|
التحليل السياسي بين الرقص و التطبيل
علي مهدي الاعرجي
انسان
(Ali Mahdi Alaraaji)
الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 08:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا ارغب ان اثير زوبعة عصبية في نفوس بعض الصغار من أصحاب الدرجات العلمية الغير رصينة او التي تغلب عليها الانتماء الحزبي و العنصرة و التجمهر تجاه جهة دون أخرى مما يجعلها تضرب الثوابت العلمية عرض الحائط وتذهب الى مزاجها و افكارها الخاصة بدل من الذهاب نحو النص و القاعدة العلمية .في الآونة الأخيرة شهدنا حملة على بعض التوجهات و الرؤى التي (لا) اتبناها و لا ادافع عنها بشكل شخصي حتى لا احسب عليهم او من انصارهم , لكن من باب الواقعية لابد لنا ان نتناول طروحاتهم من باب النفع و الضرر ما ينفعنا نأتي به و ما يضرنا نقذفه . يعتلي أصوات البعض من المحللين الساسة في طروحات مفادها على السياسي ان يتعامل في براغماتية كبيرة يستطيع من خلالها مد جسور التعامل مع أمريكا و إيران و التواصل مع الإمارات والسعودية الى اخر الأسطوانة المعتادة هادفين في نهجهم الى إرساء قواعد اللعبة السياسية و العودة في البلاد الى مربع الإنجازات بعيد عن مسرح الاقتتال و في المقابل هناك معارضين يقفون بالند من هذه الفكرة .نعم في السياسة لا توجد ثوابت فهي ليست نص ديني او تشريع سماوي لا نستطيع الخروج منه والدخول إليه بالشكل الذي نرغب! ان ما يتاح اليك في متناول اليد خذه من أجل المكاسب، فالفرق بين السياسة والتجارة شيء واحد، الامر هنا فردي والسياسة عام. غريب ان تجد متحدث يضع الدال أمام اسمه وينتهي في أستاذ العلوم السياسية و الخبير السياسي الخ و يجرم التعامل مع أمريكا! لان حزبه لا يرغب في التعامل معها أو يحرم ويجرم التعامل مع الدول التي لا تنتمي الى معتقده ومذهبه وفكره او دينه! ويرى في الصين بلد شيوعي كافر لا يعتقد في وجود الله ويجب ان تقطع العلاقات مع الصين! متناسي او متغافل ان محزم لباسه الداخلي كتب عليه صنع في الصين، الفاجعة الكبرى في عصر الديمقراطية و التنوع الفكري و السيادة نحو الإقرار الفردي و التأييد الجمعي تجدهم (أي أصحاب الفكر الضيق) يصبون انعكاساتهم الشخصية على الجميع ويطالبون في التمثيل العام بحجة الاقصاء مع العلم انهم يدركون ان لصوتهم القبيح العدواني المساحة كما لغيره من حيث القانون. الا انه لايزال ضمن نطاق الأقلية وان كان يمثل الأغلبية او يملك التفويض من قبل الأغلبية وبمجرد ان تختلف معه يكفرك ويستبيح دمك ويصفك بالعمالة !! "إن التعامل بالصيغة السياسية والنص والقانون يجب ان يكون مجرد بصيغته العلمية ويصدر الى الناس كما هو منصوص عليه في المناهج والدساتير والأعراف العلمية العالمية الرصينة. وبغير ذلك يمكن لك أن تترك طرح شخصي ومن يرغب ان يتداول او ان يقع عليه النظر ويغادره ". في الآونة الأخيرة يعيب بعض المحللين من أصحاب الغباء العلمي التعامل مع الدول صاحبة القرار الفعلي و التي لها تركيز مباشر على الواقع العراقي او العالمي منها امريكا او ايران او السعودية او الصين الخ؟ هنا يخطر السؤال الى ذهني مع من يجب علينا أن نتعامل ؟ والعالم كله مرتبط بشكل محوري مع بعضه البعض ؟! فلو اخذنا أمريكا انموذج لغرض وقف التعاملات معها بسبب بعض الاعتبارات العقائدية على انها كافرة و تصدر الشرور و تحارب الإسلام كما تدعي و داعمة الى الكيان الصهيوني , وان لا اختلف معهم في هذا الطرح امريكا مصدر الشر ّ! الا انني لست من انصار الغباء .جيد لك الحق في القطع و اقف مساند الى رايك لكن للتباحث في الامر بشكل أكثر مرونة بعيد عن فوهة بندقيتك وسيفك القاطع وتعال معي الى ارض سواء . هناك مفاصل مهمة لا اعلم كيف يتم التعامل معها منها التعامل التجاري وكيف سيقف على تسعيرة برميل النفط في الدولار الأمريكي ,الين الياباني , الفرانك السويسري او التومان الإيراني ؟ كيف لنا ان نعيش في عزلة عن العالم و كارثتكم تطالبون في عزلة عن اقوى محركات السياسة و الاقتصاد و العسكرة في العالم . ارجوكم اتركونا من هذه الخرافات ورقصة الفالس .ان واقع المشهد العراقي السابق لم يشهد ولادة فجر جديد الا على يد الحلفاء او القوات الصديقة ( الم يكن هذا اسمها ) لا أعلم ما هو السبب الذي جعلكم تنادوها في قوات الاحتلال ,بالمناسبة انا لا اطبل لهمم و لا اقف منهم موقف المدافع عن دين إبراهيم في عصر النمرود, لكن هذه القوة امر فعلي موجود على المشهد الكوني لذلك يجب أن نتعامل وفق المنظور الحقيقي .ما يثير استغرابي هو ان يعيب البعض قدوم الساسة على الدبابة الامريكية نعم هذه الدبابة بمصالحها الاستراتيجية فتحت لك باب الوجود و إزاحة اسم اعتى ديكتاتورية شهدها العراق الحديث .لولا هذه الدبابة لما شهدنا المسرح السياسي و لما وجدنا فرصة في الحديث من على شاشة فضائية و لم تشهد انت جهة او حزب سياسي تنتمي إليه وتجلس تصدر افكارك من على شاشة التلفاز .لكنت تردح الآن الى البعث و صدام .لذلك ارجوكم اتركونا من هذه الأسطوانة و تعالوا الى مشهد حقيقي نتعامل على اثره في بناء الواقع و بناء دولة . ان التدليس والكذب على العامة أصبح صفة يمتاز بها بعض تجار النهج المتحزب ممن يتقلب كل يوم على لون ومذهب وطائفة ودين ويملك اقنعة بعدد الوان علم المثلية. لك الحق ان تدافع عن توجهاتك ولكن ليقتضي الأمر في رأيك الحزبي ولا تدافع في رأي الأستاذ السياسي او التدريسي في الجامعة سين او صاد. اليوم التوجه الحزبي قادر على التلون والتغير تبع الى المصلحة العامة او التوجه الخاص و المنافع الشخصية من يجد ايران عدو اصبح حليفها بعد حين و من وجد أمريكا حليف اصبح عدو لها بعد تغيير الموجة. لا توجد نبوة سماوية طاهرة في السياسة لذلك وجب عليكم التوقف عن الكذب و خداع الجميع . " ان الانتهازية العلمية التي يصنعها بعض مروجي الأفكار السحيقة تخلق مجتمع مريض متردد يتيح الى الطبقة الحزبية الفاسدة ان تعتلي شعوبها وبذلك يتحقق مفهوم التجهيل العام " لذلك نعمد ان نقف مع مصلحة الفرد بغير هوية او قومية. عند الصيف اللاهب لا يهمني من يأتي في تيار الكهرباء الى منزلي هل شركة أمريكية او صينية او إسلامية المهم ان لدي تيار كهربائي ولدي ماء صالح للشرب وشوارع بجودة عالية ومستشفيات فاخره ولا يهمني من هو المعالج ودينه وجنسيته المهم انا المواطن
#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)
Ali_Mahdi_Alaraaji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هستيريا الديمقراطية التوافقية
-
تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي
-
تصدعات فكرية لمجتمعات ما بعد الحروب
-
الله,انا ,الوهم,و الوجود
-
الأنظمة السياسية تنتج معارضة شبيهتها
-
ثرثرة سياسية
-
غباء شعب
-
مبادرة الشرق للانسداد السياسي في العراق
-
كيف تصنع صنم مقدس
-
التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
-
غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
-
ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
-
التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني
-
التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول
-
فكرة عن المشهد العراقي ولا يوجد عراق جديد
-
خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية
-
حديث عن المارثون الشعبي للتملق قبل الانتخابات
-
خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي
-
الدين والمذهب والمعتقد... القذف والشتم واللعن ! حتى اباحة ال
...
-
نبوءة في الحرب القادمة اميركا إيران والسعودية
المزيد.....
-
بزشكيان يؤكد في اتصال مع السوداني على تعاون الدول الاسلامية
...
-
ألمانيا.. الاتحاد المسيحي المعارض يرفض استقبال لاجئين من سور
...
-
-لا صورة استخباراتية واضحة-.. مستوطنون يهود يكشفون تحديات خط
...
-
بن غفير يصدر قرارا بمصادرة -سماعات المساجد-
-
بزشكيان حول الوضع بسوريا: يتوجب على الدول الإسلامية التدخل
-
وزير الخارجية الايراني: لا نرى فرقا بين الكيان الصهيوني والإ
...
-
بزشكيان: على الدول الإسلامية منع استمرار الأزمة السورية
-
عراقجي: الإرهاب التكفيري في سوريا أثبت أنه يتحرك في الخط نفس
...
-
عراقجي: التكفيريون لن يحققوا شيئا أمام المقاومة
-
عقد اجتماع مشترك للحكومة الايرانية ومجلس الشورى الاسلامي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|