أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ملامح -التغيير- كما كشفها غيتس!














المزيد.....

ملامح -التغيير- كما كشفها غيتس!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1774 - 2006 / 12 / 24 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزير الدفاع الأمريكي الجديد روبرت غيتس أعلن، في ختام زيارته لبغداد، التوصُّل إلى ما وصفه بـ "اتفاق استراتيجي واسع" مع حكومة نوري المالكي على "سبل وقف أعمال العنف في بغداد وإعادة الأمن إليها"، فالتغيير في استراتيجية الولايات المتحدة في العراق (وحوله) والمتوقَّع أن يعلنه ويوضِّحه الرئيس جورج بوش مع بداية السنة الجديدة يجب أن يُتَرْجَم أولا في بغداد بإجراءات وتدابير تجعل العاصمة العراقية تبدو، في أسرع وقت ممكن، أكثر أمنا وأمانا واستقرارا، تتضاءل فيها كثيرا الخسائر البشرية الأمريكية، وتتراجع معدلات أعمال العنف الطائفي بين الشيعة والسنة من سكانها.

وإنْ حدث هذا فلن يحدث لكون أطراف النزاع قد توصَّلوا إلى اتفاق سياسي يسمح بإخراج العاصمة العراقية من الصراع المسلح، أكان بين الجنود الأمريكيين ورجال المقاومة أم بين القوى العراقية المتورِّطة في أعمال العنف الطائفي بين الشيعة والسنة من سكان بغداد، فاتفاق كهذا ليس في متناولهم جميعا، وليس ثمة ما يرجِّح احتمال أن تنجح إدارة الرئيس بوش في جعل الاتفاق بين "المعتدلين" من القيادات الشيعية والسنية والكردية جزءا أسياسيا من استراتيجيتها الجديدة المعمول بها في العراق بدءا من السنة الجديدة، فالقيادات الشيعية جميعا، من سياسية ودينية وعسكرية، وبدعم من إيران، متَّفِقة على اجتناب كل صراع يمكن أن يتحوَّل إلى حرب أهلية بين الشيعة أنفسهم، فـ "جيش المهدي" المسلح، والذي يزداد تسلُّحا وتورُّطا في أعمال العنف الطائفية ضد السنة من عرب العراق، والذي يتعزَّز نفوذه السياسي والديني في استمرار بين أبناء طائفته، لن يتحوَّل، بتعاون الولايات المتحدة مع "المعتدلين" من القيادات الشيعية، إلى أعزل، فمنبوذ.

هذا الائتلاف الشيعي سيظل متَّسِعا لجماعة مقتدى الصدر، التي ستُساعِد المالكي بأن تُظْهِر نفسها، وتَظْهَر، على أنها أقل تورُّطا، أو كفَّت عن التورُّط، في أعمال عنف طائفية ضد السنة من سكان بغداد. وتحتاج حكومة المالكي وقوى الائتلاف الشيعي إلى التوافق والاتفاق مع جماعة الصدر، وإلى تبييض صفحة هذه الجماعة، وإظهارها على أنها غير متورِّطة، أو ما عادت متورِّطة، في أعمال العنف الطائفي ضد السنة من سكان بغداد، حتى يصبح ممكنا تحقيق هدفين: إنهاء الوجود القتالي المباشِر للجنود الأمريكيين في العاصمة، فيصبحون أقل عرضة لضربات رجال المقاومة، وجعل أمن بغداد من مهمات قوى عسكرية وأمنية عراقية رسمية خاضعة عمليا لنفوذ الائتلاف الشيعي الذي له اليد الطولى في حكومة المالكي.

وبدعوى الإسراع في تدريب وإعداد الجيش العراقي ستُرْسِل إدارة الرئيس بوش مزيدا من الجنود الأمريكيين (المؤقتين) إلى العراق. وسيطرأ تغيير على طبيعة المهمة القتالية والعسكرية للجيش الأمريكي في العراق؛ ولكن بما يسمح بالحدِّ كثيرا من الخسائر البشرية التي يتكبدها هذا الجيش. وليس من سبيل إلى ذلك سوى إعادة نشر الجنود الأمريكيين بما يجعلهم أقل عرضة لضربات رجال المقاومة.

أمَّا إذا اقترنت زيادة أمن الجنود الأمريكيين بمزيد من التراجع في أمن العراقيين، وتحوَّلت بغداد ومناطق عراقية أخرى إلى مسرح لحرب أهلية بين الشيعة والسنة، تَجْتَذِب إليها قوى إقليمية، فقد يحاول إعلاميو المحافظين الجدد إظهار هذا الوضع على أنه نجاح لإدارة الرئيس بوش في جعل "الإرهابيين" في العراق يستنفدون قواهم ومواردهم في حروب طائفية داخلية، ففي البدء كان الادعاء أنَّ الولايات المتحدة قد نجحت، بغزوها للعراق، في استجماع "الإرهابيين" فيه حتى تقتلهم واحدا واحدا، وتكفي مواطنيها شر مقاتلتهم في سواحلها ومدنها.

أمَّا وقد عجزت عن إبادتهم إبادة جماعية من خلال محاربتهم مباشَرة في العراق فلا بأس في أن تعيد نشر جيشها فيه؛ ولكن في طريقة تُوْقِع "الإرهابيين" في فخِّ حرب أهلية طائفية، يستنزفون فيها قواهم وقدراتهم.

وفي مناخ كهذا، يصبح في مقدور إدارة الرئيس بوش أن ترضي، ولو قليلا مواطنيها، فعدد القتلى من جنودها قلَّ كثيرا، وقد شرعت تعيد قسم منهم إلى الوطن، مبقية على قسم آخر في مناطق آمنة كمثل المناطق الكردية في شمال العراق.

وجنبا إلى جنب مع إعادة الانتشار تلك، وتقليل الخسائر البشرية الأمريكية، وخفض عدد الجنود الأمريكيين في العراق المثخن بجراح الحرب الأهلية الطائفية المُجْتَذِبة إليها قوى إقليمية، تقوم الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري (البحري في المقام الأول) في منطقة الخليج، فوزير دفاعها الجديد غيتس أعلن صراحة أن بلاده ستبقى هنا (أي في الخليج العربي) طويلا، وأنها ستتَّخِذ من الإجراءات والتدابير العسكرية الجديدة (إرسال مزيد من حاملات الطائرات) ما يجعلها متأكِّدة تماما أنَّ الجيران قد فهموا أن الوجود العسكري الأمريكي في الخليج سيكون طويل الأجل.

وهذا إنما يعني أن الولايات المتحدة ستُدْخِل من التغيير على استراتيجيتها ووجودها العسكري في المنطقة ما يسمح لها باللجوء إلى الخيار العسكري؛ ولكن بوسائل وأساليب تقيها شر التورط في قتال مباشِر مع أعدائها، فـ "الحرب عن بُعْد" تظلُّ خيرا وأبقى.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة -الروح-!
- ما ينبغي ل -حماس- قوله وفعله!
- -المقارَنة- و-التعريف-
- بعد خطاب عباس!
- قبل خطاب عباس!
- الفيزياء تنضم إلى الفلسفة في تعريف -المادة-
- وللعرب سياسة -الوضوح اللانووي-!
- ما قبل -الخيار الشمشوني-!
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. حديث خرافة وكذب!
- -تقرير- اختصر الطريق إلى جهنم!
- اقتراح هوكينج لتدارُك خطر زوال البشر!
- -حماس- و-فتح-.. لِمَ لا تسيران في خطين متوازيين؟!
- هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!
- عنقاء جديدة تسمى -المواطَنة-!
- قبل أن يغدو المُدخِّن مارقا من الدين!
- الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!
- هذا العمى السياسي!
- -التسارع- و-التباطؤ- في -التطوُّر الكوني-
- هل يجرؤ بوش على أن يكون برغماتيا؟!
- الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ملامح -التغيير- كما كشفها غيتس!