صحيفة الزمان وصحة الانسان

حسين جاسم الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 7992 - 2024 / 5 / 29 - 20:53
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

كتبت موضوعا قبل أيام انتقدت فيه عدم تواجد المواد الأساسية لإجراء التحاليل في المختبرات العامة بمستشفى الكرامة التعليمي، إضافة إلى سرقة المستشفى لوقتك من خلال البيروقراطية التي تتمتع بها بتركيز عال، وتحويل غالبية المرضى إلى مختبرات الجناح الخاص، ما يدفع المواطن مضطرا لإجراء اي تحليل وبالاسعار المثبتة، تضاف لها ٥% مبلغ عدم وجود بطاقة الدفع الإلكتروني التي لم أشاهد أحدا اخرجها من جيبه بل اغلب كبار السن ومرافقيهم لا يعرفونها.
وباختصار شاهدت بأم عيني مواجهة شرسة بين اسعار المختبرات الخاصة وجيوب الفقراء وكيف تحدث احد كبار السن عندما قال بالحرف الواحد وأمام موظفي قسم المختبرات الخاصة ذهبت إلى مختبرات الطوارئ والاستشارية وليس فيها أي تحليل وتم تحويلي إلى الجناح الخاص وابلغوني أن كلفة التحاليل ١٧ الف دينار وعند سؤالي للجناح الخاص قالو لي المبلغ ٢٧ الف وعند إجراء التحاليل طلبت مني المحاسبة ٣٧ الف، ويسترسل الرجل بقوله (هل يعلمون هؤلاء بأية مشقة احصل على هكذا مبلغ)، وايضا حالة ذكرتها سابقا بتكلفة فحوصات لإحدى المريضات ٣٣ الف واخرى كادت أن تبكي عندما طلبت منها الموظفة ٢٥٧٥٠، فأين الدعم يا وزارة الصحة؟
كل هذا موثق بالأدلة التي ستدحض كل ما ذكرته جريدة الزمان على لسان مدير المستشفى ولم تتعامل بالمهنية التي تستوجب التأكد من الحقيقة بإرسال مندوب لإجراء تحقيق صحفي او ع الاقل التأكد من ناشر المقال الذي اعتمدته الصحيفة في تناول الموضوع لكنها ذكرت أن مواقع التواصل أثارت القضية ولم تكلف إدارتها حتى التأكد من حقيقة ما يجري وتحولت الزمان من مدافع عن الفقراء ونقل معاناتهم إلى تبييض الوجوه المستكبرة، وما يثير الدهشة أن مدير المستشفى قال في تصريحه أن كل شيء متوفر من كيماديا وعند النقص لدينا لجان مشتريات تعوضه، واحد مسؤولي المستشفى اكد لي بالحرف ليس لدينا اي مبلغ منذ زمن طويل ولا نملك اي تخصيصات مالية لشراء الأدوية والمستلزمات وتلكم هي الحقيقة.
لست هنا للخوض بمهاترات مع المستشفى او الصحيفة، لكن ما يهمني أن تتوفر للمواطن البسيط والفقير ابسط حقوقه التي تكفلتها الدولة وليست تلك بطموحات إنما الحقوق التي يتمتع بها ابسط مواطن في الدول الأخرى.
لكن للأسف كل ما تقدم يثير قضية التحولات الكبيرة في توجهات اغلب وسائل الإعلام حيث تجد توجه لوسيلة معينة، وبين ليلة وضحاها تتغير الوجهة من الشمال إلى الشرق، ولا يعلم معلمها أنه قد يظلم أو يساعد على الظلم، وكم تمنيت أن ينتفض رئيس الوزراء الذي وصله المقالين واطلع على ما يجري او وزير الصحة الذي قرأ ما نشرت، ولكن الحقيقة التي تبين خيطها الأسود من الابيض (لا نعرف من تحارش بمن الزمان بمستشفى الكرامة ام الكرامة بالزمان)، وكيف باتصال هاتفي تسرد كل تلك التفاصيل والأحداث والأرقام والمبالغات، واستعراضات لإعداد العمليات وزرع الكلى وكأنه ليس واجب المستشفى إنما منة تقوم بها خارج عملها.
وهنا اؤكد أن موضوعي لتشخيص ومعالجة قضية وليس استهداف لاحد لا وزير ولا مدير ولا غفير، وكل ما يجري في البلاد سببه التصفيق لكل من يقوم بواجبه وهذه هي مأساتنا،
فيا رئيس الوزراء القوم في السر غير القوم في العلن.

#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات