أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - غدر سبايكر














المزيد.....

غدر سبايكر


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 8033 - 2024 / 7 / 9 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. علاء هادي الحطاب
أتيحت لي أكثر من فرصة للذهاب إلى موقع جريمة سبايكر في ما يُعرف بالقصور الرئاسيَّة في محافظة صلاح الدين بمدينة تكريت، وشاهدت آثار الدماء التي لم يأفل لونها واحمرار وجع الغدر بها حتى الآن، ومما لا شك فيه أن جريمة سبايكر هي إحدى أبشع جرائم التأريخ التي تمظهر فيها الغدر بكل ما حملته الكلمة من معان ودلالات كشفت عن مدى خسة ونذالة الفاعلين في استدراج شباب مراهقين عزل تحت التدريب لا يعرفون جغرافية المكان ولا سايكولوجيا المكين، ومن ثمّ الإيغال بإذلالهم وقتلهم بأبشع طريقة، حتماً وسط تخاذل وتراجع وخيانة الضباط والأفراد المسؤولين عن تدريب هؤلاء الشباب.
قيل سابقاً إن العرب تقتل وتقتل وتتحمل أنواع الأذى من أجل عدم تسليم ضيفها إذا طلبه خصمٌ أو عدوّ له، فضلا عن المستجير بها ومن هو في كنفها، والمعروف أن مكان الحادث كان ذا طابع عشائري قبل أن يكون مؤدلجاً فكرياً وعقائدياً، وما حصل في هذه الجريمة أثبت أن رغبة الإجرام والفتك والغدر كانت حاضرة تنتظر لحظتها لتنفيذ وتحقيق أهداف مكامن الشرِّ بداخل من يحملونه، والملاحظ لاحقاً أن أغلب منفذي تلك الجريمة كانوا شباباً بل إن بعضهم عند سقوط النظام المباد ربما كان طفلا صغيراً، فكيف تحوَّل بعد اشتداد عوده إلى مجرم لديه قدرة القتل والغدر بهذه الوحشية لولا التربية والتنشئة الاجتماعية التي غذته في سبيل الاستعداد لهذه اللحظة.
بالمقابل كانت هناك إضاءة مشرّفة قابلت «الغدر بالغيرة»، إذ استطاعت (أم قصي) المرأة العربية أن تنقذ أكثر من خمسين شاباً من موت محقق لحق بأقرانهم وتحمَّلت مجازفة حدوث أبشع أنواع التعذيب والقتل لها ولعيالها إن أكتشف أمرها، لكنها عملت بحقيقة ما تربّت عليه من قيم ومبادئ في إجارة المستجير وعدم الغدر بالضيف.
لم تتحدث لنا المؤسسات المعنية حتى الآن عن الأعداد النهائية لهؤلاء الشباب المغدورين، وطبعاً بحكم طريقة القتل البشعة ومكان تنفيذها فإن أغلب رفات الشهداء الضحايا لم يتم العثور عليها، لكنَّ شواهدها فضلاً عما ظهر من مقاطع مصورة تؤكد حالة التآمر والخسة و «ولية الغمان» التي مارسها القتلة المجرمون.
يبقى في إطار الحديث عن هذه الجريمة أن نذكر بأمرين أجدهما مهمين اليوم، الأول هو وضع ستراتيجية فاعلة للقضاء على تنشئة الأجيال على الثأر والغدر والعنف والتطرّف كي لا تتكرر هذه الجريمة في سنوات وحقب لاحقة وتجفيف منابع الطائفية بكل أشكالها، والأمر الثاني هو «تخليد الذكرى» وما يلتحف بهذا العنوان من غايات وأهداف، فأقل واجب يمكن تقديمه لهؤلاء المغدورين الشهداء هو تخليد ذكراهم.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادث رئيسي
- الإذاعة الام
- البرابرة ومخيّمات رفح
- هل ستأتي - مبكرة - ؟
- الردُّ الإيراني وما بعده
- لم يأتِ الرئيس
- سيادة الكهرباء
- موائد المسرفين والفقراء
- حفلات تخرُّج
- دول المصالح أم الآيديولوجيات
- جفاف
- فزعة زلزال
- ما بعد البصرة
- فوز البصرة
- بصراااا
- الانسان
- النصر
- نور
- مرور.. مرور
- عراقي


المزيد.....




- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...
- صفقات بين واشنطن والمنامة بنحو 17 مليار دولار.. عشية لقاء تر ...
- النووي الإيراني ـ الترويكا الأوروبية تهدد طهران بإعادة فرض ا ...
- ميخائيل بوغدانوف مهندس السياسة الروسية في الشرق الأوسط
- لماذا خاطب بزشكيان الإيرانيين المغتربين؟ خبراء يجيبون
- %52 من الإسرائيليين يؤيدون حكما عسكريا في غزة
- هآرتس: تدمير غزة يُنفذ عبر مقاولين إسرائيليين يتقاضون 1500 د ...
- عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل مهاجمة قوات النظام الس ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - غدر سبايكر