أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - درس من مناظرة ترامب وبايدن














المزيد.....

درس من مناظرة ترامب وبايدن


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 02:55
المحور: الادب والفن
    


لم يزل دونالد ترامب سيجارة ضارة، لكن تدخينها وإدمانها والإعلان التلفزيوني عنها يجلب المنافع في نهاية الأمر، لذلك مازال وسيبقى موضع إدمان الجمهور ووسائل الإعلام عليه، وهذا لايعني مطلقا أن جو بايدن أقل ضررا منه.
ولأن المناظرة التلفزيونية مساء الخميس الماضي كانت إحدى أكثر المناظرات الرئاسية دراماتيكية منذ عقود، فإنها تمثل لنا نحن من نهتم بتحليل المضمون درسا صحافيا مفيدا. ومع أن بعض المتشائمين الذين لايثقون بوسائل الإعلام، يصفون نتائج المناظرات التلفزيونية بأنها وسيلة لإنتاج الجهل في عقول الناخبين! إلا أن كلمات مثل الاعتناء باللغة ورباطة الجأش والثقة بالنفس واختيار توقيت المبادرة وإشارات الجسد، بات على المرشحين للانتخابات أن يضعوها في أولويات حملاتهم، وتلك كلها مادة لصناعة قصص صحافية لا تفقد قيمتها مع الوقت. تماما مثل صلافة ترامب وهزالة بايدن!
فمن يضع الحل: السياسيون أم وسائل الإعلام القوية المؤثرة، أم الاثنان معا!
يمكن أن نجد شيئا من الإجابة في مناظرة بايدن وترامب، فالسياسي الذي يفتقد إلى معرفة غرائز وسائل الإعلام في النظم الديمقراطية سيسقط حتما إن خاض المناظرة أو لم يخضها.
لا تلعب وسائل الإعلام الأميركية مع خيار الناخبين، بقدر ما تصنع قصتها التي تجني منها الأموال، لذلك تبدو أكثر من سعيدة ومحتفلة بما يحصل.
كذلك ينصح خبراء الإعلام بمشاهدة المناظرة التلفزيونية بين المرشحين من دون صوت كأفضل طريقة للتركيز على ملامح المتناظرين لاكتشاف دلالة تعابير الوجه كمعادل جدير بالوفاء لدلالة الكلمات.
لكن الحقيقة أنه منذ أن دخلت حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية عهد التلفزيون عام 1960 مع المناظرة بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون، بات الشكل بأهمية الجوهر.
كان النقاش شخصيا في مناظرة بايدن وترامب التي شدت ملايين المشاهدين حول العالم لأنها لا تكتفي بالشأن الداخلي الأميركي، فديمقراطية الوصول إلى البيت الأبيض عندما تمرض، تصل أعراض ذلك المرض إلى العالم برمته.
أقول كان النقاش شخصيا أكثر منه سياسياً. وتلك لعمري قصة مثيرة للشغف في الصحف والتلفزيونات عالية المسؤولية منها والأقل حساسية في الصناعة الإخبارية.
فعندما صعدا على خشبة مسرح المناظرة التي جرت من دون جمهور، لم يقترب بايدن وترامب من تقاليد مصافحة الخصوم. لذلك كان الميدان يتسع دقيقة بعد أخرى للكراهية المتبادلة خلال ليلة مليئة بالشتائم.
قال بايدن “إنك تمتلك أخلاق قطة الشوارع”. فحاول ترامب توبيخه بسبب سلوكه المفتقد للكياسة الرسمية قائلاً “دعنا لا نتصرف مثل الأطفال”. فرد بايدن قائلاً “أنت طفل، ومن الصعب المناقشة مع طفلوكاذب”، وهنا ليس من السهولة أن ينسى الأميركيون جملة رونالد ريغان وهو يسخر من صغر سن منافسه الديمقراطي آنذاك والتن ماندل، قائلا إنه لن يركز على كبر سنه ويستغل صغر سن منافسه وقلة خبرته!
فأي درس صحافي مثير يشكله هذا الجدل الأخرق بين زعيمين سيتسنى لأحدهما أن يشارك في صناعة مستقبل العالم؟
وسائل الإعلام الأميركية تشعر بما يمكن تسميته “الامتنان الداخلي” غير المعلن لمثل هذا الجدل الشائن حتى وإن صدر ممن وصفها بـ”إعلام غير شريف”، فمشاكسة وعنصرية ترامب ووهن بايدن سوق رائحة تستقطب الجمهور في نهاية الأمر، والحديث الذي يشبّه بإطلاق نار بين المتحاورين على الشاشات وخلف المايكروفونات الإذاعية الرافضة له، هو إعلام رائج ورابح وإن تنازل عن القيم والحساسية العالية.
غير أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت المناظرة ستحدث تغييرا جذريا في بلد يشهد استقطابا سياسيا ساما. مع ذلك يقول جون كينج مراسل الشؤون الوطنية في شبكة “سي أن أن” الإخبارية “هناك الآن ذعر عميق وواسع وعدواني بشكل كبير، في الحزب الديمقراطي في أعقاب الأداء البائس لبايدن”.
لكن ماذا بشأن من يترقبون النهاية الوشيكة لترامب؟



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
- الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!
- عزلة جو بايدن الأوروبية
- شطرنج كرة القدم
- أوروبا المحبطة أمام خطر مميت
- هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين
- بدر بن عبدالمحسن العراقي
- كاظم الساهر ما بعد الحب
- الفساد شريان الحياة السياسية في العراق
- عادل الهاشمي وظلم الذاكرة
- المعيار المفقود في وجود السوداني بالبيت الأبيض
- نادٍ للرجال، يا للعنصرية!
- القصة لا تبدأ من أبو فدك


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - درس من مناظرة ترامب وبايدن