بوب أفاكيان – عدد 72 : كمالا هاريس و تيم والز و البقيّة : لسنا في حاجة إلى دعايتكم ل- الوعد الأمريكي - – ما نحتاجه هو ثورة لوضع نهاية لنظامكم

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 23:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

بوب أفاكيان – عدد 72 : كمالا هاريس و تيم والز و البقيّة : لسنا في حاجة إلى دعايتكم ل" الوعد الأمريكي " – ما نحتاجه هو ثورة لوضع نهاية لنظامكم
جريدة " الثورة " عدد 866 ، 12 أوت 2024
https://revcom.us/

بالتعيين الحديث ل " نائب الرئيس في سباق الإنتخابات الرئاسيّة " ، تيم والز ، تتجوّل كامالا هاريس في البلاد محاولة بثّ دعاية في صفوف الناس ب " الوعد الأمريكي " . و هناك كلّ هذا الحديث عن الرؤية العظيمة ل " مؤسّسى " هذه البلاد .
لكن ما هو " الوعد الأمريكي " و من هم " المؤسّسون "؟
و مثلما يبيّن ما قامت به هذه البلاد ، هنا و عبر العالم قاطبة ، منذ زمن تأسيسه إلى اليوم ، " الوعد " الأمريكي الواقعي بأنّها ستستعبد و تستغلّ و تضطهد و تميّز ضد و تُهين و تنهب و على نطاق واسع تقتل البشر و تدمّر البيئة .
إليكم الحقيقة الفعليّة – إنّها جزء كبير من الحقيقة التي لا يرغبون في أن يعرفها الناس – الحقيقة التي يزوّرونها و يحجبونها بإستمرار .
بالنسبة إلى " رؤية " " مؤسّسى " هذه البلاد ، هناك هذا الواقع المدهش : في بناء الكابيتول بواشنطن دى سى ، توجد صورة تحتفى بإمضاء بيان الإستقلال ، سنة 1776 ، الذى أعلن أنّ " كلّ الرجال " ( كلّ الرجال ) " يخلقون متساوين " . و من 47 رجل يظهرون في الصورة ، الغالبيّة العظمى منهم ملاّكو عبيد . و يشمل ذلك توماس جيفرسن ، مؤلّف بيان الإستقلال .
و أربعة من الخمسة رؤساء الأوّلين لهذه البلاد كانوا من ملاّكى عبيد - من فيهم جورج واشنطن(" أب مؤسّس لهذه البلاد") و كذلك جيفرسن و جامس ماديسون ، المؤلّفين الأساسيّين لدستور الولايات المتّحدة .
و مذّاك ، عقب الحرب الأهليّة ، وقع تعويض العبوديّة بالميز العنصري " جيم كرو " و إرهاب الكلو كلوكمس كلان – و التي حلّ محلّها إثر الرب العالميّة الثانية بالميز و التمييز المستمرّين و الإرهاب العنصريّ للشرطة التي قتلت منذ 1960 أكثر سودا من الآلاف الذين وقع سحلهم إبّان كامل وقت الميز العنصري السافر و إرهاب الكلول كلوكس كلان . هذه بلاد محدّدة عمليّا و الإضطهاد القاتل للسود ، و اللاتينو و السكّان الأمريكيّين الأصليّين ، و أناس آخرين ملوّنين ، عبر تاريخ هذه البلاد وصولا إلى اليوم .
و مثلما أشرت إلى ذلك في الرسالة عدد 3 :
" الولايات المتّحدة بلد فيه يتمّ التهجّم على / تعنيف امرأة كلّ 9 ثواني . إنّه بلد أين عدد هائل من النساء يتعرّض إلى الإغتصاب أو الهرسلة الجنسيّة كلّ سنة . ؛ بلد أين حقّ النساء في الإجهاض وقع تمزيقه بما يعزّز سيطرة التفوّق الذكوري على أجسادهنّ ، و وجودهم ذاته – بالمعنى الواقعي جدّا شكل من استعباد الإناث . و هذا بلد فيه المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا يتعرّضون للتمييز و الإرهاب و القمع و الشيطنة و الهرسلة و التعنيف و القتل تماما . "
هذا نظام – نظام رأسمالي – إمبريالي – في ظلّه أكثر من أربعين مليون امرأة يتمّ إستعبادهنّ في تجارة الجنس العالميّة و ما يسمّى ب " صناعة الجنس " ؛ حيث ، خاصة في البلدان الأفقر التي تهيمن عليها القوى الإمبرياليّة ، مئات ملايين النساء يجرى إستغلالهنّ كجزء مفتاح من " سلاسل تزويد " الاقتصاد العالمي و النظام الرأسمالي- الإمبريالي عامة ، و كانت الولايات المتّحدة لعقود القوّة المهيمنة .
و بينما يروّجون لرؤيتهم المزيّفة عن " الوعد الأمريكي " ، هاريس و والز و البقيّة يحاولون تبرير التاريخ الواقعي و الواقع الراهن لهذه البلاد بالحديث عن كيف يعملون من أجل إنشاء " وحدة أكمل " . لكن ما يعملون حقّا على " تحسينه " هو المزيد من الطفيليّة - إستغلال و إضطهاد أكثر خبثا – بإستغلال وحشيّ خاص للجماهير الشعبيّة حول العالم ، بما في ذلك أكثر من 150 مليون طفل .
كلّ هذا أساس هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي يحكم هذه البلاد و يهيمن على العالم .
لم نعد في حاجة إلى " الوعد الأمريكي " الذى يروّجون إليه أو " تحسينهم " للإستغلال الطفيلي و الإضطهاد القاتل ، بتدميره الكبير للبشر و البيئة .
هذه سنة 2024 و ليست سنة 1776 . لسنا في حاجة إلى إدّعاء التقاليد و البناء على أساس ثورة 1776 التي ركّزت جمهوريّة على العبوديّة و الإستغلال الرأسمالي . إنّنا في حاجة إلى ثورة للقضاء على كلّ ذلك و تجاوزه . هذا هو الوعد الواقعي بمستقبل يستحقّ العيش فيه ، بالنسبة للجماهير الشعبيّة في هذه البلاد و عبر العالم : ثورة هدفها الجوهري هو تحرير الإنسانيّة من كافة أشكال العبوديّة – كلّ الأشكال التي بواسطتها يستخدم و يُنتهك جزء من البشر على يد جزء آخر . و يكون بوسع الإنسانيّة ككلّ أن تزدهر حقّا و تصبح في نهاية المطاف راعية للكرة الأرضيّة .
و كما بيّنت في هذه الرسائل ، هذه الثورة ممكنة في هذا الزمن الذى نعيش فيه ، الآن .

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل