أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبيد - مسيحيون وليس نصارى













المزيد.....

مسيحيون وليس نصارى


هاني عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن أن يكون المسيحي نصرانياً أو النصراني مسيحياً الا إذا لوينا عنق التاريخ وتجنينا على الحقيقة.
ولد المسيح ونشأ في بيئة يهودية يتكلم معظمهم اللغة الآرامية عدا نسبة قليلة تتكلم اليونانية وهي التي عادت إلى أورشليم من المنفى. كان اليهود ينتظرون المسيح القوي الجبار الذي يملك ويسيطر ويطرد المستعمرين الرومان وبالتالي يُنصّب ملكاً سياسياً على إسرائيل. خاب ظنهم من المسيح الذي يدعو للسلام والمحبة وأن مملكته ليست من هذا العالم فثاروا عليه وطلبوا من السلطات الرومانية بمعاقبته كمجرم وتم لهم تعذيبه وصلبه.
كان الرسل يؤمنون بمسيانية المسيح بالمعنى الذي فهمه كثير من اليهود وبأنه أرسل لخلاص الشعب اليهودي من قبضة الرومان وتأسيس مملكة تُحكم بالناموس (أما هم المجتمعون فسألوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك لإسرائيل؟). إن ما غيّر مفهوم التلاميذ هو الروح القدس الذي حل عليهم عندما ظهر المسيح للرسل والتلاميذ المجتمعين في عيد العنصرة حيث أصبح مرشداً ومعلماً لهم بعد إنفصال المخلص عنهم حيث انضم إلى الرسل في ذلك اليوم ثلاثة الآف نفس شكلت الجماعة المسيحية الأولى في القدس. انطلق الرسل ليبشروا بالإنجيل في فلسطين حيث البيئة اليهودية، وفي ولايات الأمبراطورية الرومانية حيث يسكن اليهود والرومان. انعقد أول مجمع كنسي في القدس برئاسة يعقوب اخو الرب لتقرير العلاقة الشخصية بين رسل الختان والأمم وكذلك حسم موضوع الختان وتقرير العلاقة بين المتنصرين من اليهود والأمم.
نشأ المسيح في الناصرة ولذلك لُقّب بالناصري نسبة إليها ولُقّب أتباعه بالناصريين في البداية. ويذكر الخوري بولس الفغالي في كتابه "المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم" أن مرقص ولوقا وأعمال الرسل تسمي يسوع نزارينوس (ناصري)، بينما يسميه متى ولوقا ويوحنا وأعمال الرسل نزورانيوس (ناصري). وهذه الكلمات لم تعد تستخدم فيما بعد وحل محلها كلمة كريستيانوس أي مسيحي. إن شكلي كلمة ناصري يعنيان الشيء نفسه وهما يشتقان من الناصرة.
ظهرت وتبلورت بعد ذلك جماعة من اليهود المتنصرين أطلق عليهم اسم اليهودية المسيحية Jewish Christianity الذين ابتدعوا فكراً ومعتقداً مختلفاً عن العقيدة المسيحية. وظهرت ضمن هذه المجموعة في القرن الثاني الميلادي فرقة سًميت بالناصريين Nazarenes حيث لم تعترض على تبشير بولس بين الأمم ولكنهم ظلوا متمسكين بالناموس ليس كمتطلب خلاص ولكن لتكريم يهودية المسيح والتركيز عليها، والفرقة الأخرى هي فرقة الأبيونيون. بعد إنهيار الهيكل في عام 70م هاجر أعضاء اليهودية المسيحية إلى ابيلا في الاردن وقسم استوطن بيسان ومن ثم انتشرت في المناطق الشرقية لبلاد الشام والجزيرة العربية، ومن هنا تم إطلاق اسم النصارى على هذه الفرق المختلفة ودخل اسم النصارى في المصادر الإسلامية. من هنا نجد أن الاب لويس شيخو في دراساته المتعددة يُطلق اسم النصرانية في مؤلفاته، مثل: شعراء النصرانية وكتاب النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية وغيرهم وذلك للإشارة إلى إنتشار الفرق السابقة في الجزيرة العربية والتي تختلف عن المسيحية التي انتشرت في أرجاء الأمبراطورية الرومانية.
كانت القرون الميلادية الأربعة الأولى ساحة صراع بين المسيحية والفرق والشيع التي إنحرفت عن جوهر المسيحية الحقيقي والتي أدت إلى تثبيت أسس الإيمان الحقيقي في مجمع خلقيدونية، وتم هرطقة كل الأفكار والفرق التي ظهرت مثل الفرق الأبيونية والنسطورية والكسائية والأريوسية والأوطاخية وغيرها.
كان المسيح معروفاً باسماء شتى واتخذ لنفسه في أغلب الأوقات اسم ابن الإنسان (من يقول الناس إني انا ابن الإنسان)، وأهله كانوا يسمونه في ايام تجسده يسوع (إن هذا هو يسوع قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل كما قال سمعان)، وتابعوه أطلقوا عليه بعد قيامته كلمة الرب والذين رأوه كالملك الموعود به دعوه المسيح أو المسيا وهذا الاسم هو الذي عم العالم أجمع فنُسب إليه تابعوه (أنت هو المسيح ابن الله الحي كما اعترف بطرس). ظهرت كلمة مسيحيين في ثلاثة مواقع في العهد الجديد فقط، فأولاً قد سمى أهل أنطاكية تلاميذ يسوع مسيحيين، وثانياً صدرت عن المللك أغريباس القائل لأسيره بولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً"، وثالثاً في رسالة بطرس الذي يُقارن بين القصاص الذي هو نصيب المجرم والقصاص الذي قد يكون من عواقب أتباع المسيح "إن كان كمسيحي". كان اسم مسيحي في أيام المسيح يحمل نبرة الإزدراء، كما قال نثنائيل لما سمع عن المسيح لأول مرة " أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالحاً؟".
يذكر الاب ابراهيم بطارسة في كتابه الموسوم ب "أتباع المسيح مسيحيون ونصارى" (أن المسيحيين هم الذين آمنوا بالمسيح من الوثنيين واتخذوه إلهاً، لخلو أذهانهم وتاريخهم من كل خلفية دينية سابقة وكتاب، وهم يقيمون الإنجيل بأحرفه الأربعة من دون التوراة كتاباً للحياة، ويقيمون العماد من دون الطهور – الختان).
وأما النصارى فهم أولئك الذين كانوا يراعون الأحكام والشعائر اليهودية وبخاصة شعيرة الختان، وهم أمة من بني إسرائيل آمنوا بوحدانية الله وأنه لم يلد ولم يولد، وهم يقيمون التوراة والإنجيل.
ينقل لنا المؤرخ يوحنا الاسيوي ( 585 م ) عن طوائف النصارى العرب قبل الاسلام انهم كانوا من الابيونيين والاريوسيين والكسائيين والاحناف وغيرهم، وهذه هرطقات غير معترف بها من قبل الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية التي تؤمن أن يسوع المسيح هو كلمة الله المتجسد حل فيه الروح القدس ولهذا يُدعى ابن الله مجازاً وليس بالولادة التي يتنزه عنها المسيحيون. هو اله كامل (روح الله) وإنسان كامل (ابن مريم) بدون أية خطيئة (روح الله وكلمته)، صًلب من أجل فداء البشر من أثر الخطيئة الأصلية لآدم وحواء وتمردهم على الله الخالق ، وان المسيح قام من الموت بجسده وروحه بعد مكوثه بالجسد ثلاثة ايام في القبر حيث مات الجسد فقط دون اللاهوت الذي لا يموت، وظهر لتلاميذه وللناس عدة مرات لمدة اربعين يوماً، واكل معهم ليريهم انه ليس شبحا بل جسدا وروحا مثلهم وعلمهم اسرار ملكوت السماء ، ثم ارتفع الى السماء حيا بجسده بعد ان وعدهم بعودته مرة اخرى يوم الحساب والدينونة في نهاية الزمان اي في المجيء الثاني .



#هاني_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة سالرنو الطبية
- السريان ودورهم الحضاري في التاريخ
- العودة إلى قرار التقسيم
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل
- التاريخ المنسي - الولايات المتحدة الأمريكية - 8
- التاريخ المنسي - دور بريطانيا - 7
- تاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. صفقات الأسل ...
- التاريخ المنسي - قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل، ستالين وف ...
- التاريخ المنسي. قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل. موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي قرار التقسيم وإنشاء دولة لإسرائيل- موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي- قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل، موقف الاتح ...
- التاريخ المنسي-قرار التقسيم وإنشاء إسرائيل. موقف الاتحاد الس ...
- نظرات في علم الهندسة عند الأغريق
- ذكريات - 3 مذكرات أندريه غروميكو
- ذكريات -2 مذكرات أندريه غروميكو
- عرض كتاب -ذكريات- مذكرات أندريه غروميكو
- ما اختزنته الذاكرة عن فلسطينيي الداخل -2
- ما خزنته الذاكرة عن فلسطيني الداخل-1
- قراءة جديدة لوعد بلفور
- البحث العلمي


المزيد.....




- بعد أدائها تحية نازية.. رقيبة شرطة أسترالية تحت التحقيق وقائ ...
- تردد قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2024 خطوات تنزي ...
- “بدون إعلان”.. تردد قناة طيور الجنة أطفال لمتابعة أجمل الأغا ...
- “تسلية ممتعة لأطفالك”.. اظبط الآن التردد الجديد لقناة طيور ا ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على النايل سات وتابع أ ...
- رئيس البرلمان الايراني: اتيت الى لبنان بدعوة من السيد نبيه ب ...
- ” أنا بدي أصوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على جميع ا ...
- البابا فرانسيس يستقبل زيلينسكي في الفاتيكان لمناقشة سبل السل ...
- الولايات المتحدة: السجن 14 عاما لجندي أمريكي متهم بتقديم -نص ...
- بطة بطة شفناها جوة البركة محلاها??.. تردد قناة طيور الجنة بي ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني عبيد - مسيحيون وليس نصارى