أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - خارطة طريق أخرى فى مصر















المزيد.....

خارطة طريق أخرى فى مصر


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 10:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ظهر مصطلح خارطة طريق أو "روودماب" فى عهد الرئيس الأمريكى جورج بوش الذى أشار فى خطاب ألقاه فى 24 يونيو 2002م إلى "خارطة طريق" لوضع نهاية للنزاع الفلسطينى الإسرائيلى. وفى 3 يوليو 2013 أعلن الفريق السيسى خارطة الطريق التى سوف تضع عربة الوطن على القضبان مرة أخرى غير أن الوطن يواجه تحديات تتمثل فى خارطة طريق أخرى ذات أهداف مغايرة ومناهضة لخارطة يوليو. هنالك خطة ممنهجة ليس فقط لإنهاك الشرطة بل أيضا لتركيع الدولة. ما نراه بشكل يومى لا يمكن أن يكون بمحض الصدفة بل هو خارطة طريق أو تنفيذ لإستراتيجية وضعها خبراء وكتاب سيناريو فى نشر الفوضى، الفوضى التى تهدف إلى تفجير ثورة 30 يونيو. لعلنا نختلف مع الشاعر الإنجليزى تى أس اليوت حين يقول فى قصيدة "أرض الخراب" إن شهر إبريل هو أكثر الشهور قسوة وعنفا والاختلاف مرده إلى أن شهر نوفمبر ثبت أنه أكثر قسوة وعنفا وتهديدا لخارطة الطريق. لعل تدقيق النظر فى الأحداث التى شهدها شهر نوفمبر الحالى يبين لنا أن سيناريو الأحداث يكاد يكون متكررا حيث تبدأ التظاهرة بعرقلة الطريق ثم تتحول إلى استفزاز العناصر الأمنية باللفظ وبالإشارات اليدوية ثم الاعتداء بالحجارة أو بأية وسيلة أخرى ثم رد الطرف الآخر (الأمن) بالتحذير ومطالبتهم بالانصراف ثم تعمل على فض التظاهرة وإلقاء القبض على المخالفين للقانون. ومن الواضح أن كاتب سيناريو الفوضى يشعر بالسعادة لأن كثرة الضحايا سوف تؤدى إلى كسب تعاطف بعض العناصر فى الشارع المصرى. وهذا التعاطف شهدناه فى ردود أفعال النخبة المثقفة التى تعبر من خلال الفضائيات عن حزنهم لفض التظاهرة والقبض على المتظاهرين فى الشورى وقد رأينا البعض يبكى ويولول على حال الفتيات "البريئات" اللاتى حكم عليهن بالحبس فى الإسكندرية. كما شعر البعض الآخر بالحزن والأسى على مقتل طالب كلية الهندسة أمام جامعة القاهرة يوم الخميس 28 نوفمبر أو على فتاة جامعة أسوان التى لقيت حتفها داخل المدينة الجامعية يوم 26 نوفمبر.

اعتدنا على انتقاد الحكومة واتهامها بالتقاعس فى فرض القانون وبسط الأمن فى أركان المعمورة ووضع نهاية للتظاهرات التى لم تتوقف منذ ثورة يناير وحتى الآن. وفى ظنى فإن التظاهرات فى العالم المتقدم تأتى تعبيرا عن حرية التعبير لكنها فى بلادنا تستغل كحق ينتهى دائما بانتهاك حقوق الآخرين. ففور صدور قانون التظاهر فى24 نوفمبر أعلنت نفس القوى التى طالما طالبت بضرورة إعادة الهدوء إلى الشارع عن تحديها للقانون من خلال التظاهر أمام الشورى من دون إخطار الشرطة. كان المنادون لهذه التظاهرة يعلمون أنهم يخرقون القانون ويكسرون إرادة الدولة ويقوضون قدرتها على إعادة الانضباط للشارع المصرى. وحتى عندما تم تحذير المشاركين فى التظاهرة وحثهم على الانصراف وفتح الطريق للمارة والسيارات فقد رفض المتظاهرون بل استمروا فى استفزاز الشرطة وتوجيه السباب بعبارات مثل "الداخلية بلطجية" ونجحت خطة السيناريست فى إحداث اشتباكات انتهت بالقبض على عدد من المتظاهرين. الغريب أن منتهكى القانون والمعتدين على رجال الشرطة تحولوا فجأة إلى ضحايا بحجة أن القانون جائر ولم يحصل على الوقت الكافى لمناقشته. ما يثير الدهشة أن البعض تعاطف مع منتهكى القانون لدرجة أن بعض أعضاء لجنة الخمسين أعلنوا التوقف عن المشاركة فى كتابة الدستور حتى يتم الإفراج عن المقبوض عليهم.

المثير للدهشة أن نفس السيناريو قد تكرر فى أماكن أخرى. ففى 27 نوفمبر أصدرت محكمة جنح الإسكندرية حكما بالحبس 11 عاما على 21 فتاة من أعضاء جماعة الإخوان بالإسكندرية اللائى قمن فى 31 أكتوبر المنصرم بأعمال عنف واعتداء على ممتلكات عامة وخاصة حيث قامت الشرطة بعد مقاومة عنيفة بالقبض عليهن وقدمتهن للنيابة التى قررت حبسهن 4 أيام ثم تم تجديد الحبس لمدة 15 يوما وتم إحالتهن لمحكمة الجنح التى أصدرت الحكم الذى اشرنا إليه. وحكمت المحكمة أيضا بالحبس لمدة 15 سنة للمحرضين ومنهم مدحت الحداد مسئول المكتب الإدارى للإخوان بالإسكندرية. لا شك أن المحرضين كانوا يعلمون أن تصرفات الفتيات وسلوكهن غير المتوقع سوف يؤدى إلى القبض عليهن وسوف ينتهى الأمر بحبسهن. كان السيناريو المرسوم هو استغلال الحدث لكسب تعاطف الشارع على اعتبار أن الدولة لا ترحم الحرائر ولا تتوانى فى الزج بهن فى السجون.. لعلنى لم اندهش حين شاهدت قناة الجزيرة التى استغلت الموقف وقامت بالتشكيك فى الحكم القضائى على اعتبار أنه حكم قاس على فتيات فى عمر الزهور وبالفعل تعالت الأصوات المتعاطفة مطالبة الرئيس بالعفو عنهن. نسى هؤلاء أن القانون لم يفرق بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالجرائم والجنح والمخالفات وأن القضاء لا يحكم إلا من خلال الأوراق والوقائع الثابتة ويصدر أحكام البراءة إذا لاحت أى شكوك فى الأفق، فالشك دائما يفسر لصالح المتهم وهذه قاعدة قانونية معروفة. من المؤكد أن القاضى ثبت لديه واستقر فى يقينه أن التهم جلية وواضحة ولا سبيل للمواربة أو المواءمة. من المؤكد أن المتعاطفين لم يتوقفوا لحظة للإجابة على تساؤل بسيط: كيف لفتيات صغيرات أن يخرجن فى الصباح الباكر—بعلم أو بدون علم أولياء أمورهن—ويقطعن الطريق ويمنعن المواطنين من الذهاب إلى أعمالهم ويحملن أسلحة بيضاء لمقاومة السلطات؟ اللوم كل اللوم يجب أن يوجه للمحرضين الذين استغلوا مبدأ "السمع والطاعة" لتحريض الفتيات على العنف ولدفعهن للمشاركة فى التظاهرات غير السلمية.

لم يشأ شهر نوفمبر أن يغادر قبل أن يقدم لنا حدثا جليا حيث تظاهر طلاب الإخوان داخل أسوار جامعة القاهرة يوم الخميس 28 نوفمبر ولم تحدث أية اشتباكات ثم فجأة قرروا الخروج إلى الشارع حيث قاموا بقطع الطريق وعرقلة الشارع الواقع أمام البوابة الرئيسية وهذا يعتبر انتهاكا لقانون التظاهر. وبالطبع قامت الشرطة بتحذير الطلاب وحثهم للرجوع إلى داخل أسوار الجامعة لكنهم لم يمتثلوا واستمروا فى التظاهر وتوجيه السباب لرجال الشرطة والاعتداء عليهم بالحجارة. وهذا السيناريو يعتبر طبق الأصل من سيناريو فتيات الإسكندرية: الاستفزاز والاعتداء لدفع الطرف الآخر لاستخدام القوة ثم البكاء لاستعطاف الشارع المصرى. وبالفعل سقط طالب بكلية الهندسة صريعا بطلق نارى. لعل التحقيقات سوف تتوصل إلى مصدر النيران التى أودت بحياة هذا الطالب.

ومن الملاحظ أن بعض الأحداث لا يتسبب فيها الإخوان لكنهم قد يستغلونها لكسب تعاطف الآخرين وضمهم إلى صفوفهم. يوم 26 نوفمبر توفيت طالبة جامعية فى المدينة الجامعية بأسوان. لقد تضاربت الراويات حول أسباب الوفاة. فالمسئولون يعلنون أن الوفاة "بالسكتة القلبية" حيث كانت الفتاة تتصرف بشكل طبيعى ثم أوت إلى فراشها بعد أن طلبت من إحدى زميلاتها إيقاظها فى السادسة صباحا وفى الصباح اكتشفت زميلاتها أنها لا تستجيب لمحاولات الإيقاظ فتم نقلها إلى المستشفى حيث تبين أنها انتقلت إلى رحمة الله. وهناك رواية أخرى يتناقلها الطلاب وهى أن الطالبة أصيبت بإغماءة سكر وقامت الطالبات بإبلاغ المشرفات غير أن المشرفات رفضن استدعاء الإسعاف وتركن الفتاة حتى الصباح. ولكل هذه الأسباب فقد قرر الطلاب القيام بوقفة احتجاجية للمطالبة بمحاسبة المقصرين والمتسببين فى الوفاة وضرورة توفير أطباء فى المدن الجامعية. من المؤكد أن الإخوان قد يستغلون هذا الموقف ولا نستطيع أن نلومهم على ذلك بل نلقى باللائمة على المسئولين لعدم إصدار بيان فورى—وليست بيانات ردة الفعل-- لشرح ما حدث لوسائل الإعلام.

لا شك أن أحداث شهر نوفمبر من الإسكندرية شمالا وصولا إلى أسوان جنوبا تمثل صفحات فى خارطة طريق تهدف إلى تقويض ثورة 30 يونيو والى إجهاض خارطة الطريق التى أعلنها الفريق السيسى فى يوليو 2013م حيث تبدأ الخطوة الأولى بكتابة الدستور ثم تليها خطوات تالية كالانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية. لاحظ أيها القارئ العزيز أن أحداث الشورى دفعت بعض أعضاء لجنة الخمسين إلى الإعلان عن تعليق مشاركتهم فى كتابة الدستور لحين إطلاق سراح المخالفين لقانون التظاهر. وخلاصة القول: إذا تعطل قطار الدستور أو خرج عن القضبان فالخطوات التالية سوف تتوقف بالتبعية وتنهار الخارطة على رؤوسنا.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى قانون التظاهر المصرى مع مقارنته بالقانون الامريكى و ...
- أخطاء الرئيس السابق محمد مرسى
- تعاطف وانتماء بعض المصريين للإخوان المسلمين
- حتى لا تتكرر المأساة فى مصر
- فض الاعتصامات فى مصر وردود الأفعال الأجنبية
- التجربة الإخوانية فى حكم الدولة المصرية
- رسائل خاصة لأبطال ثورة 30 يونيو فى مصر
- سد النهضة وطريقة إدارة الأزمات فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار فى مصر
- التحريض والتهديد والسباب: وسائل لهدم الاستقرار
- علامات الحزن واليأس تخيم على قاهرة المعز
- عميد أجرة وعميد ملاكى
- لماذا تفشل بعض الثورات فى تحقيق أهدافها؟
- مصر فى خطر
- النوبة وكتالا: ماذا يريد النوبيون؟
- درس هيكل بعد انتهاء الحصة
- ثقافة العنف اللفظى فى مصر
- أزمة قرارات الرئيس مرسى ودور المستشارين
- ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟
- مأزق الثورة المصرية


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - خارطة طريق أخرى فى مصر