أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مذكرات وتجارب جامعية ٤














المزيد.....

مذكرات وتجارب جامعية ٤


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 10:56
المحور: سيرة ذاتية
    




يحكى أن مسؤولا فى إحدى المؤسسات الجامعية فى النصف الأخير من العقد الأول للقرن الحالى ذهب لمغازلة فتاة تعمل موظفة وفقا لنظام العمالة المؤقتة لكنها لم تستجب لمحاولاته الدنيئة ليخرج هذا "المسؤول" وهو يجر أذيال الخيبة فماذا فعل؟ جلس الى مكتبه وسطر خطابا الى رئيسه يطالبه بضرورة إنهاء عمل كل الموظفين والعمال المؤقتين. الغريب أن هذا "المسؤول" الذى انعدمت الرحمة من قلبه وحلت القسوة مكانها نسى أن العامل المؤقت لا يتقاضى سوى بضعة جنيهات قليلة يسد بها رمق أبنائه أو ربما يحرص على توفير الدواء لوالده المريض. قال تعالى عن بني إسرائيل: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (البقرة من الآية: 74). ما يدعو إلى الأسف أن رئيس المؤسسة كان حريصا على إرضاء هذا المرؤوس بكل السبل إتقاء لشره ولذلك لم يتردد فى تلبية طلبه بإنهاء عمل جميع عناصر العمالة المؤقتة.

المهم ان أمين إحدى الكليات علم أن هنالك عاملة مؤقتة باتت فى ذمرة المغضوب عليهم وأصبحت بين طرفة عين وانتباهتها بلا مصدر رزق وبالتالى غير قادرة على توفير الطعام لأبنائها. توجه الأمين إلى عميد كليته وشرح له حالة هذه العاملة الغلبانة التى شعرت بصدمة عنيفة حين علمت أن المبلغ البسيط (٣٤٠ جنيها) الذى اعتادت أن تحصل عليه فى نهاية الشهر لم يعد متاحا. لقد فوجئ العميد بحكاية السيدة واغرورقت عيناه بالدموع بعد أن استمع الى حكاية هذه السيدة والتفت إلى أمين كليته قائلا: يا ريت تطمنها إننى سوف اتحدث إلى رئيس المؤسسة وليس "المسؤول" إياه لعله يستثنيها من الفصل. أعرب الأمين عن دهشته قائلا: بجد حتكلم الريس؟ أجاب العميد: لا مش حكلمه بس خليها تيجى الشغل عادى. لم يكد يمر يومان حتى استدعى العميد أمين الكلية وطلب منه أن يخبر السيدة أن الرئيس وافق على استمرارها فى العمل وأردف قائلا: كل أول شهر سوف أعطيك مرتب هذه السيدة من مرتبى. وبالفعل ظل العميد يدفع للسيدة من راتبه لمدة ستة شهور كاملة. من الواضح ان العميد كان حريصا على مشاعر السيدة التى لم تشعر للحظة واحدة أنها تتلقى مرتبها من جيب العميد ولم يعلم أحد سوى الأمين أن العميد يقدم جزءا من راتبه لهذه السيدة التى تحرص على العمل لإطعام صغارها والتى لم تسع إلى التسول كوسيلة لكسب لقمة العيش. المثير للدهشة أن رئيس المؤسسة علم بما قام به العميد فماذا قال له؟ قال: والله كويس يا دكتور...

ومما سبق يتبين لنا أن "المسؤول" يرمز إلى الأنانية وحب الانتقام وعدم الحرص على مصالح الآخرين وأشياء أخرى قد يستنتجها القارئ. والعميد يرمز إلى النبل والتراحم والعطاء. أما العاملة فهى ترمز إلى الاجتهاد والصمود والكفاح.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات وتجارب جامعية (2)
- أمريكا فوق صفيح ساخن
- مذكرات وتجارب جامعية (1)
- ليه لابس كمامة؟ سؤال ينم عن الغباء؟
- الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية
- د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا
- زواج الكرة والسياسة: نهاية مأسوية
- مذبحة باريس: من المستفيد؟
- أسبوع الأندلس
- المرأة الغامضة
- تعديل القوانين الجامعية فى مصر: أزمة من غير لزمة
- صناعة الأزمات فى مصر: الرياضة دليلا
- المصريون يتحدون التهديدات
- دروس من التجربة الأمريكية
- كلنا ممثلون
- الاعلام المصرى وتغطية الأزمة فى أسوان
- قصة النوبيين مع السلام والعنف والمؤامرة
- من يوقف نزيف الدماء فى شوارع أسوان؟
- هل سنحترم الدستور الجديد؟
- حقوق الإنسان-الطالب فى الجامعة


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - مذكرات وتجارب جامعية ٤