باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 02:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ادعو النخب العراقية إلى إصدار بيان تطالب فيه بعدم توسيع دائرة الحرب لتشمل العراق ، و رفض منح فرصة أو مبرر لأسرائيل لتدمير المقدرات الاقتصادية للبلد من منشآت نفطية وموانيء ومصانع ، فضلا عن ضرب البنى التحتية والعسكرية .. الخ ، لاسيما و العراق لا يملك أي وسائل للرصد والحماية من الهجمات الجوية ، كما صرحت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ، إذ تتحمل الحكومات العراقية وقواها السياسية من عام 2003 وإلى الآن مسؤولية عدم تسليح الجيش العراقي بالأسلحة المتطورة والحديثة ، وعدم مده بالتجهيزات العسكرية الضرورية لحمايته ، فبات كالأعزل في وسط معركة مستعرة لا يملك لنفسه فيها ضرا ولا نفعا ، وبدلا من أن يتم تعويض هذا القصور التسليحي بتجنيب العراق الإنزلاق إلى محرقة الحروب والصراعات لكونه لا يملك ما يحمي به نفسه ، أخذ البعض بجره إليها جرا ، غير عابئ بظروف العراق الصعبة وما يواجهه من تحديات داخلية كبيرة في مقدمتها : الفساد والأرهاب وتعديات دول الجوار .
وهكذا بات العراق مهددا بالحرب من دون أن يكون مستعدا لها ، وبدمار مقدراته من دون أن يملك وسائل حمايتها ، في حين لا نجد من الحكومة إلا البيانات التي تؤكد فيها أنها لا تسمح بجر العراق للحرب ، وحكومة لا تملك سوى البيانات هي عمليا اشبه بالضالعة في هذه الحالة الخطيرة ، سواء أكان لكونها تظهر الرفض عن الإشتراك في أي حرب خارجية في حين تبطن موافقتها على ذلك ، أم لكونها عاجزة عن فرض قراراتها على القوى العراقية ، ففي كلا الأمرين ستعد ضالعة في عملية توريط العراق بالحرب أو مذنبة في تقديم المبرر للهجوم عليه من الطرف الأسرائيلي ، حتى وأن كان الأمر كله بسبب ضعفها وسطوة من يتحكمون بها وليس بسبب إرادتها ورغبتها .
ما يستلزم بذل كل جهد ممكن لإرغام أصحاب القرار والقوة في البلد على الإلتزام بدستور العراق وقوانينه التي تمنع أي أنشطة حربية لا تقر عبر القنوات الرسمية ، وضرورة العمل على تقوية العراق ببناء مؤسساته الأمنية والعسكرية ، وتوفير كافة الأسلحة والتجهيزات التي تتطلبها مهمة حماية البلد .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟