في العراق يتطلب معاملة المياه الجوفية بالأعمال المصرفية كقياس، بمساواة إعادة تغذية المياه الجوفية بالدخل وسحب المياه الجوفية بالإنفاق لتجنب الإفلاس المائي.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 8035 - 2024 / 7 / 11 - 14:36
المحور: الصناعة والزراعة
    

استخدام المياه الجوفية في العراق بالحكومة الرشيدة سيحد من المخاوف على الامن الغذائي في البلاد وستعمل على تعزيز النمو المرن والعادل في سياق التنمية المستدامة. حتى الآن، كان يتم التقليل من قيمة ثروة المياه الجوفية الخفية، مما يجعلها مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية بسبب الطبيعة الخفية للمياه الجوفية وخصائصها الفريدة، مما ساعد في التقليل من قيمة هذه الموارد المائية الجوفية في الواقع، مثل مفارقة الماء والماس التي شاعها آدم سميث، الجميع يحتاج إلى الماء، ولكن عادة ما يكون من السهل الحصول عليه، فيمكن لأي شخص شراء زجاجة مياه أو فتح الصنبور، وفي المقابل الماس نادر ومكلف، ولكنه اختياري، بمعنى أن الحياة قد تمضي في ظل عدم وجوده دون أي مشكلة.، بديهياً ومنطقياً يبدو أن شيئاً أساسياً للحياة بالنسبة لجميع البشر مثل الماء يجب أن يكون أكثر قيمة واهمية من شيء تكون حيازته في أغلب الأحيان اختيارية.من هنا تعتبر المياه الجوفية ضرورية للعديد من الخدمات الرئيسية، ومع ذلك غالبًا ما يتم اعتبارها أمراً مفروغًا منه، مع القليل من الاعتبارات حول كيفية استمرار هذه الحياة بدون المياه. وينبغي استخدام هذه الثروة الخفية وإدارتها وحمايتها على أفضل وجه وكقياس كما يتعامل مع الأموال والأعمال المصرفية والبنوك، يمكن مساواة إعادة تغذية المياه الجوفية بالدخل وسحب المياه الجوفية بالإنفاق. ولتحقيق التوازن، يجب ألا يتجاوز التفريغ والسحب الطبيعي إعادة الشحن والتغذية. وإذا حدث ذلك، فإن الإفراط في الاستخراج يمكن أن يضر بالاستخدام طويل المدى للمياه الجوفية. وقد يحدث الإفلاس المائي إذا كان الإفراط في الاستخراج أيضًا، لذلك يجب تقييم الثروات المائية المخفية باستمرار لمنع تعريض "ميراث" هذه الثروة للخطر. وبعيدًا عن المساس المادي بالموارد، يمكن أن تتعرض إمكانية الوصول الاقتصادي للخطر عند عتبات الفقر المدقع وعواقب العدالة في التوزيع والاستفادة. تعتبر المياه الجوفية مصدراً مشتركاً للجميع، مما يعكس إمكانية وصول الأفراد إليها بشكل مفتوح وسهل نسبياً لبعض أنواع طبقات المياه الجوفية. تعتبر هذه الموارد في حالة منافسة في الاستهلاك، عندما يستخدم شخص واحد مثل هذه المنفعة العامة، دون السماح للأخرين بالاستفادة منها فإنه يمكن أن يتعارض مع مصلحة الآخرين على استخدامها. كما أنه لا يمكن استبعاد المجتمع، لا سيما في حالة الوصول المفتوح لمؤسسات او لأشخاص متنفذين لاستغلال الموارد. إذا كان كل واحد من هؤلاء المستخدمين يسعى إلى تعظيم استخدام المياه الجوفية لحسابه الخاص، فسوف يتبع ذلك نتيجتان رئيسيتان. أولاً، يؤدي الوصول غير المقيد إلى منافسة غير مقيدة. وثانيا، مع تعدد المستخدمين على نطاق واسع، يمكن لهذه المنافسة أن تقوض الفوائد والخدمات التي توفرها المياه الجوفية للناس والاقتصادات والنظم البيئية داخل وخارج مناطق الاستخدام، مع ما يترتب على ذلك من عواقب هائلة. وفي مواجهة الطلب المتزايد، فإن تلك الميزات تتميز بوجود مياه جوفية أساسية للاستغلال المفرط في "مأساة المشاعات" الكلاسيكية، والتي يتم استنزافها بشكل مفرط بسبب تغير المناخ
إن إمكانية الوصول الاقتصادي – التي يحددها الاحتياطي الاستثماري وتكاليف الضخ للاستفادة من المياه الجوفية – لها آثار على كيفية ونوعية الاستخدام. ويتم تحديد إمكانية الوصول الاقتصادي في المقام الأول من خلال عمق المياه الجوفية ونوعيتها.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات