قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل في نص فاطمة شاوتي - تَكَلَمْ لِأَرَاكَ-

فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 13:35
المحور: الادب والفن
    

تكلّمْ لِأراكْ...!
قالَهَا دْيُوجِينْ :
ثمَّ تسلَّلَ منْ أَثِينَا...
فِي طاقيةِ إخْفاءٍ
وفِي مخْتبرِ الْمَعْلومياتِ ...
نامتْ حَلزونٌ فِي قُرُونِها
وصَامَتْ عنِْ الْكلامِ...

مِنْ زهْرةِ قَرْنَبِيطٍ قهْقهةٌ :
كانَ ثَانَاتُوسْ يقْلبُ صفحاتِ
الْمِيثُولُوجْيَا...
بيْنمَا هِيجْلْ يقْرأُ :
"الْحبُّ فِي زمنِ الْكوليرَا"
ويتذكّرُ :
هلْ ماتَ بِالْكُولِيرَا أمْ قتلتْهُ الْمِيتَافِيزِيقَا.... ؟!
ويضْحكُ علَى نِتْشَهْ...
كيْفَ نجَا منْ جائحةِ الْكُولِيرَا
وهدمَ الْأصْنامَ بِمطْرقةٍ... ؟!

فهلْ سيقودُالْعالمَ مَنْ يقْرأُ
يَا فَُولْتِيرْ... ؟!
أمْ هذهِ الْحشرةُ
فِي مُوتَامُورْفُوزٍ جِينِي!
حَوَّلَنَا مِيكْرُوسْكُوبِّيَّاتٍ
وتحوّلَتْ مَاكْرُو ... ؟

فَقَطِ الشّوارعُ وحْدَهَا الشّوارعُ...
تُكَلِّمُ الْحشراتِ
وسليْمانُ وحْدهُ سليْمانُ..
يبْحثُ عنْ آكِلِ النَّمْلِ
لِيَسْأَلَهُ عنْ نهايةِ الْعالمِ....
فهلِ انْتهَى الْبحْثُ
يَاإدْوارْدْ سْنُودِينْ.... ؟!

ثاناتوس :إلاه الموت في الميثولوجيا
: Snowden
فضح ملفات التجسس على الأفراد، في مركز الأبحاث للأمن القومي الأمريكي، خلال عهد الرئيس أوباما...

*بين الفكري والشعري في نص فاطمة الشاوتي *

#ليست قراءة في النص، بل قراءة في كيفية إنتاج النص #

الشعر الذي يفكر ،والتفكير الذي يشعر،، أو لنقل الشعر الذي يبدع تفكيره، والتفكير الذي يعقلن شعره ،، هذا هو نص فاطمة الشاوتي ،،تجعلك تتذوق شعرها من خلال خزانها الفكري، ،الموظف بشكل دقيق وواع، وتتأمل فكرها من خلال صياغة شعرية، لها ما يبررها من الجمال والروعة.
لا يمكن أن تفصل الفكري عن النص الشاوتي ،إذ أن فهم المعنى يتطلب منك مجهودا مزدوجا، مجهودا فكريا مرتبطا بفهم المرجعيات الفكرية، التي يجب استيعابها لأنها تمثل الأداة الأساسية في التذوق الشمولي للنص، بدونها لا يمكن فك ألغاز النص، ومجهودا شعريا مرتبطا بفهم آليات الكتابة الشعرية، التي تستخدمها الشاوتي،، وبهذا يكون النص عندها عنيدا صعب التقاط خفاياه ، لا تستطيع مراودته بسهولة، لأنه يحجب عنك الحقيقة الجاهزة، ويترك متعته لقراءة ثنائية الأبعاد ،قراءة المنظومة الفكرية ،وقراءة المتعة الشعرية التي تتشكل من داخلها،.
حتى العنوان جعلته يتكون من خلال حمولة فكرية لها أبعادها ،،تكلم كي أراك،، أحيلوها إلى مرجعيتها ،كي تفهموا أن الشاعرة لا تصوغ جملها الشعرية، اعتباطا بل عن إدراك ،إنها كما يقال. ،تفكر شعرا،
لا أريد أن أخوض في النص، لأني أعرف أن المقام لا يسع ، فقط أردت أن أضع التجربة الشاوتية في سياقها الحقيقي، حتى يدرك القارئ أن الطريق إلى نصها، محفوفة بالألغام والمحظوظ من سلكها، ووصل آمنا إلى الصمت المباح، الذي منه تنتج الشاعرة رؤيتها الشعرية، وموقفها من العالم،،،
شاعرة متميزة لها خصوصيتها في الكتابة الشعرية ،شخصيا أعتبرها الشاعرة الوحيدة من بين الشاعرات، التي لها خاصية الكتابة من خلال مخزونها الفكري، دون إفساد لجمالية الشعر،،

* الشاعرة فاطمة الشاوتي ،تقرؤني من زاوية التأمل النظري *

Bousslam Hassan أيها المحلق بأجنحة التأويل أراك فاردا ريشك المتألق، لترسو على شجرة تظللها. موانع الكتابة الجاهزة
شكرا كورونا خففت عني محتويات الدماغ المثقل بالتاريخ، وبالأوبئة التي جعلت الإنسان على جادة الموت والحياة، كي يقول :
أنا موجود
فعلا لكتاباتي مرجعية لاأنكرها أدبية فلسفية سياسية حقوقية، تجعلني أنفلت من الوحدة المتفق عليها شعريا، وكأنني أبني غيتو خاصا أرتل فيه الإنجيل أو مزامير داوود...
المهم أنه يلامس عمق المعاناة بأبعادها الخطيرة...
الكورورنا/
لاتعبث /
لاتتكلم/
لاتظهر أنها وحدها الشغِّيلة، وكأنها النملة النشيطة، لاتلوي على شيء مايهمها أن تقول :
أنا موجودة كطفرة فيروسية ، لم تحسب لها البيولوجيا في تطورها حسابها...
لهذا أعتبر الكتابة المفكر فيها شعريا، مسلكا وعرا ،أعبره بعُدّة مسبقة خوف الانزلاق، لأنني مؤمنة بأنني أكتب وفق قناعة رؤيوية مرجعية، تحدد سيرورة التيمة التي تشكّل عصب النص، وبآليات تفرضها طبيعة الحدث، والذات المتفاعلة بوعي مع الحدث، بحمولتها ومعاناتها وصيغة التعبير...
مكونات خاصة تفرضها نوعية اختياري، لهذا النوع من الكتابة، أملا أن أكون مستقلة في صوغ هموم اللحظة، بكفاءة معرفية وبقدرة تأويلية، تحول الواقع جرعة أفيون، تتسرب إلى الذات فتصاب بلوثة دماغ، لكنها لوثة جنون، تشعر المتلقي كما أتصور دون غرور بمتعة الدهشة، من حصار الكورورنا الشعرية، التي حاصرتها كورونا الحروب والتجويع والتفقير..
ليتني أستطيع الإفلات من قبضة هذا اللاّمرئي، الذي طوع الكتابة شعرا... ليت الحلم بغد دون وسواس قهري، يصدق فأراه ماثلا بكامل حصته من الحياة...
شكرا صديقي الناقد الذي كلما غطست يغطس أعمق
كلما كتبت يكتب أصدق
ونلتقي في بؤرة التأمل دون قصد التخفي
طاقية الاخفاء صارت تجليا نقديا، فتعريت من ماوراء الكلمات صارت حقائق، بفضل هذا السيد اللغوي،
الذي يمنحني قوة
التخفي /المتجلي...

#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات