى تنشر مقالاته فى كبريات الصحف العالمية خاصة فى المملكة البريطانية (مثل التايمز والصنداى تايمز والايكونوميست)، وهو الكاتب الوحيد الذى تنشر كتبه أدوار النشر العالمية (مثل دار كولينز الذى يعد أكبر دار نشر فى لندن). ولعل بعض كتبه نشرت بالانجليزية قبل ترجمتها إلى لغات أخرى (وثائق القاهرة عام 1971 وترجم إلى 21 لغة وخريف الغضب 1983 والذى ترجم إلى 30 لغة). وكلنا يتذكر حين ادخله السادات سجن طرة فى أواخر الثمانينيات هبت الصحافة العالمية للدفاع عنه والمطالبة بالإفراج عنه. ورغم أن هيكل أو الأستاذ (كما يطلق عليه تلاميذه) تولى وزارة الإعلام فى السبعينيات إلا أنه لم ينس أنه صحفى أو جورنالجى (كما يحلو له أن يصف مهنته). اللافت للنظر هو أنه فى آخر حوار له أجرته معه الصحفية اللامعة لميس الحديدى يوم الخميس 10 يناير على قناة سى بى سى قدم الأستاذ لنا درسا لن ينساه المشاهد اليقظ وكم كنا نتمنى لو جاء هذا الدرس منذ عدة شهور قبل بدء عمل الجمعية التأسيسية للدستور التى انتهت من عملها خلال شهور قليلة وتم إقرار الدستور فى استفتاء فى ديسمبر المنصرم لكن الدرس أتى بعد أن دقت الأجراس معلنة انتهاء الحصة وانصراف التلاميذ، كل إلى حال سبيله. والسؤال الذى يسنح فى الذهن: ما هو ذلك الدرس الذى أتى فى عير موعده؟

فى حوار هيكل مع لميس الحديدى وتحديدا فى الفقرة الأخيرة تطرق الكاتب الكبير إلى أمر مهم يتعلق بقانون الصحافة أو الإعلام المزمع إعداده ليقول إن رئاسة الجمهورية طالبت انضمامه للجنة المنوط بها إعداد هذا القانون وقام أعضاؤها بزيارته فى منزله حيث رحب بهم الأستاذ وعبر عن اعتذاره عن عدم الانضمام لهذه اللجنة لأنه أصبح طاعنا فى السن (الأستاذ من مواليد 1923م) ولم يعد قادرا على بذل الجهد وأنه يعتبر صاحب مصلحة بحكم انتمائه للمهنة التى يسعى القانون إلى تنظيم شئونها. ولو افترض –والكلام مازال للأستاذ— أنه شارك فى صياغة مشروع القانون الذى سوف يعرض على مجلس الشعب القادم فإن أعضاء المجلس سوف يمارسون حفهم المشروع فى مناقشة القانون فقرة فقرة وسوف يحذفون ويضيفون وبالتالى فإن المنتج النهائى ربما يأتى بأمور لا تتفق وقناعاته الشخصية والمهنية ولن يستطيع عندئذ أن يفعل شيئا سوى الصراخ والعويل، وهى وسائل لن تأنى بنتائج من شأنها تغيير الواقع. ببساطة هذا هو الدرس الذى نستخلصه من هذا الجزء الأخير من الحوار التلفزيونى.

لا شك أن هذا درس كنا نتمنى أن تعمل به وتستوعبه القوى السياسية التى شاركت فى الجمعية التأسيسية للدستور وكان ممثلوها لاعبين أساسيين فى المناقشات والمداولات واللجان النقاشية وحملت الأوراق توقيعات بعضهم. لقد وافقت هذه القوى السياسية والثورية على المشاركة وهم على علم تام بآلية اتخاذ القرار وهى الآلية التى تعتمد على التصويت وفى هذه الحالة فإن أغلبية أعضاء اللجنة من ذوى التوجهات الإسلامية سوف يفرضون إراداتهم ولن يستطيع الليبراليون فرض رؤيتهم حين يحدث خلاف حول مادة من المواد. وإذا نظرنا إلى الدستور الجديد الذى يحتوى على 236 مادة فإننا ندرك أن المواد الخلافية تأتى فى الجزء الأخير من مواد الدستور كالمادة 219 التى تفسر المادة الثانية. لعل الأعضاء من غير الإسلاميين اعتقدوا أن التوافق هو أساس عمل هذه اللجنة غير أنهم فشلوا فى انتزاع ضمانات لتحقيق هذا التوافق. وحين شعروا أنهم غير قادرين على عرقلة تمرير بعض المواد الخلافية سارعوا بالانسحاب. لقد حدث هذا بعض أن أضفوا نوعا من المشروعية والشرعية على عمل اللجنة. ولم يمض بضعة أيام على الانسحاب حتى انتهت الجمعية من عملها وقامت بتسليم مشروع الدستور للرئاسة فى الأول من ديسمبر.

ولعل كل ذلك يبين أن درس هيكل جاء بعد فوات الأوان أو ربما تعلم الأستاذ الدرس من تجربة تلاميذ الجمعية التأسيسية. وفى جميع الأحوال تعلمنا درسا من الأستاذ مفاده أن الإنسان يجب أن يتعلم ممن تجارب الحياة ولا يكرر أخطاء الماضى.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العنف اللفظى فى مصر
- أزمة قرارات الرئيس مرسى ودور المستشارين
- ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟
- مأزق الثورة المصرية
- الشعب المصرى وانتخابات الثورة
- قطار بلا سائق
- بلد -عك فى عك-
- من عجائب الدنيا: مرتبات أساتذة الجامعات المصرية
- المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية
- الحوار مع الشيطان
- صراع المجالس فى مصر
- ما الذى يحافظ على الكيان النوبى؟
- مصير السودانين بعد الانفصال
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب
- كابوس الانتخابات
- شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر
- حالة الفوضى تسود مصر
- ملامح نجاح الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجا


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - درس هيكل بعد انتهاء الحصة