أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي الاعرجي - هرمينوطيقا المجتمع بين الحداثة و التاويل














المزيد.....

هرمينوطيقا المجتمع بين الحداثة و التاويل


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لا يمكنني البقاء حيث انا خوف من ان يقتلني الجمود الفكري".
الكاتب

أن الثبات على القدم وانعدام الحداثة في التأويل يعتبر الخطر الحقيقي الذي يواجه التجمعات النمطية البشرية صاحبة الإيقاع الواحد. كثيرا ما ترتعب المجتمعات من مفردة الحداثة خوف منها على منظومتها القيمية والاخلاقية من التصدع او الاندثار. رغم عدم ادراكها الى واقع هذه المنظومة هل يقع في الجانب النسبي الأكبر من الصواب؟ ام انه متشبث في رحم الخطيئة؟ حيث ينسجها على انها فضيلة.
ان ما هيكلة بها المجتمعات من صورة نمطية بعيدة عن مقومات التغيير جاء بسبب انعدام الوسط المادي الناقل بين القدم والحداثة فلابد من وجود الفضاء الناقل للأفكار الذي يسمح في تميعها وتغلغلها في مساحة البعد العام للعرف الجمعي للولوج الى منطقة التحرر ضمن مستوى العقل الكلاسيكي و الانتقال الى صناعة العقل الانساني المتطور الذي يميل بطبيعته الى مراحل التجدد بمعية النقيضين الحقيقة و الخرافة .
حتى لا يأخذنا البعض على طرحنا لا بد ان اشير الى انني لا اطلب الخروج عن الموروث القيمي والاخلاقي او الانسلاخ عن الثبات الديني. بقدر ما ادعوا الى تكسير الجمود الفكري المتشبث في المنهجية العقلية العامة لدى المجتمعات الشرقية. لا يمكن للشجرة ان تنساق بارتفاعها دون التشبث في الجذر لكن يمكن لها ان تورق بالشكل الذي تريد وهذا ما نسعى اليه. واقعا في ظل الانفجار التكنولوجي الذي شهده العالم لا يمكن ان نتمسك في نفس السخافات من الأفكار والنظريات فلا يمكن للعقل البشري ان يعتقد ان الارض مسطحة وأنها على ظهر حوت او قرن ثور والشمس تغرب في عين حمئة وان رجل العشيرة يجب أن يطاع كما يطاع الله على الأرض وان العبد الاسود لا يصاهر وغيرها من الأشياء التي يمكن ان يستقبلها الفكر المعاصر. مع كل هذا الا انه لا يستطيع أحدنا ان يستوعب فكرة التطور الهيكلي في المنظومة الاسرية الحديثة رغم انها انعقدت بشكل جيني مع الحمض النووي للإنسان واصبحت المنافيات للعرف الاجتماعي المرسومة في الخارج جزء من تشكيل داخلي في هيكل البنية الأسرية الاجتماعية. إذا لم يعد هناك فواصل بين المحظور العرفي السابق وبين الانتقال العصري التكنولوجي الذي بدوره أتاح الى جميع النوافذ الاعتراض على بناء أسس قيمة جديدة تعتبرمن أولويات التنمية الحداثوية. لا يمكن منع الفرد اليوم عن استقطاب الفكر العام او الاندماج مع الصراعات او الموجات العالمية الحديثة رغم انها من محرمات العرف الاجتماعي حيث تحول النص المحظور الى وجوب مسموح او وجوب عيني يفرض تأديته على الجميع. لذلك أقول نحتاج الى اعادة تقييم الى مفهوم الفكر العام نحتاج الى تفكيك الرموز بالشكل العكسي لمعرفة مفهوم الأشياء من خلال معانيها. يجب ان نعيد الية الفهم بالشكل العكسي مع تناسق الزمن لفهم اساسية الثوابت الاجتماعية ومصادر تشريعها وتصديرها الى العوام. كما يقول ايمانويل كانت "الشيء في نفسه غير الشيء لنا". لذا من المنطق ان نستنجد في التأويل أو الهرمونطيقيا بشكلها العام البسيط يمكن اعتبارها ضرورة ملازمة الى حياة المجتمعات الحديثة فلا يمكن لنا ان نفارقها. ليس لأنها الة صناعية في ذهن الانسان، بل يمكن اعتبارها منتج يستطيع ان يستخدمها العقل البشري لتغيير الواقع العام في الحياة البشرية. لابد من فهم سبب التشريع وكيفيته ونشأته. في الواقع لابد من فهم الأشياء من خلالها لا من خلالنا. في الديانات نجد التأويل اساس اغلب النصوص فالله في القرآن أورد هذه الكلمة بكثرة بعضها أحاطها لنفسه لا يعلم تأويلها إلا الله وبعضها أناطها الى الراسخون بالعلم.
لذلك يجب ان نفهم مصدر التشريع العرفي الاجتماعي من خلال تحليل النص وفهم الشيء بالشيء و النص بالنص و القانون بالقانون من اجل رسم تشكيل جديد يعيد بناء العرف العام .نعم يمكن للمجتمعات البشرية التأقلم والتطور مع المحيط الحداثي الا أنها لا تستطيع النفوذ من جلودها بالشكل المنسج لذلك اقل اعود الى فهم النص من خلاله حتى نصل الى تأويل فكري اجتماعي اخلاقي بعيد عن الخرافة والسخافة.



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الاسابيع الخمسة
- هستيريا سياسية ومفهوم الدولة
- أكره الله
- التحليل السياسي بين الرقص و التطبيل
- هستيريا الديمقراطية التوافقية
- تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي
- تصدعات فكرية لمجتمعات ما بعد الحروب
- الله,انا ,الوهم,و الوجود
- الأنظمة السياسية تنتج معارضة شبيهتها
- ثرثرة سياسية
- غباء شعب
- مبادرة الشرق للانسداد السياسي في العراق
- كيف تصنع صنم مقدس
- التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
- غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
- ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول
- فكرة عن المشهد العراقي ولا يوجد عراق جديد
- خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية


المزيد.....




- قطر.. الإعلان عن موعد زفاف الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني
- معتقلون لبنانيون في السجون السورية: لبناني يتعرف على شقيقه ا ...
- لافروف: يجب العودة لتنفيذ اتفاقات إدلب
- القاهرة.. مشاركة روسية بمعرض فوود آفريكا
- ما هدف أردوغان من سيطرة -النصرة- على دمشق؟
- مسقط.. ورشة عمل تنظمها RT لطلاب الإعلام
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمخيم النص ...
- الطيران الحربي الروسي والسوري يحيد نحو 200 إرهابي خلال الـ24 ...
- المتحدث باسم الحكومة العراقية: العراق لا يسعى الى التدخل عسك ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يضغط باتجاه تخفيف العقوبات المفر ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي الاعرجي - هرمينوطيقا المجتمع بين الحداثة و التاويل