زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 16:17
المحور:
المجتمع المدني
الشهر تمّوز ... وكما كانت تقول المرحومة جدتي : " بتمّوز بتغلّي المي بالكوز " وفعلًا غلت في جرّة الماء وبكيزان الصّبار ؛هذا الصّبّار الذي هو كما التين والعنب عطايا الهيّة لجليلنا وشرقنا الجميل .
ولكن للأسف أضحت هذه الفواكه ضنينة على الشّعب البسيط – ولعلّ 90 بالمائة من مجتمعنا العربيّ في البلاد هو من هذا الشّعب البسيط - .
حقًّا أضحت ضنينة وبعيدة المنال كيف لا وكيلو واحد من الصّبار والتين والعنب قد تصل الى خمسين شاقلًا ؟
لا أقول سِرًّا ... فماذا يفعل عامل يتقاضى راتبًا 7000- 8000 شاقل ويعمل بمفرده ويعيل عائلة مكونة من 4-5 أفراد ؟
وهل بمقدوره أن يُمتّع نفسه واسرته بالتين والعنب والصّبار ؟
لقد أضحت هذه الفواكه البلديّة مقتصرة على الأغنياء فقط .
وهنا أتذكّر قصّةً لشّابّ فقير الحال خرج وزوجته في ليلة ليتمشيا في شوارع مدينتهم ، ومرّا أمام دكّان لبيع الشّوارما ، ولم يكن بمقدورهما أن يشتريا فوقف قائلًا لزوجته :
" شمّي " فالشّمّ مجانًا .
وتركا المكان ليقول لزوجته بعد ان قطعا مسافة ما :
ما رأيك أن نعود الى دُكّان الشّوارما ؟
فابتسمت والحلم يراودها :
أتريد أن تشتري لي رغيفًا ؟
فقال والغصّة تخنقه :
لا يا غالية ، أريد أن أشمّ وإياك رائحة الشّوارما ثانية ؟
نعم لم نصل بعد الى هذا الحدّ .
والمؤلم فعلًا أنّ هذا الغلاء لم يصب الفواكه فقط ، بل تعدّاها الى الخضراوات واللحوم وكل البضائع بل وكل جوانب حياتنا .
هذا والحكومة غافية .. نائمة .. وكأنّ شيئًا لم يكن ، في حين أن الرّاتب " مكانك عُد "
أمِنَ المعقول أن تغلب وتتفوّق اسعارنا على الأسعار في أوروبا وتغلبها بكثير ؟
أمِنَ المعقول أن ننافس سويسرا في غلاء المعيشة ومتوسط دخل الفرد عندنا لا يصل الى ربع دخل السويسريّ ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه هو :
الى أين سنصل ؟ وهل هناك هيئة وزارية تراقب وتحاسب وتنتفض دفاعًا عن الطبقة المتوسطة والفقيرة ؟
حتى الآن نسمع سمعًا ولا نرى طحنًا .
بتُّ أفكّر بجدّية أن أقضي الصيف في قبرص من باب التوفير والأمان فلم يعد عندنا شيء رخيص الّا الأرواح .
أتراني أتشاءم ؟!!!
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟