أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - هستيريا الديمقراطية التوافقية














المزيد.....

هستيريا الديمقراطية التوافقية


علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)


الحوار المتمدن-العدد: 7436 - 2022 / 11 / 18 - 21:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هامش
ان تعمد الى إرساء النظم الديمقراطية في بلدان باكورتها السياسية نابعة من خلفية ديكتاتورية او حكم فوضوي سلطوي جثم على صدور الناس عقود .فهذا بحد ذاته يعتبر انتصار الى إرادة الحياة على الموت .الديمقراطية التوافقية هي صورة حديثة الى نهج وسطي يعالج الأزمات لدى الدول التي تملك تعدديات قومية وعرقية وغيرها .هنا يصعب الاعتماد على الديمقراطية التمثيلية التي ستعمد على سحب البساط من الجميع و الذهاب نحو مكون واحد يدعى المكون الأكبر لذا ان تذهب نحو التوافقية هذا بحد ذاتها تعتبر مساحة واسعة تعطي الدعم الى القوى و الممثليات العامة في إدارة البلد بشكل مشترك و في نفس الوقت وسيلة جيدة للقضاء على الصراعات و النزاعات الداخلية والحروب الاهلية التي تنشب بحجة الاضطهاد او التجاهل للمكونات الصغيرة او المكونات الأخرى .هنا يمكن القول ان اشراك الجميع في الحكم سيسدل الستار على مشاهد العرض المسرحي للصراع الواحد في البيت الوطني .إلا ان هذا النموذج يمكن أن يتحول الى أداة تعمل على انهيار قيمة المنظومة العامة للدولة من خلال بعض النقاط التي تغير الوجه الجميل الناعم للديمقراطية الى باب من أبواب الفساد العام و تتحول إلى هستيريا حيث يمكن من خلال التوافقات ان نرسم صورة نمطية للتكريس و الانتماء الضيق أي نجعل من المكون او المذهب او العقيدة او الفئة في الصدارة بعيد عن الفضاء و الانتماء الوطني , فيتحول الناخب او المواطن من مواطن يحمل اسم الدولة سين الى مواطن يحمل المذهب او القومية او العقيد الخ وهنا نستطيع القول ان الديمقراطية التوافقية افرزت لنا انتماء متقدم وآخر متراجع و الذي يدعى او يسمى الوطن .وهذا ما شهدناه في العراق تراجع قيمة الانتماء الوطني أمام الانتماء المذهبي والمناطقي على العكس مما هو الحال في ألمانيا التي تعمد النهج التوافقي في الحكم. حيث المواطن يعتد في مواطنته وانتمائه الوطني لا انتمائه الإقليمي او العقائدي الخ.
"ان الديمقراطية بشكل عام هي فكرة غبية تكرس مفهوم جديدي للديكتاتورية لكن في اختيار جمعي بدل أن يجثم على الشعب حاكم واحد أصبح الشعب هو من يختار حاكمه بعد التسويق من قبل منظومة تفرض على الأغلبية اختيار احدد السيئين "
تعمد التوافقية الى اضعاف مركز القرار و هنا يتيح لنا البابا امام تهالك الوحدة الإدارية الفاعلة للبلد من حيث تسلط كل جهة على مناصب معينة و تعمل على دعم وتقوية و تمركز عناصرها الحاكمة و ان كان هناك خرق للدستور او القانون الا ان المهم هو اصدار باب السيطرة و النفوذ من اجل السعي الى تقديم بعض الخدمات الى ناخبيهم او بعض المهمات الى المتنفذين للسيطرة على المال العام من أجل إتمام دورتهم الحياتية حيث لا حكم بدون أموال .وهذا جانب اخر من جوانب عبثية التوافقية .
الديمقراطية التوافقية غالب ما تنتج حكومة ائتلافية وهذا بحد ذاته يقيد السلطة التنفيذية او يقيد الحكومة في البرنامج المتفق على تنفيذه من قبل الجهات الحزبية صاحبة الجمع التوافقي و بهذا تنتج لنا حكومة مغلولة اليد لا تملك القدرة على التنفيذ وفق البرنامج الوزاري و يأتي في اشتراطات حزبية و من واجبه أن يعمل على تنفيذها وفق الكتالوج المتفق عليه .وهذا كفيل ان يحطم ويدمر المنظومة الإدارية للبلدان على عكس ما تجده في سويسرا التي تمتاز احزابها الأربعة في التوافق إلا أنهم غير مؤتلفين في واقع سياسة حزبية فتجد الوزير يمتاز في حرية العمل مع المهنية و الرقيب الاوحد هو الجمهور وصاحب الكلمة الفصل .
كما اسلفت أعلاه ان التوافقية تأتي هنا لقتل الازمات و المشاكل بين الأغلبية و الأقليات و اعطائهم مجال وباب في الحكم الا انها بنفس ذات الوقت تعد باب من أبواب الدمار و الخراب في المجتمعات صاحبت الديمقراطية النامية او الجديدة كما هو العراق ,الخلل لم يأتي من باب النظرية بقدر ما يأتي من الخلل في النسق و التطبيق حيث العراق خرج من نظام شمولي يعيش في عزلة عن العالم لذلك لم يفهم معنى الديمقراطية بالشكل الصحيح. فدخلنا في فوضى التحالفات السياسية ورحنا نعمد الى انشاء قاعدة جديدة تختلف عن مثيلاتها إلا أنها في الواقع تملك ثوابت الديمقراطية. وبذلك هذه القاعدة لابد لها ان تغادر المشهد السياسي ونعمل على الذهاب نحو الديمقراطية التمثيلية وتتحمل الأغلبية ضربات سياط الأقليات و هنا لابد لهم ان يجعلوا النجاح هدف بلا بديل.



#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi_Alaraaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارة التحليل السياسي وتلون الحديث الإعلامي
- تصدعات فكرية لمجتمعات ما بعد الحروب
- الله,انا ,الوهم,و الوجود
- الأنظمة السياسية تنتج معارضة شبيهتها
- ثرثرة سياسية
- غباء شعب
- مبادرة الشرق للانسداد السياسي في العراق
- كيف تصنع صنم مقدس
- التُّرَّهَةُ في الشك وافكار انسانية
- غويران الحسكة وحرير العراق اغرد خارج السرب
- ايران ما بعد سليماني والمد الافقي في العراق وشمال افريقيا
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني
- التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول
- فكرة عن المشهد العراقي ولا يوجد عراق جديد
- خربشات, ديمقراطية العراق و الجهاز الهضمي مخرجات اجتماعية
- حديث عن المارثون الشعبي للتملق قبل الانتخابات
- خربشة عن غرابة طبقات المجتمع العراقي والصراع السياسي
- الدين والمذهب والمعتقد... القذف والشتم واللعن ! حتى اباحة ال ...
- نبوءة في الحرب القادمة اميركا إيران والسعودية
- صناعة المقدس .... و.ه.م قانون حكيم فهيم


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مهدي الاعرجي - هستيريا الديمقراطية التوافقية