أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - نخرج من وهم لنقع في آخر














المزيد.....

نخرج من وهم لنقع في آخر


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8053 - 2024 / 7 / 29 - 20:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عشنا طويلا كعرب في وهم أن العالم كله ضدنا، وهو وهم أسعد أعداءنا الحقيقيون، لانه من جهة، لا يحددهم هم كأعداء، ومن جهة أخرى، يجرنا إلى الأحباط والإستسلام، فكيف لنا أن ننتصر على العالم برمته؟!
وبعد معجزة السابع من أوكتوبر وما تلاها من ملاحم بطولة سطرها شعب البطولة الفلسطيني، وجبهات إسناده في لبنان واليمن، وما نقلته وسائل التواصل الأجتماعي من مظاهر السخط العالمي على جرائم أمريكا والكيان الصهيوني، أقتربنا أو وقعنا بالفعل في وهم آخر، وهو أن الحجب قد أزيحت عن الرأي العام في العالم بما فيه دول الغرب، التي تتخذ من ذلك الكيان قاعدة متقدمة لها في منطقتنا للدفاع عن نظام الهيمنة الأمبريالية وتسعى إلى ترسيخه وتأبيده. وفي هذا السياق سكر بعضنا بخمرة مشاهد الأحتجاج التي سادت جامعات النخبة في أمريكا وبعض دول الغرب، واعتبرها دليلا يثبت اننا لسنا واهمون في حديثنا عن عودة الوعي وانحياز العالم، بما فيه مجتمعات الغرب إلى قضيتنا وقضية الإنسانية، قضية فلسطين.
والحقيقة أن العالم لم يكن يوماً ضدنا أبدا، صحيح أن أوساطا كثيرة من الرأي العام العالمي قد حُجبت عنها حقائق الصراع الذي نخوضه ضد الصهيونية، واغتصابها أرض فلسطين وتحويلها إلى قاعدة لضرب حركة التحرر والاستقلال والتقدم العربي، وصُوّر كفاح العرب ضد الصهيونية كصراع ديني أحياناً، ونزاع حدودي أحيانا أخرى، وحتى كعدوانية عنصرية من جانبهم لتدمير دولة صغيرة ديمقراطية لشعب عانى طويلا من فضاعات العنصرية الأوربية. لكن الصحيح أيضا ان مواقف المجتمع الدولي معبرا عنها في قرارات الأمم المتحدة وجمعيتها العامة والمنظمات التابعة لها كانت في غالبيتها مناصرة للحق العربي، ولعل ابرز تلك القرارات، هو ذلك الذي ادانت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصهيونية حركة عنصرية. لكن النفوذ الغربي في المنظمات الدولية جمد القرارات العديدة التي تندد بالكيان الصهيوني وتقر بالحقوق العربية، وحال دون تفعيلها.
إذن العالم لم يكن ضدنا دوماً، وما كان ضدنا دوماً، وعلى نحو ثابت هو الغرب، أوربا وامتداداتها في أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلاندا. وكانت شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية دوما إلى جانبنا.
هذا عن الوهم الأول، أما الوهم الثاني، الذي ينتشر بيننا حاليا، فهو الاعتقاد، وربما الاقتناع بحدوث تحول كبير في ميول الرأي العام الغربي، أفرزته القراءة غير المتمعنة في الأحتجاجات المضادة لجرائم أمريكا وقاعدتها الكيان الصهيوني في فلسطين، التي جرت في شوارع الغرب وبعض جامعات النخبة فيه.
إذ يمكن القول أن الأوربي الأبيض في أوربا وامتداداتها التي اسلفنا الحديث عنها، سواء كان مواطنا عاديا أو من أفراد النخب، مازال أبعد ما يكون عن تلك الأحتجاجات، أو مراجعة قناعاته ومواقفه المتوافقة مع تأريخه الأستعماري، ومصالحه الراهنة، التي يشكل الكيان الصهيوني خير حارس لها، كما ان مواصلة تأييد ذلك الكيان تمنحه الفرصة لممارسة النفاق الذاتي ضد نفسه، واكتساب شعور زائف في انه بذلك التأييد يتطهر من جرائم أجداده ضد اليهود.
ما يغيب عن الأذهان عند متابعة الأحتجاجات المناهضة لجرائم الكيان الصهيوني، في أوربا وامتداداتها، هو التغير الديموغرافي الذي شهدته تلك البلدان، وحصول ملايين من البلدان العربية والأسلامية وبلدان أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية على جنسياتها، وحصول المجتهدين من شبيبتها على مقاعد دراسية في جامعات النخبة، وهم بالضبط من يقود وينظم الأحتجاجات سواء في الشوارع أو الجامعات، ويشارك اليهود غير الصهاينة بنشاط في تلك الأحتجاجات، على نحو يستحق الإكبار والتقرير، و وكذلك نسبة بالغة الضآلة من البيض الذين ينتمون إلى اليسار الماركسي. أما الغالبية العظمى من الأوربيين البيض على اختلاف شرائحهم فلم يطرأ أي تغير على مواقفهم وانحيازاتهم. وما زالوا أسرى لنمط التفكير الذي تطرقنا إليه في ما سلف.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة أوربا
- بهجة ساذجة بين داعمي روسيا
- تحول مرعب
- الأغنية الشيوعية التي تحولت إلى أغنية رياضية
- ملاحظات على خيارات الناخب السويدي
- غدا نعرف حقيقة المجتمع السويدي
- اعتراف واعتذار
- الطفل المغربي ريان وأطفال فلسطين
- تكثيف
- فك الإرتباط بين اليهودية والصهيونية
- المهدي العلماني الديمقراطي الفسطيني المنتظر!
- في الموقف من إيران وإسرائيل
- عن (( أهل الحق ))
- السويد مملكة الموز الاسكندنافية
- أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي
- بطولة أحد آباء المسرح العراقي
- عن قاسم في ذكرى اغتياله
- فكرة التفوق العرقي في اللا وعي الأوربي
- الأوربيون ينخرطون في حملة الرياء الأمريكية
- مالنتائج المتوقعة من مأثرة جنوب أفريقيا؟


المزيد.....




- عمره مئات السنين.. كيف أصبح هذا الحي القديم رمزا مهيبًا في ا ...
- فواز جرجس لـCNN عن الرد الإسرائيلي على صواريخ إيران: علينا ت ...
- الجيش الإسرائيلي يرصد حوالي 20 قذيفة صاروخية أُطلقت من لبنان ...
- لأول مرة منذ مقتل نصرالله.. وزير الخارجية الإيراني يصل إلى ل ...
- الجيش المصري يتدرب لتدمير مقاتلات F-35 ودبابات ميركافا
- الملك تشارلز يؤدي رقصة -الساموا- خلال حفل استقبال جاليات الك ...
- في اليوم 364 للحرب: إسرائيل تصعد هجماتها الجوية في غزة والضف ...
- غارة اسرائيلية تقطع الطريق الدولية بين سوريا ولبنان
- مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعدما اعتبرته إسرائيل -شخصا غير مرغو ...
- -فايننشال تايمز-: رد إسرائيل على الهجمات الصاروخية الإيرانية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - نخرج من وهم لنقع في آخر