أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم محمد حبيب - ( الحلقة الحادية عشر ) يوميات سكين














المزيد.....

( الحلقة الحادية عشر ) يوميات سكين


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


رواية في حلقات
باسم محمد حبيب
كنت قد وعدت زوجتي بزيارة الطبيب ، لكن انشغالي بنفسي حال دون ذلك ، لكنني عزمت على ان البي رغبتها ولو دفعت ثمنا سيلا من الكوابيس ، لكن لم يتسنى لي ذلك إلا في نهاية الشهر ، عندما اصبح لدينا بعض المال الزائد عن الحاجة ، ولم تسفر زيارتنا عن شيء سوى قسط جديد من الوعود ومقدار آخر من العقاقير الطبية ، التي لم اعد افرق بينها وبين تلك التي استخدمها لعلاج ما يسمونه مرضي النفسي ، الذي أخذ بفضل تلك السكين اللعينة يستفحل يوما بعد آخر ، وبينما كنا في العيادة ننتظر معاينة الطبيب للعقاقير ، واجهنا طفل يستجدي ، تبعته امرأة في مقتبل العمر ، ثم اخرى اكبر سنا ، وهم يشكون عوزهم وفقرهم ، شعرت بالأسى لحالهم ، فهممت بإعطائهم شيئا مما لدي من المال ، إلا أن رجلا كان جالسا بالقرب مني ، اعترضني قائلا :
- انهم من الغجر !
لم يعجبني كلامه ، فرددت عليه :
- ولو ؟
أومأ برأسه كأن الموقف لا يعجبه ، فقلت له
- لا يهمني ان كانوا غجرا ام لا ، وان كانوا كذلك فهم مثلنا من لحم ودم ، ولا يختلفون عنا إلا بنمط حياتهم المختلف بعض الشيء ، وبعض العادات والتقاليد التي تنسجم مع ظروفهم وأحوالهم .
نظرت إلى وجهه فلم يبد عليه انه قد تأثر من كلامي ، كما لم يكلف نفسه عناء الرد ، فقط أومأ برأسه كما فعل في المرة الأولى ، الأمر الذي اثار جنوني ، ودفعني إلى ان اخاطبه بشكل اكثر حدة :
- أيا كان موقفك فهذا شأنك
فجاءني الجواب هذه المرة ولكن بنبرة مختلفة بعض الشيء :
- لقد تم اختيارك لتنفيذ الإعدام بتلك المومس
أي أعدام ! هل عدت إلى عالم الكوابيس ؟ بعد ان اعتقت منه لبرهة ، لاشك انني سأخوض تجربة جديدة لن تختلف كثيرا عن تجاربي السابقة ، وهاهم الرجال الملثمون يختارونني لوأد تلك المرأة الفقيرة التي تعيش على جسدها ، فأردت ان ارفض ، لأن أمرا كهذا لم يعد يشرفني ، فقلت :
- اخوان اعفوني من هذه المهمة دعوا غيري يقوم بها
- هل تتهرب من المسؤولية ؟
- لا اريد ان اقتل امرأة تعيش على جسدها
- انها لا تعيش على جسدها بل على شرفها
- هذا شيء نسبي
- بل الشرف شرف ولا يقبل القسمة على اثنين
- قد تكون مضطرة فالفقر يدفعها إلى ذلك
- كثير من الناس يعيشون في فقر مدقع ومع ذلك يحافظون على شرفهم
- الظروف مختلفة
- بل النفوس مختلفة
هممت ان اواصل الكلام ، فأنبرى إلي احدهم بصوت قوي ترددت نبراته في جنبات الغرفة :
- لقد تم اختيارك وانتهى الأمر فنحن نكره الجدال الذي يفرق النفوس
ثم خاطبني آخر بصوت اكثر ودا :
- انك تمقت عملها لذا فهي تستحق ان تموت على يديك
- لكنني لا استطيع
- لا تكن ضعيف القلب فقد عرفناك قويا
لا يبدوا انني سأتخلص من هذه الورطة ، فقد كتب علي ان اخوض تجربة مريرة ، لم يتسنى لي خوض مثلها من قبل ، فسحبت سكيني التي لمعت امام ناظري ، وعندما شاهدت المرأة السكين اصابها الهلع وهي تبكي بكاءا عاليا وتقول :
- ارحموني كنت مضطرة لذلك ، اجبروني اهلي على اقتراف الأثم ، وهم من يستحقون القتل لا انا
خاطبها احد الواقفين :
- نحن سنخلصك من هذه الحياة الخالية من الشرف
ردت المرأة وهي تجهش بالبكاء :
- اعطوني فرصة اعيش فيها بشرف
اجابها الرجل نفسه :
- لقد اخذت فرصتك وانتهى الأمر
ثم كتفوا يديها وأرجلها حتى أصبحت غير قادرة على الحراك ، فجأ توقف صوتها وتسمر جسدها كأنها فقدت الحياة ، فانحنيت متجنبا النظر إلى عينيها حتى لا ترى قاتلها ، قررت انهاء الأمر قبل ان يرتد إلي عقلي فأعود إلى الجدال من جديد ، فأنا لم اعد اطق هذا الحوار الذي يؤلم نفسي ويثير شجوني ، وقبل ان احرك سكيني ، داهمتني زوجتي بصوتها الحنون :
- لقد حان دورنا
لقد اعتقتني من عالم الكوابيس كعادتها كل مرة .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة العاشرة ( يوميات سكين )
- عطل + مناسبات = فشل
- واقعة كربلاء .. هل يمكن بحثها آثاريا ؟
- الواجب اتجاه ما حصل لسكان معسكر اشرف
- ( الحلقة التاسعة ) يوميات سكين
- الحلقة الثامنة ( يوميات سكين )
- للتذكير بحملتنا الرائدة لتخفيض رواتب وامتيازات المسئولين الع ...
- ( الحلقة السابعة ) يوميات سكين
- لستم سادة ولسنا عواما
- مراجع الدين وموضوع تحريم الرواتب والإمتيازات الخاصة
- الاحزاب الدينية والوصاية على الدولة
- الأحزاب الإسلامية والقومية بين مطلب الإلغاء وخيار تغيير البر ...
- نحو مصالحة شعبية
- العبودية العشائرية في العراق
- لا سادة ولا عوام كلنا متساوون
- في العراق هل القانون حقا فوق الجميع ؟
- العراق وإسرائيل .. أنتفاء تبريرات الحرب المعلنة
- أنساب السادة وأنساب العوام
- زيارة الاربعينية .. وقفة تقييم
- وأن كانوا يهودا ؟!


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم محمد حبيب - ( الحلقة الحادية عشر ) يوميات سكين