أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - لقد ضربْتُهُ !!!














المزيد.....

لقد ضربْتُهُ !!!


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 16:29
المحور: الادب والفن
    


قصّة للأطفال

عاد حنين ابن الصّف الرّابع في ظهيرة أحد الأيام الى البيت حزينًا مهمومًا ، فألقى حقيبته عن ظهره والدموعُ تترقرقُ في عينيْهِ .
فرأته أمّه فتضايقت ، وأخذتْ تُعانقُه بحرارةٍ وهي تسأل:
ما لَكَ يا صغيري
أشغلْتَ نفسي وَضَميري
كيف لا ؟!
وأنت عِطري وعَبيري
وماء نهري وغَديري

فهزَّ حنين برأسه قائلًا :
لا شيء يا أُمّي... لا شيء .
فابتسمت الأمّ قائلةً : لا أُصدّقك هذه المرّة. أعذرني .
أتُراكَ فشلت في امتحان اللغة العربيّة على غير عادتكَ ؟!
بالعكس تمامًا يا أُمّاه ، فقد حُزْتُ على علامةٍ كاملة.
اذًا ما وراءك يا غالي قالت الأمّ.
فتنهّد قائلًا : إنّه سامح ابن صفّي الجالس بجانبي، فإنّه يعتدي عليّ للمرّة الثالثة لأنّي أخبّيء ورقتي في وقت الامتحان عنه... يعتدي ويُسرع الى المُعلّمة ويشكوني وكأنّني انا المعتدي .
فتلومني المعلمة وتُحذّرني وتقول لماذا يا حنين ؟ أنّي أعرفك ولدًا مجتهدّا ومؤدّبًا ، إنْ ظلّ الامر كذلك سأتصلُ بأهلكَ وأخبرهم.
فتنهدت الأُمّ قائلة بغصّةٍ : ظُلمٌ وأكثر.. صدق المثل القائل :
ضَربَني وبكى
وسبقني واشتكى
وللمعلّمة راحَ وحكى..
وعادت الأمّ تُعانق صغيرها بحرارة قائلة :
تناولْ غداءَكَ يا صغيري ، وعندما يعودُ أبوكَ من العملِ نبحثُ في الموضوع .
وفي المساء وبعد ان عاد الأب من العمل وتناول طعام العَشاء مع زوجته وابنه، قصّتِ الأمُّ على زوجِها قصّة ابنهما المظلوم .
غضبَ الأب غضبًا شديدًا على غير عادته ، وتوجّه الى ابنه قائلًا :
صحيح أنّك رائع في الدّراسة والتحصيل ولكن عليك أن تكون قويًّا وشجاعًا ، عليكَ أن تكونَ رجلًا ... غدًا يا صغيري .. وأقول غدًا ، عليك أن تضربه وتؤذيه وتسرع الى المُعلّمة وتشكوه ..
أسمعْتَ .. تضربه وتشكوه ، فالسّنُّ بالسّنّ والعين بالعين .

نام حنين ولم ينم ؛ نام مهمومًا ولم يُصدّق ما يسمعه من أبيه ، فقد علّمه أن ينبذَ العنفَ ويعشقَ المحبّةَ ، وأن يحبَّ كلَّ النّاس ، فماذا جرى ؟!

وفي الصّباح استفاق حنين نشيطًا فتناول طعام الفطور، وحمل حقيبته ، بعد أن أخذَ من حصّالته بعضًا من النقود وودّعّ امّه ببسمة .


وفي الظهيرة عاد حنين من المدرسة ليجد أباه وأمّه في
انتظاره !!! .
فابتسم ابتسامةً عريضةً وقال : اطمئنا.. اطمئنا فلقد ضربته ، نعم ضربته ، ضربته بكيس من الحَلوى ، فعانقني بحرارة معتذرًا ، ووعدني اليوم بأنّه سيأتي مساءً مع أهله لزيارتنا ..
بُغت الوالدان وتبادلا نظرات الإعجاب ، ثم ما لبث أن قام الأب الى ابنه يعانقه بحرارة قائلًا :
أنّك رجلٌ .. رجلٌ وأكثر .. بوركتَ يا صغيري
وراحت الأمّ تُصفّق بحرارة .



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصة : تعالوا نحكي سَوا ولد - بنت للكاتب : ساهر زهير ...
- المرأة النّصفُ الأجمل
- أُحبُّ أنْ أعيشَ
- وانتهت المعركة الانتخابية وبدأ العمل
- سبعون
- روحٌ رياضيّة
- يا ليتَنا بَقينا هناك
- ننتظرعامًا يُلوّنه السّلام
- همس وبخور
- الرّاعي الجديد
- رنِّمي يا سما
- صورة ميلاديّة
- ليلة الميلاد
- مهلًا يا انسان
- إن لم تعودوا كالأطفال ...
- قوس قزح يلوح في الأُفق !!
- عطرٌ يفوح
- هوّنها يا ربّ
- الأسعار في حرب
- بصقوا وما زالوا يبصقون


المزيد.....




- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - لقد ضربْتُهُ !!!