أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟















المزيد.....

من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت منذ فترة وجيزة مقالا حول العنف فى الجامعات ولم يدر بخلدى أننى سوف أضطر أن أتحدث عن العنف فى أسوان. من المعروف أن أسوان من المدن القليلة التى تتميز بالأمان والسلام والهدوء. ويشهد القاصى والدانى أن أهل أسوان مسالمون وقلما يلجأون إلى العنف لحل النزاعات والخلافات. لقد صدقت مقولة الشاعر الانجليزى ت.س. إليوت فى قصيدته "أرض الخراب" حين قال إن شهر إبريل أكثر شهور السنة قسوة وعنفا. ففى الاسبوع الأول من شهر إبريل تحولت مدينة أسوان إلى أرض خراب حين شهدت المدينة أحداثا دامية حيث قتل أكثر من عشرين مواطنا وأصيب العشرات إثر إندلاع المعارك بين طرفين (الدبودية وبنى هلال) طالما عاش أفرادها جنبا إلى جنب منذ عقود ماضية. كلنا يعلم أن القتل من أكبر الكبائر التى يهتز لها عرش الرحمن.، يقول رسول الله صلى عليه وسلم: لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل إمرئ بغير حق. والأسئلة التى تسنح فى الذهن: ما هى أسباب الأزمة؟ وكيف نستطيع أن ننزع الفتيل الذى أشعل المدينة الآمنة؟

هنالك الكثير من الروايات حول أسباب أندلاع أحداث العنف التى شهدتها منطقة السيل الشعبية والمعروفة بالسيل الريفى. يقال إن تلاميذ مدرسة صناعية ينتمون إلى طرفى الصراع قد فوجئوا يوم الأربعاء الثانى من إبريل بعبارات مسيئة للطرفين مدونة بنفس الخط على جدران المدرسة الكائنة بجوار كلية التربية بأسوان. وهذا الأمر كان كافيا لحدوث مشاجرة بين تلاميذ القبيلتين حيث أنضم للمشاجرة مواطنون آخرون من خارج المدرسة. لقد تم استدعاء قوات الأمن التى جاءت متاخرة لكنها استطاعت تفريق مثيرى الشغب. وبعيدا عن التفاصيل الصغيرة فقد حدث أن توجه بعض أفراد عائلة بنى هلال يوم الجمعة الرابع من إبريل إلى منطقة الدبودية المتآخمة لمنطقتهم حيث أخرج أحد أبناء بنى هلال بندقية آلية وأطلق النار بشكل عشوائى على المواطنين أثناء خروجهم من المسجد مما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين من أهالى الدبودية وإصابة العديد منهم. ثم سعى الدبوديون للإنتقام فتوجهوا فى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى إلى منطقة بنى هلال حيث هاجموا منازهم وأحرقوها وقتلوا عددا كبيرا منهم. وفى المقابل قام أهالى بنى هلال بحرق بعض منازل الدبودية وحرق قاطنيها. الجدير بالذكر أن أفراد هذه القبائل يقيمون فى نفس المنطقة وفى منازل مجاورة منذ عقود ماضية وحدثت صدامات بينهم فى الماضى لكنها كانت عبارة عن مشاجرات تستخدم فيها الحجارة والعصى ولم تصل الأمور إلى هذه الدرجة المأسوية التى شهدناها فى الآونة الأخيرة والسبب ببساطة أن فترة ما بعد الثورة شهدت حالات اقتناء للأسلحة الآلية التى يتم تهريبها عبر الحدود الليبية والسودانية.

لقد تلاحظ أن الكل يلقى باللائمة على الأمن على إعتبار أن الأمن قصر فى اداء مهامه. والحق يقال إن التدخل الأمنى مطلوب كإجراء أولى لفك الإشتباك فى مثل هذه الأزمات ثم يتبعه مباشرة سرعة تدخل العقلاء والحكماء بنية خالصة لتهدئة النفوس ووقف كل أعمال العنف ثم يتبع بإجراء آخر هو قيام كل الأطراف بتسليم الأسلحة حتى لا تتكرر هذه الأحداث ثم مرحلة التحقيق بجدية للوصول الى الأطراف التى ساهمت فى اشعال الفتيل بين الطرفين وفضحهم ومحاكمتهم ثم المرحلة الأخيرة التى تتمثل فى جلوس الطرفين بوساطة شخصيات لديها خبرة فى حل مثل هذه النزاعات. صحيح أن هنالك لجنة مصالحات تتكون من شخصيات أسوانية لكن يجب استبعاد كل من يتعصب أو يتحامل ضد طرف من الأطراف أو من لديه مشكلات نفسية تجاه هذا الطرف أو ذاك. وفى رأى فإن هذه اللجنة يجب أن تضم شخصيات محايدة حتى تستطيع أن تضع حلولا ناجعة.

وبمناسبة هذه اللجنة فقد شاهدت مساء يوم الأحد الموافق 6 إبريل برنامج "على مسئوليتى" الذى يقدمه الإعلامى أحمد موسى على قناة صدى البلد حيث تابعت حواره مع عضوين من أعضاءء لجنة المصالحات بأسوان وهما الشيخ كمال تقادم والدكتور أحمد المهدى. لقد سعدت بحديث الشيخ كمال تقادم عضو مجلس الشعب السابق ورئيس لجنة المصالحات بأسوان وهو يعتبر أحد الشخصيات التى لديها خبرة فى حل مشكلات الثأر فى الصعيد. لقد أوضح الشيخ كمال أن الأزمة التى شهدتها أسوان سالت فيها الكثير من الدماء التى لم تجف بعد وأن الجثث لم يواريها التراب مما يجعل الحديث عن المصالحة أمرا صعبا فى هذه الفترة. وعلى حد قوله فإن الأمر يتطلب سرعة دفن الجثث أولا قبل المضى فى مساعى المصالحة بين الأطراف المتصارعة وأوضح ان الاعلام لعب دورا فى تأجيج المشاعر حين تم نشر صور عربات الكارو وهى تحمل القتلى وأن هنالك ايدى خفية لعبت دورا فى اشعال الحرائق فى اسوان. لقد أثلج هذا الحديث صدور المتابعين للأحداث غير أن حديث عضو آخر من أعضاء اللجنة (د. أحمد المهدى المدرس بكلية التربية بأسوان) أدى إلى محو التأثير الطيب لكلمات الشيخ كمال تقادم.

لقد أشار د. أحمد المهدى فى مداخلته لنفس البرنامج إلى أن الدبوديين هاجموا منازل بنى هلال وحرقوا بعض البيوت وقاطنيها لدرجة أن أهاليهم لم يتعرفوا على الجثث المتفحمة ووصف ما حدث بأنه قتل وتمثيل بالجثث وأشياء "مش كويسة". كما أوضح أن شباب الدبودية هاجموا كشكا بجوار المحافظة ولم يشر من قريب أو بعيد إلى خسائر منازل الدبودية التى أحترقت أو إلى جثث الأسرة المتفحمة وطالب الحكومة باستعادة بطشها وهيبتها وبمحاكمة المتسببين فى الأزمة سواء بالقول أو الفعل. وأردف الدكتور قائلا إن هنالك مجموعات لديها توجهات عنصرية (يقصد النوبيين) على إعتبار أن بعض النوبيين تحدثوا فى القنوات الفضائية عن الانفصال ودارفور وخلافه وأن أحد هؤلاء الانفصاليين يعمل مدرسا فى الجامعة وأن هذا الشخص شارك فى اجتماع بالمحافظة لكنه تحدث بعصبية مما دفع الدكتور أحمد المهدى الى مطالبته بمغادرة الاجتماع "لأنه متعصب". ويواصل الدكتور المهدى حديثه قائلا إنه (الدكتور المهدى) ينتمى إلى قبيلة الجعافرة التى تعتبر من أكبر القبائل الأسوانية التى لم تاخذ حقها وإن النوبيين أخدوا كل حقوقهم ولديهم آلة اعلامية وإنهم قابلوا السيسى "ونحن—الجعافرة— لم نقابله".

الغريب أن هذه شخصية تم ضمها للجنة المصالحات التى يترأسها الشيخ تقادم. فبدلا من العمل على تهدئة النفوس عمل على تأجيج المشاعر ونكأ جراحا جديدا من دون داع وقبل أن يندمل الجراح الحالى. وهذا التوجه يتجلى فى حديثه عن مهاجمة الدبوديين لمنازل بنى هلال وحرقهم وهم نيام وأن الجثث متفحمة لدرجة يصعب معها التعرف على أصحابها. وكذلك جانبه الصواب حين أفرد جزءا من حديثه ليتناول رغبة بعض النوبيين الانفصال عن مصر. قد يكون قالها أحدهم فى لحظة إنفعال وقد يكون بين الدكتور المهدى وبين المدرس الجامعى ما صنع الحداد أو النجار لكن الدكتور المهدى نسى أو تناسى أن النوبيين لم يقوموا بتعيين هذه الشخصية متحدثا رسميا لهم بل ربما يعبر عن رأيه وبالتالى لا يمكن أن يأخذ عضو لجنة مصالحات هذا الرأى مأخذ الجد ويروج له فى الاعلام وفى الفضائيات التى يشاهدها الملايين فى كل مكان. وبالاضافة الى ذلك فقد أنحرف الدكتور المهدى عن جادة الطريق حين أقحم قبيلة الجعافرة فى موضوع الحديث وأخذ يتحدث عن عدم حصول الجعافرة على حقوقهم وأن النوبيين يأخذون حقوقهم ولديهم آله اعلامية وقابلوا السيسى وهلم جرا. وللرد على هذه الافتراءات فإننى أود توضيح النقاط التالية: أولا يعلم الدكتور المهدى بأن أحدا لم يقف فى طريق كل من يطالب بحقوقه ويجب أن يقف الجعافرة مع النوبيين لاسترداد حقوق قديمة اعترفت بها الدولة منذ عقود وفى المقابل يجب أن يقف النوبيون بجوار الجعافرة للحصول على حقوقهم المشروعة. وبمناسبة الحقوق فكم أود أن يقوم الدكتور المهدى بإعداد إحصائية بعدد النوبيين فى فئة أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والعمداء ووكلاء الكليات فى جامعة أسوان ومع ذلك لم يشكو أحد من أن النوبيين لم يأخذوا حقوقهم فى الجامعة مثلا. ولا أعرف ما هى الآلة الاعلامية أو القناة الفضائية التى يمتلكها النوبيون بل بالعكس فالنوبيون تعرضوا لكل ألوان الاساءة من الاعلام المصرى. الغريب أن الدكتور المهدى لم يكتب كلمة واحدة أو يقول كلمة واحدة فى برنامج حول الظلم والتمييز العنصرى الذى طالما تعرض له أهل النوبة. ما يدعو إلى الدهشة أن الدكتور المهدى يعبر عن حزنه وغضبه لأن وفدا من النوبيين تقابل مع المشير السيسى. لقد رد عليه المذيع أحمد موسى بأنه يستطيع أيضا أن يقابل المشير فى أى وقت. أهيب بالدكتور المهدى أن يبادر بالاعتذار عن الاستمرار فى هذه اللجنة لأنه فقد أهم مقوماتها وهو الحياد وثقة الطرفين.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنحترم الدستور الجديد؟
- حقوق الإنسان-الطالب فى الجامعة
- عمداء الكليات فى مصر بين التعيين والاختيار
- المسئول فى مصر بين مطرقة النفاق أو النقد وسندان النسيان
- تجارب ربع قرن فى إدارات الجامعة
- خطط لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط: مشروع الشرق الأوسط الجديد ...
- مقال بلال فضل الممنوع من النشر
- كمل جميلك
- ممكن؟
- قناة الجزيرة وحقوق الإنسان فى قطر
- الخيانة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى
- بعض أمنيات المصريين فى عام 2014
- حول تطوير التعليم الجامعى فى مصر
- هل يصوت الشعب المصرى بنعم للدستور الجديد؟
- زيارة شتوية للقاهرة والإسكندرية
- خارطة طريق أخرى فى مصر
- قراءة فى قانون التظاهر المصرى مع مقارنته بالقانون الامريكى و ...
- أخطاء الرئيس السابق محمد مرسى
- تعاطف وانتماء بعض المصريين للإخوان المسلمين
- حتى لا تتكرر المأساة فى مصر


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟