أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ذكريات وتجارب جامعية (2)















المزيد.....

ذكريات وتجارب جامعية (2)


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 10:56
المحور: سيرة ذاتية
    


أود أن أنوه بداية أنه ليس المقصود من سرد هذه الوقائع التشهير بهذا أو ذاك أو تسجيل أعمال بطولية بل الغرض تعليمى للأجيال القادمة لأن ألف باء الإدارة أن تكون على مسافة واحدة من الجميع. فى المقالة السابقة ظن الكثير من الأصدقاء أننى ربما تعرضت للاضطهاد فى فترة من الفترات وفى الواقع لا أقول إنها فترة اضطهاد بل فترة اختبار وابتلاء حيث يختبر قدرة المرء على الصمود والتمسك بالمبادئ والقيم التى تربى عليها. أود أن أؤكد هنا أنه من السهل أن تكون منقادا ومنفذا للأوامر من دون مناقشة لأن هذا لا يحتاج إلى مجهود بل ربما سوف تكسب ود الرؤساء وتجنى ثمار الخنوع والانبطاح.

رئيس جامعة محترم
هنالك نوعان من الرؤساء: النوع الأول يختار مرؤوسيه من شخصيات لها رأى وقدرة على اتخاذ القرار. أما النوع الثانى فيختار مرؤوسيه من شخصيات دأبت على الخنوع ولا تسعى إلا لإرضاء الرئيس وليس لديها القدرة على اتخاذ القرار بل ينتظر صدور الأوامر والقرارات لتنفيذها. الجدير بالذكر أننى لا استطيع أن أغض الطرف عن أزهى الفترات التى قضيتها فى إدارة كلية الآداب وهى الفترة التى كان يتولى فيها الأستاذ الدكتور عبد المتين موسى رئاسة الجامعة والذى تعلمنا منه الإدارة والثقة بالنفس. لعل الكثيرين لا يعلمون أن الأستاذ الدكتور عبد المتين يعتبر مؤسس كلية الآداب فى عام 2000 حيث اختار الأستاذ الدكتور عمر صابر كأول عميد لها والذى استمر فى إدارتها لمدة عامين متتاليين ثم فوجئت بالأستاذ الدكتور عبد المتين يصدر قرارا بتعيينى مشرفا على الكلية فى عام 2002م وأود أن أتوقف برهة لكى أؤكد أننى لم أسع لهذا المنصب. لقد أدركت من الوهلة الأولى أنه تكليف وليس تشريفا.

الجدير بالإشارة أن الدكتور عبد المتين موسى لم يتدخل مطلقا فى إدارة الكليات إلا إذا حدثت مخالفة واضحة وصريحة فى تطبيق القوانين. أذكر أن أحد عمداء الكليات اتصل به لمعرفة التصرف المطلوب فى واقعة غش مما دفعه إلى إنهاء المكالمة دون أن ينطق ببنت شفة. واقعة أخرى أتذكرها جيدا حين وجد أحدهم ثلاث كراسات إجابة تابعة لكنترول إحدى الفرق بكلية الآداب بقنا فأرسالها إلى مكتب رئيس الجامعة. احتفظ رئيس الجامعة بهذه الكراسات فى درج مكتبه آملا أن يبادر عميد الكلية ويحيطه علما بالواقعة إلا أن عميد الكلية، فور علمه بفقدان الكراسات الثلاث، سأل رئيس الكنترول: هل علم أحد بهذا الأمر؟ فجاءت الإجابة بالنفى مما شجع العميد— رغم زياراته المتكررة لمكتب رئيس الجامعة –على عدم مفاتحة الرئيس فى هذا الأمر على اعتبار أن الرئيس لا يعلم شيئا عن هذه الواقعة. استمر هذا الوضع حتى انعقاد مجلس جامعة حيث فوجئنا برئيس الجامعة يقول إن هنالك كلية من الكليات فقدت منها ثلاث كراسات إجابة وإن عميدها رأى أن لا يطلعنى على هذا الأمر حينئذ أخذ عميد الكلية يتصبب عرقا بعد أن فقد القدرة على نطق الكلمات التى أبت أن تخرج من الحلق وهذا مرده إلى أنه لم يكن صريحا فى اطلاع رئيس الجامعة حتى يساعده فى إيجاد الحلول.

وضع الأقفال على قاعات المحاضرات
فور أن توليت عمادة كلية الآداب بأسوان فقد واجهت عدة مشاكل منها المشكلة التى تتعلق بقلة قاعات المحاضرات والتى تقع معظمها فى مبنى كلية الخدمة الاجتماعية حيث أمر عميدها بغلق القاعات المخصصة لطلاب الخدمة بالأقفال. الجدير بالذكر أننى قد تحدثت إلى العميد المحترم لفتح القاعات فى الأيام التى تخلو فيها كليته من المحاضرات ولكنه رفض بل أصر على الرفض. لقد انتهزت فرصة أحد المجالس الجامعية حيث تصادف جلوس العميد بجوارى فهمست فى أذنه بأن يتكرم بفتح القاعات وينزع الأقفال إلا أن العميد كان عنيدا ورافضا لكل الحلول فقلت له إننى سوف أتحدث إلى الدكتور رئيس الجامعة فأجاب العميد بكل ثقة: تحدث معه وأنا على موقفى، فرفعت يدى وتحدثت إلى رئيس الجامعة قائلا: إن العميد الجالس بجوارى يرفض نزع الأقفال وفتح قاعات التدريس. ما يدعو للدهشة أن رئيس الجامعة لم يقل: معلش هو العميد بل قال موجها كلامه لى: اكسر الأقفال وبلغنى. لم اضطر إلى الكسر لأن العميد كان قد ترك القاعات مفتوحة فى اليوم التالى. الجدير بالملاحظة أننى تحدثت إلى رئيس الجامعة فى وجود العميد ولم أتحدث خلف ظهره كما يحدث الآن..

مواد الطلاب المحولين من كليات مناظرة
من المعروف أن الطلاب المحولين من الكليات الأخرى فى سنوات النقل (الثانية والثالثة) يمتحنون فى المواد التى لم يدرسونها فى كلياتهم. لقد حدث أن إدارة شئون الطلاب فى كلية الآداب بأسوان لم تنتبه إلى هذه المواد إلا بعد أن أصبح هؤلاء الطلاب فى الفرقة الرابعة. لقد أخبرنى مسجل الكلية بهذا الأمر وهو يرتعد خشية أن يحال الأمر إلى الشئون القانونية. لم أتردد فى التحدث إلى الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة آنذاك ا.د. عبد المتين موسى الذى استجاب فورا لعقد امتحانات هذه المواد مع مواد تخلف الفرقة الرابعة ولم يسع إلى إحالة الموضوع إلى التحقيق. وهنأ أتوقف لحظة لأتأمل الموقف على اعتبار أن الصراحة مع رئيسك فى العمل يكسبك احترامه ويزداد ثقته.

وقع على الخطاب
بعد ثورة يناير 2011 وبعد إقصاء النائب السابق عن منصبه تولت شخصية جديدة وظيفة نائب فرع الجامعة بأسوان وفد فوجئت أثناء الأجازة الصيفية بمكالمة تليفونية من سكرتارية النائب الجديد مفادها بأننى مطالب بالتوقيع على ورقة تتعلق بتعيين سيدة من الوجه البحرى فى وظيفة مدرس مما يخالف قرار رئيس الجامعة الذى يختص بإلغاء الإعلان الذى تقدمت فيه هذه السيدة للتعيين فى الوظيفة المشار إليها. وهذا الموقع دفعنى لتقديم الاستقالة وهى الاستقالة التى رفضها رئيس الجامعة وتراجعت عنها بعد صرف النظر عن خطاب التعيين إياه.

تحال المعيدة للتحقيق وتعاد الطالبة للجنة
فى عام 2013 أصبح الفرع جامعة مستقلة. وفى أثناء الامتحانات تم إبلاغى أن طالبة فى الفرقة الأولى كانت تكتب على ورقة الأسئلة فقامت المعيدة التى تتولى أعمال الملاحظة بالتنبيه على الطالبة بأن لا تكرر هذا الخطأ وقامت بإعطائها ورقة جديدة مما أثار حفيظة الطالبة التى ظلت تهدد المعيدة بصوت مرتفع.. أنت متعرفيش أنا مين.. انا ححاسبك وأنا وأنا ومن المعروف أن هذا التصرف يعتبر شغبا يستوجب عمل محضر وإخراج الطالبة من اللجنة الا ان الطالبة لم تتوقف عن تصرفاتها حيث أمسكت بالتليفون وتحدثت إلى والدها الذى يشغل منصبا مهما فى المحافظة. بعد عمل المحضر وإخراج الطالبة من اللجنة فوجئت بمكالمة تليفونية من رئيس الجامعة مفادها أن على العميد تحويل المعيدة إلى التحقيق وإعادة الطالبة إلى اللجنة مرة أخرى. بالطبع رفضت ذلك مفسرا للرئيس أن طالبة الفرقة الاولى تخطت وتجاوزت كل الخطوط وإعادتها إلى اللجنة هى فى حد ذاتها رسالة سلبية لباقى الطلاب الذين شهدوا تصرفاتها ومن المتوقع أن باقى الطلاب سوف يحذرون حذوها ولن نستطيع أن نتخذ اى عقاب تربوى تجاه أحدهم فى المستقبل، وهذه الطالبة إذا أفلتت من العقاب سوف تكون أكثر شراسة فى المرات القادمة لأن من أمن العقاب أساء الأدب. لم يستطع أحد إعادة الطالبة إلى اللجنة مرة أخرى فطلب رئيس الجامعة مقابلة المعيدة فى مكتبه. ذهبت المعيدة إلى مكتب رئيس الجامعة لتفاجئ بوجود الطالبة ووالدها. ما يدعو إلى الدهشة أن المعيدة اتسمت بشجاعة فريدة حين ألقت سؤالا مفاجئا للرئيس: "لو كانت ابنة رجل غلبان كنا قعدنا القعدة دى" مما أثار غضب رئيس الجامعة الذى صرخ قائلا: أنا لا افرق بين الطلاب فالكل عندى سواسية. شرحت المعيدة ما حدث بشكل تفصيلى فى وجود والد الطالبة. وانتهى الموقف من دون أن تحال المعيدة ال التحقيق.

الطالبة لم تغش
موقف اخر: قامت أحدى الطالبات بالغش فى امتحانات الكلية وتم تطبيق القواعد (المادة 125) التى تتعلق بالتلبس حيث تم الغاء المادة التى ارتكبت فيها المخالفة وكذلك إلغاء المواد السابقة والحرمان من دخول الامتحانات فى المواد التالية. ثم فوجئت بمكالمة من رئيس الجامعة مفادها أن الطالبة لم تغش وأن الكتاب سقط من النافذة المجاورة لها. قلت له إن الطالبة لا تجلس بجوار نافذة ودعوته لمناظرة مكان جلوسها. بالطبع تم تطبيق القواعد . اللافت للنظر هو أن التعاضى عن تطبيق القانون فى واقعة غش قد يدفعنا إلى التغاضى عن كل الحالات المماثلة التى تحدث بعد ذلك لأنك لن تستطيع أن تكيل بمكيالين.
ليس المقصود من سرد هذه الوقائع التشهير بهذا أو ذاك أو تسجيل أعمال بطولية بل الغرض تعليمى للأجيال القادمة لأن ألف باء الإدارة أن تكون على مسافة واحدة من الجميع.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا فوق صفيح ساخن
- مذكرات وتجارب جامعية (1)
- ليه لابس كمامة؟ سؤال ينم عن الغباء؟
- الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية
- د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا
- زواج الكرة والسياسة: نهاية مأسوية
- مذبحة باريس: من المستفيد؟
- أسبوع الأندلس
- المرأة الغامضة
- تعديل القوانين الجامعية فى مصر: أزمة من غير لزمة
- صناعة الأزمات فى مصر: الرياضة دليلا
- المصريون يتحدون التهديدات
- دروس من التجربة الأمريكية
- كلنا ممثلون
- الاعلام المصرى وتغطية الأزمة فى أسوان
- قصة النوبيين مع السلام والعنف والمؤامرة
- من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟
- هل سنحترم الدستور الجديد؟
- حقوق الإنسان-الطالب فى الجامعة
- عمداء الكليات فى مصر بين التعيين والاختيار


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - ذكريات وتجارب جامعية (2)