عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8018 - 2024 / 6 / 24 - 01:59
المحور:
الادب والفن
في أواخر شهر آذار عام 1977، أقام الحزب الشيوعي العراقي حفلا خطابيا وفنيا بعيد تأسيسه الثالث والأربعين، على مسرح قاعة الخلد ببغداد، وكان غاية في الدقة والتنظيم، شاركت في إحيائه فرقة الطريق وفرقة الفنان جعفر حسن، وكانت فعاليات الحفل الذي حضره صدام حسين مبهرة، قياسا باحتفالات حزب البعث الحاكم في مناسباته. أمر أزعج نائب الرئيس الذي كان يعد لإزاحة الرئيس أحمد حسن البكر والحلول محله.
من بين الأغاني التي تردد صداها بقوة في ذلك الحفل اغنية "هلا بيك هلا يا حزب المرجلة" والمقصود بحزب المرجلة (الرجولة) بالطبع هو الحزب الشيوعي. وبعد أقل من عام صعّد حزب صدام حسين من هجومه على الحزب الشيوعي، مدمرا منظماته وخلاياه، وملاحقا الفنانين المرتبطين به فكريا أو تنظيميا، وقُتل في ذلك الهجوم من قُتل، وأُسقط من صعب عليه التضحية بحياتة، أو فاق التعذيب الوحشي قدرته على التحمّل، وأختفى من نجح في الحصول على مخبأ مؤقت، وغادر الوطن من توفرت له سبل المغادرة فائقة الصعوبة. وكان بين المغادرين بعض من أحيوا الحفل آنف الذكر.
في العام التالي لتلك الهجمة أكمل صدام عملية أزاحة البكر والإستيلاء على الحكم، وقتل في تلك العملية نصف أعضاء قيادة حزبه وعدد كبير جدا من كوادر الحزب.
وبدات عملية غسل دماغ المجتمع، كان في صلبها تأليه صدام حسين، ومن تفاصيلها محو كل نتاج ثقافي، فكري، إبداعي، فني لا يصب في عملية التأليه، ويبدو أن صدام لم ينس أغنية "هلا بيك هلا يا حزب المرجلة" التي استفزته في حفل الحزب الشيوعي الذي حضر وقائعه. وغير معروفة الظروف التي طُلب فيها من الفنان سعدون جابر، أو أُجبر فيها على السطو على الأغنية وتحويلها إلى أغنية رياضية، يقول مطلعها: "هلا بيك هلا وبجيتك يا هلا" ولاقت الأغنية شعبية واسعة وتحولت إلى هتاف لمشجعي منتخب كرة القدم.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟