أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي الاعرجي - تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي














المزيد.....

تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 03:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرتزق هو شخص يقدم عمل مقابل أجر مادي اعتدنا سماع هذا المصطلح حول بعض الأرقام العسكرية الذي يتم استخدامهم في الحروب لكن اليوم تطور هذا المصطلح لينتقل إلى واجهة الاعلام حيث يطل علينا بعض المرتزقة من المطبلين في الشارع العام ينعقون مع كل من يدفع الأموال ويتلونون بشكل مختلف .هذه العدوى أصبحت منتشرة على مساحة واسعة من صعيد الاعلام المسيس في معظم دول العالم ، مثلا لم يختلف المشهد السياسي الهولندي عن المشهد العراقي من حيث تجارة الكلمة والتنوع في الطرح ،حيث يتحكم سوق العرض والطلب للأصوات المزعجة التي تغير ثيابها مع كل ظهور إعلامي ،حسب توجه القناة وحسب انتمائها. فكل يوم هذه الوجوه تأخذني برحلة مع العقل الباطن نحو اقزام الظهور الإعلامي في العراق "بلدي الأم" حيث يتلون أصحاب الكلمات بشكل مريب بألوان علم قوس قزح "علم الشواذ" يبيعون انفسهم امام الظهور الإعلامي متناسين مهنتهم ودورهم في ارسال الحقائق الى الجمهور، لم يعد بإمكانهم الثبات على قاعدة اسمها المبدأ والعقيدة والضمير. فحب الشاشة الصغيرة يتملكهم. والاعلام غير منصف لا يهتم بالكلمة الحق بل يهتم بمن يمضي مع توجهاته. فيركن صوت الحق على الرف ويتيح الى بوق القطيع بالظهور على هذه الشاشة متسلق بين القنوات أشبه بقرد في السيرك القومي. واعتذر من القرد للتشبيه. لما للقرد من صورة واضحة في التصرفات. إلا ان هذه النماذج ليس لديها صورة واضحة محددة يمكن أن تعتمد من قبل الجمهور.
التحليل السياسي او الظهور الإعلامي رسالة نبيلة متفردة تخاطب جموع من الشعب قادرة على أن ترسم وتخلق صورة مستقبلية لتوجهات البلد السياسية والتي هي الاخر تلعب بدورها في رسم الواقع الاجتماعي للمواطن. من المنطلق الفكري إذا صلح المنظر تهذب المتعلم. اذن كيف لنا أن نخلق مجتمع قادر على فهم الواقع ويتحرك بشكل مباشر من أجل استرداد حقوقه والدفاع عنها وفهم مجريات العملية السياسية وماذا يمكن ان يحاك من دسائس و مؤامرات تضرب بالمساحة الشعبية الخاصة ولربما تمزق البلاد وتأخذه الى منحنيات خطيرة كما هو الحال في العراق. لذلك يجب ان يكن هناك مؤسسة رقابية تحمل على عاتقها متابعة ومحاسبة كل من يلعب على أوتار التمزيق او الفتنة او التجهيل العام وغيرها وتعاقب وتمنع هذه الأصوات القبيحة من الظهور .والا سنشهد مراحل خطيرة من الانحراف العام في سلوكيات وأفكار المجتمعات وبالتالي تنحاز الى عالم بمثل وأخلاقيات جديدة لا تمد الى واقعنا الإنساني بشيء .ان المنظومة الأخلاقية والاجتماعية ليست وليدة اللحظة بل هي تراكم زمني دخل في مراحل عديدة من اجل ان تصل الى مستوى التهذيب وإن كاد يشوبها بعض السواد الا انها أصبحت سنة ثابتة يمكن لها أن تتهذب لكن من غير الممكن ان تحذف او تبدل بواحدة ثانية .
الخلاصة أن مرحلة الانحراف والتلون السياسي هي جزء من شبكة عملية محكمة النسج تسعى الى تغيير الرسم البياني للمجتمعات من خلال التأثير والظهور الإعلامي وفي مراحل تدريجية تحل المجتمعات وتهب نحو المحظور بشكل تلقائي قبل أكثر من نصف قرن كانت المثلية غير متواجدة على السطح واليوم نشهد عالم يختص بالمثلية وزواج الجنس الواحد والتحول الجنسي وغيرها اصبح مفهوم عام يستقبله المجتمع بشكل اعتيادي .حتى العمالة او الانتماء الى دولة أخرى اصبح في مفهومنا الحالي قابل للانشطار و التقسيم يمكن ان يتجزأ نحو الولاء الديني او الاعتقاد المذهبي او العمق القبلي .اليوم لم يعد جرم ان تكن تابع الى الدولة (س) وانت مواطن في الدولة (ص) وتملك منصب ريادي او سيادي وتضع علم الدولة المغارة ممن تدفع لك الأموال بدل من عملك في مكب العمل .في السابق من يعمل هذا كان يتهم بالعمالة والخيانة وتصل عقوبته الى الإعدام اما اليوم وبسبب التأثير الإعلامي خفف من وقع هذا الامر واصبح شبه طبيعي و اوجد لها مخرجات سببية في الانتماء و اصبحنا نستقبلها بكل هدوء واصبح هذا الفعل المستنكر أمر طبيعي .لا اعلم ما سنشاهده في الربع قرن القادم الا انني على يقين سنتحول اكثر من تحولنا الآن سنبيع مساحة القيم والمثل الأخلاقية بمساحة جديدة مستنكره مستهجنة في الفعل العام.



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصدعات فكرية لمجتمعات ما بعد الحروب
- الله,انا ,الوهم,و الوجود
- الأنظمة السياسية تنتج معارضة شبيهتها
- ثرثرة سياسية
- غباء شعب
- مبادرة الشرق للانسداد السياسي في العراق
- كيف تصنع صنم مقدس
- التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
- غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
- ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول
- فكرة عن المشهد العراقي ولا يوجد عراق جديد
- خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية
- حديث عن المارثون الشعبي للتملق قبل الانتخابات
- خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي
- الدين والمذهب والمعتقد... القذف والشتم واللعن ! حتى اباحة ال ...
- نبوءة في الحرب القادمة اميركا إيران والسعودية
- صناعة المقدس .... و.ه.م قانون حكيم فهيم
- ... انا الله ....


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي الاعرجي - تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي