أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا















المزيد.....

د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 17:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أعرف الدكتور عبد الموجود منذ أن كنا طلابا بقسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب بقنا فى الفترة من 1977-1981م. وقد علمنا من رئيس القسم آنذاك المرحوم الأستاذ/ أمير كامل بأننا أول دفعة تلتحق بالكلية ولذلك فسوف يتم تعيين الأوائل معيدين بالكلية مما حدا بنا أن نجتهد بشدة للحصول على تقدير عال يساهم فى تحقيق الأمل. ورغم أن عدد الدفعة لم يكن يتجاوز 45 طالبا إلا أن عبد الموجود هو الوحيد الذى حصل على جيد جدا فى الفرقة الثالثة. ومع ذلك لم نفقد الأمل لأن العبرة فى تقدير السنة النهائية (الليسانس)، فنظام المجموع التراكمى المعمول به الآن لم يكن مطبقا حينئذ. وبالفعل حصل عدد كبير على تقدير جيد جدا من بينهم عبد الموجود راجح. لقد تم تكليف ثلاثة طلاب فى وظيفة معيد ولم يكن الدكتور عبد الموجود واحدا منهم. فالدكتور عبد الموجود تقدم فى إعلان واستطاع أن يحصل على وظيفة معيد بكلية الآداب بقنا ثم ألتحق بالجيش ضابطا احتياطيا حيث قضى عاما فى الخدمة العسكرية ثم عاد إلى وظيفته بكلية الآداب بقنا.

يؤسفنى القول إننى لم ألتحق بالجيش بل حصلت على إعفاء نهائى لكونى وحيد والدى المتوفى. وفور تعيينى معيدا بالكلية فقد حصلت على منحة سلام أمريكية لدراسة الماجستير فى جامعة نيويورك فرع بفلو حيث سافرت إلى مدينة بفلو الأمريكية فى يناير 1984م. ومدينة بفلو هى ثانى أكبر مدينة فى ولاية نيويورك وتقع بالقرب من الحدود الكندية وبها شلالات نياجرا. لم يكد يمر عام على إقامتى فى بلاد العم سام حتى فوجئت بإتصال تليفونى من عبد الوجود راجح يزف لى بشرى حصوله على منحة سلام والتحاقه بجامعة بتسبرج بمدينة بتسبرج التابعة لولاية بنسلفانيا وهى ولاية متاخمة لنيويورك. قررت السفر للقاء عبد الموجود فاستلقيت أتوبيسا "جراى هاوند" من مدينة بفلو حيث وصلت إلى مدينة بتسبرج بعد ست ساعات. وبالفعل التقيت عبد الموجود وقضيت معه يوما كاملا ثم عدت إلى مدينة بفلو. لقد اتفقت مع عبد الموجود على السفر إلى أرض الوطن فى صيف 1985م حيث تزوجنا ثم غادرنا أرض الوطن معا فى صحبة الزوجات ليتجه كل منا إلى مدينته ومنذ هذا التاريخ لم ألتق به فى أمريكا ولكننا كنا نتواصل عبر الهاتف من وقت إلى آخر. الجدير بالذكر أننى علمت فيما بعد أنه أطلق لحيته وتحول إلى إمام المسجد الرئيسى فى بتسبرج ثم أصبح رئيسا للمركز الإسلامى بالمدينة.

بعد مرور بضعة شهور انتهيت من رسالة الماجستير وقررت التقدم للحصول على بعثة خارجية على نفقة جمهورية مصر العربية. وبالفعل حصلت على كل الموافقات التى من شأنها أن تتيح لى فرصة مد البعثة لدراسة الدكتوراه. فى عام 1988 انتهيت من رسالة الدكتوراه وقررت العودة إلى أرض الوطن. أما بالنسبة لعبد الموجود فهو أيضا استطاع إنهاء رسالة الماجستير فى المدة المقررة للمنحة وهى 24 شهرا ثم تقدم للحصول على بعثة خارجية على نفقة مصر. واستطاع أن يحصل على الموافقات اللازمة للبعثة إلا أنه لم ينهى دراسته فى المدة المقررة بل استنفد كل مراحل مد البعثة مما دفع إدارة البعثات إلى مطالبة الضامن برد نفقات البعثة التى تتجاوز آلاف الجنيهات. بعد مرور عدة سنوات قرر عبد الموجود مناقشة رسالة الدكتوراه والعودة إلى مصر فى العقد الأول من الألفية الجديدة حيث وافقت الجامعة على التحاقه مدرسا بقسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب بقنا. لقد ظل الدكتور عبد الموجود يعمل فى الكلية حيث أسندت إليه إدارة مركز اللغات. وخلال هذه الفترة لم يكشف عن انتمائه للإخوان ولم تصدر منه أو عنه أية إشارة تعبر عن معتقداته. بعد ثورة 25 يناير 2011م كشف الدكتور عبد الموجود عن الانتماء للإخوان حيث قام حزب الحرية والعدالة بترشيحه على المقعد الفردى فى دائرة الأقصر. وبالفعل نجح فى الانتخابات البرلمانية وأصبح عضوا أساسيا فى الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة. وبعد أن قامت ثورة 30 يونيو 2013 شارك الدكتور عبد الموجود فى اعتصام رابعة العدوية ثم استطاع أن يسافر إلى الولايات المتحدة قبل فض الاعتصام فى 14 أغسطس 2013م. لقد أصبح الدكتور عبد الموجود من أشرس المدافعين عن الإخوان المسلمين بل أصبح المتحدث الرسمى للجنة العلاقات السياسية لحزب الحرية والعدالة حيث ينتقل بين دول العالم (جنوب إفريقيا وماليزيا وبريطانيا وألمانيا وسويسرا) وفى الولايات المتحدة ينتقل من ولاية إلى ولاية مدافعا عن الإخوان ومنددا بما يسميه "الانقلاب العسكرى". إن خطورة الدكتور عبد الموجود تكمن فى أمرين: 1. يجيد التحدث باللغة الانجليزية. 2. يعرف أساليب التحدث إلى المجتمع الأمريكى وخاصة تلك الأمور التى تتعلق بتحريك المشاعر.

فى يناير الماضى قاد الدكتور عبد الموجود وفدا من البرلمانيين وأعضاء ما يسمى "المجلس الثورى" لزيارة واشنطن العاصمة. وكان هذا الوفد يضم برلمانيين (الدكتور جمال حشمت القيادى المعروف والمهندس مصطفى هنيدى) وأعضاء المجلس الثورى (د. مها عزام رئيس المجلس الثورى والمستشار وليد شرابى سكرتير عام المجلس الثورى). وهذه الزيارة تمت بترتيب من الجالية المصرية فى نيويورك وواشنطن حيث التقى الوفد بممثلين للبيت الأبيض والخارجية الأمريكية وعدد من أعضاء الكونجرس. يقول الدكتور عبد الموجود فى حديث تلفزيونى على قناة فضائية مناهضة للدولة المصرية إن رؤية الإخوان متطابقة مع رؤية الإدارة الأمريكية التى ترى أن النظام المصري لن يدوم ولا مستقبل له. ويضيف أن الأمل معقود فى توقف الملك السعودى الجديد عن دعم النظام المصرى. ويصف الحالة الاقتصادية فى مصر بأنها غير متقدمة. ويحذر قائلا إنهم –الإخوان—لن يعترفوا بأية اتفاقيات تتم بين هذا النظام وأية حكومة فى العالم. ويهلل معبرا عن فرحته بأن بعض المستثمرين قد تراجعوا للتو عن الاستثمار فى مصر. وأشار الدكتور عبد الموجود أن ما يحدث فى سيناء يعتبر دليلا على فشل مؤتمر شرم الشيخ قبل انعقاده وأن العملية السياحية باتت شبه متوقفة لأن السياح لن يجرؤا على زيارة دولة لا تنعم بالاستقرار.

الجدير بالذكر أن نشاط هذا الرجل والوفد المرافق له لا يتوقف عند الظهور فى القنوات الفضائية أو لقاء المسئولين الرسميين فى المؤسسات الحكومية لكنه يمتد إلى المجتمع الأمريكى من خلال منظمات المجتمع المدنى التى يشرف عليها الإخوان فى أمريكا. ورغم أن الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة استطاعوا تأسيس منظمات ومؤسسات عديدة: اتحاد الطلاب المسلمين (1963م) والوقف الإسلامى بأمريكا الشمالية (1973م) والمعهد العالمي للفكر الإسلامي (1985م) والجمعية الإسلامية الأمريكية (1993م) ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (1994) إلا أن أحدث منظمة قاموا بتأسيسها "الأمريكيون المصريون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان" (عام 2013م) تعتبر من أخطر منظمات المجتمع المدنى فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتولى هذه المنظمة فى هذه الآونة القيام بنشاط مكثف لكسب تعاطف المجتمع الأمريكى للإخوان المسلمين.

لقد استغلت المنظمة فرصة ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير فى مصر لترتيب لقاءات لبعض قيادات الإخوان فى الجامعات الأمريكية. لقد بدأ النشاط فى 31 يناير 2015م بمحاضرة للدكتور عبد الموجود راجح درديرى والقاضى وليد شرابى فى أورلاندو بولاية فلوريدا حول مصر: الحاضر والمستقبل ومحاضرة أخرى فى 5 فبراير 2015 حول: الطريق لاستعادة الديمقراطية فى مصر فى جامعة كاليفورنيا بركلى حيث حاضر كل من د. جمال حشمت ود. عبد الموجود راجح درديرى والقاضى وليد شرابى. الجدير بالملاحظة أن الدكتور عبد الموجود قاد تظاهرة بهدف الدفاع عن ثورة 25 يناير 2011م وإدانة "انقلاب" الثالث من يوليو 2013م ثم أنتقل وفد الإخوان إلى مقاطعة أنهايم بلازا فى كاليفورنيا يوم 6 فبراير ثم إلى سان دياجو يوم 7 فبراير لإقامة ندوة فى المركز الإسلامى حول الطريق إلى استعادة الديمقراطية.

الغريب أن هؤلاء المتحدثين لا يتوقفون عن الترويج عن سلمية الثورة، والمثير للدهشة أيضا أن هؤلاء الذين يجوبون مدن العم سام يزعمون أنهم يتحدثون دفاعا عن الشعب المصرى البرىء الذى يرغب أن يعيش حرا.هذا رغم أن يوما لا يمر من دون أن تنفجر قنابل فى شوارع وميادين القاهرة والأقاليم، وهذه القنابل التى يزرعونها تستهدف المصريين من دون تمييز. لا أدرى لماذا لم يقم أى من هؤلاء بالإشارة إلى مقولة رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني جانتس والتى وردت فى موقع صحيفة يديعوت احرونوت بأن "الثورات العربية" أدت إلى تراجع التهديد العسكري التقليدي لإسرائيل، مما أتاح للإسرائيليين فرصة تقليص الميزانيات العسكرية، حيث تم تفكيك وحدات مدرعة وتسريح عدد كبير من الجنود والضباط.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج الكرة والسياسة: نهاية مأسوية
- مذبحة باريس: من المستفيد؟
- أسبوع الأندلس
- المرأة الغامضة
- تعديل القوانين الجامعية فى مصر: أزمة من غير لزمة
- صناعة الأزمات فى مصر: الرياضة دليلا
- المصريون يتحدون التهديدات
- دروس من التجربة الأمريكية
- كلنا ممثلون
- الاعلام المصرى وتغطية الأزمة فى أسوان
- قصة النوبيين مع السلام والعنف والمؤامرة
- من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟
- هل سنحترم الدستور الجديد؟
- حقوق الإنسان-الطالب فى الجامعة
- عمداء الكليات فى مصر بين التعيين والاختيار
- المسئول فى مصر بين مطرقة النفاق أو النقد وسندان النسيان
- تجارب ربع قرن فى إدارات الجامعة
- خطط لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط: مشروع الشرق الأوسط الجديد ...
- مقال بلال فضل الممنوع من النشر
- كمل جميلك


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا